غاية كل مسلم عاقل أن يكون محبوباً من الله ومحبوباً من الناس فبدون هذه المحبة يحس المسلم أنه في غابة موحشة ومع هذه المحبة يحس بالقرب من الله والسعادة في دنياه.
صور هذا القرب وتلك المحبة الحديث القدسي الذي رواه رسول الله صلي الله عليه وسلم عن رب العزة حيث قال "..... وماتقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه. ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. وإن سألني: لاعطينه. ولئن استعاذني لأعيذنه..." ففي هذا الحديث علامات دالة علي حدوث المحبة بين العبد وخالقه وتتجلي هذه المحبة في افعال ذلك العبد المحبوب من ربه. وذلك حين يصبح عبداً ربانياً. تتحقق فيه صفات متعددة منها
ألا يسمع إلا مايرضي الله تعالي. ولا يتكلم إلا بما يرضي عنه الله وبذلك: يبتعد عن لغو الحديث. وعن مجالس الغيبة والنميمة. ولا يجد لذة في سماع ماحرم الله. ولا ينشغل إلا بذكر الله. ولا يلتذ إلا بتلاوة كتاب الله. ولا يأنس إلا بمناجاته لله سبحانه وتعالي.
وتلك أول علامة من علامات المحبة الإلهية .
أن ينظر في ملكوت الله. وإلي ماأحل الله. ويجد غضاضة في النظر إلي ماحرم الله. ولذلك: لاتمتد عينه إلي ماحرم عليه! وحينئذ: تتحقق ثاني علامة من علامات المحبة الإلهية: .
ألا تمتد يده إلي حرام. وألا تساعد علي وقوع الحرام. فلا تسرق. ولا تنهب. ولا تأخذ ماليس من حق صاحبها.
وحينئذ: تتحقق العلامة الثالثة. الدالة علي محبة الله: .
ألا تمشي رجله إلي حرام. وألا تسعي إلي باطل. وألا تخوض فيما لا يحل لها أن تخوض فيه.
وبذلك: تتحقق العلامة الأخيرة. الدالة علي محبة الله لعبده:
وإذا تحققت هذه العلامات في نفس المسلم. وأصبح لا يرتاح إلي حرام. ولا يجد دافعاً قلبياً للاقبال عليه. فمعني ذلك: أن العبد قد امتثل لأوامر الله. وانتهي عن نواهيه. وحينئذ: يصبح عبداً ربانياً. إذا سأل ربه أعطاه. وإن استعاذه من الشر. أعاذه: .
***
ولا يستعجلن أحد استجابة ربه. لأنه سبحانه يتصرف بمقتضي مصلحة عبده. فتارة يقع المطلوب بعينه علي الفور. وتارة يقع بعد فترة. لحكمة أرادها العليم الخبير. وتارة تقع الاجابة بغير عين المطلوب. حين لا يكون في وقوع المطلوب: مصلحة محققة. بينما يكون في وقوع غيره: مصلحة محققة. أو أصلح منها!
وسبحان علام الغيوب!
منقول
Muslima @muslima
محررة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️