المخاطر التي تتعرض لها الممرضة العربية في مكان عملها

الجمعة، 23 فبراير 2018


المخاطر التي تتعرض لها الممرضة العربية في مكان عملها


لا يوجد عمل بدون مخاطر......ولكن تتفاوت أماكن العمل في شدة هذه المخاطر....وتصنف المستشفيات والمحطات النووية ومصافي البترول بأنها أماكن عمل عالية الخطورة بالمقارنة مع المدارس والأعمال المكتبية لدى الشركات التي تصنف بأنها أقل خطورة.
وبناء على ذلك فإن الممرضة العربية تتعرض لدرجة خطورة عالية في مكان عملها....
وتقسم هذه المخاطر إلى ما يلي:-


1. الأمراض المعدية: أهم الأمراض التي تتعرض الممرضة للإصابة بها هي:-
أ- الحساسية
وتتعرض لها الممرضات العاملات بأقسام الجلدية، والأمراض التنفسية، وتعتبر الأمراض الجلدية هي الأكثر انتشارا، بسبب التعرض المستمر إلى هذه البكتيريا والطفيليات.
ب- أمراض الجهاز التنفسي المعدية
مثل الدرن الرئوي(السل) و الأنفلونزا.
ج- أمراض الكبد
أو بمعنى أدق الفيروسات الكبدية، وهي الفيروسات أ، ب، ج، التي تنتقل عن طريق الدم، أو الحقن وغيرها، لذا فالممرضات العاملات بهذا المجال بحاجة إلى التطعيم للوقاية من هذه الفيروسات.... وفحوصات دورية.
د- أمراض الدم
تتعرض لها الممرضات اللواتي يتعاملن مع الدم بصفة دائمة سواء خلال مساعدة الجراح أو الطبيب خلال العمليات الجراحية، أو خلال تنظيف وتعقيم الأدوات الطبية، ومن اشهر الأمراض التي تنتقل إليهن هي الايدز، لذلك يجب اجراء فحوصات للدم بشكل دوري.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم حالات أمراض الكبد وأمراض الدم التي تكتشف بين الممرضات كانت غالبا نتيجة للوخز العشوائي بالإبر الملوثة ، وفي تلك الحالات فان الوقاية من حدوث المرض تتم بالشكل الاتي :-
* عند تعرض الممرضة بوخز إبرة أثناء إعطاء حقنة أو سحب دم أو خلافه لا بد من التبليغ الفوري إلى قسم منع العدوى بالمستشفى أو بمكان العمل.
* وفى تلك الحالة يقوم قسم منع العدوى بالتنسيق مع الصحة الوقائية بتحديد نوعية الوقاية في تلك الحالة.


2. المواد الكيماوية :-
خاصة الممرضات اللواتي يعملن في مجالات طبية تستوجب التعرض إلى مواد كيميائية، مثل عيادات الأسنان، فهن يتعرضن بشكل مستمر إلى مادة الفورمالدهيد والزئبق، ما يجعلهن عرضة لأمراض الجهاز التنفسي وخاصة الربو.


3. المواد الإشعاعية
تتعرض لها الممرضة العاملة في أماكن العمل بالأشعة ....وأهم الأمراض الناتجة عن التعرض لهذه المواد الإشعاعية هي تشوهات دائمة سواء للممرضة نفسها أو لجنينها إذا كانت حامل....و سرطان الدم( اللوكيميا).




4. الإصابات
وتصاب نسبة لا بأس بها من الممرضات بأوجاع في الرقبة والظهر والساقين بسبب الوقوف الطويل والسهر الكثير وخدمة المرضى ورفعهم وتقليبهم.... أو جر عربات المرضى ونقلهم من غرفهم إلى غرف العمليات وبالعكس، أو من غرفهم إلى غرف الاشعة أو المختبر وغيرها.
وأحيانا خلال كل هذا تتعرض الممرضة إلى حوادث الانزلاق أو الوقوع مما يؤدي إلى إصابات بليغة مثل الكسور أو الجروح.


5. الضغط النفسي والعصبي
إن الممرضة خلال عملها تحتاج للتركيز بشكل كبير...ويجب أن تكون متيقظة طول الوقت لكل كبيرة وصغيرة فيما يخص مرضاها وعملها....وهذا عمل ليس بالسهل أبدا....فهناك ما بين 3 الى 10 مرضى لكل ممرضة وأحيانا أكثر حسب القسم والمستشفى ....وكل مريض يحتاج إلى رعاية ومتابعة كبيرة جدا... وهذا يشكل مجهود فكري وضغط نفسي هائل لا يمكن وصفه تقوم به الممرضة لوحدها...
ونضرب مثالا على ذلك الممرضات والقابلات العاملات في غرف التوليد لما يبذلنه من جهد جسدي وفكري في مساعدة المرأة الحامل على الولادة ومراقبتها والاعتناء بنظافتها والاهتمام بتعقيم غرف الولادة والأدوية الموصوفة لها وكلها أعمال شاقة ومرهقة ...وكذلك الأمر بالنسبة للعاملات في دور العجزة ومستشفيات المعاقين وقد اعتدن الكثير من العمل والقليل من الراحة وربما يشعرن بأنهن يدرن في دائرة من الارهاق والتوتر ....وممرضات العناية المركزة والحثيثة لصعوبة وخطورة الحالات التي يعتنين بها....
وقد أثبتت الدراسات والاحصاءات أن هؤلاء النساء يواجهن مع الوقت مشكلات صحية خطيرة منها فقر الدم والاجهاد والتوتر العصبي وارتفاع ضغط الدم والاجهاض التلقائي وكلها ترجع إلى النمط المتصل بالعمل الشاق وما يقترن به من ضغوط.


وفي النهاية....فإن كثيرا من المؤسسات الصحية تصرف بدل مخاطر يضاف إلى راتب الممرضة....خصوصا التي تعمل في الأقسام عالية الخطورة....كتقدير لها على تضحيتها...
ولكن هل هذا يكفي......كيف نقدر هذه الممرضة التي تضحي بسلامتها لترعى المرضى....كيف نكافئ هذه الأم والزوجة والابنة الشابة التي تضحي بحياتها وسلامتها من أجل حياة وسلامة المرضى....
انها بطلة....ندعو لها بالسلامة دائما
من مدونة ممرضات الوطن العربي من الألف إلى الياء