::..المداومة على الطاعات..::

ملتقى الإيمان



إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ..

أختي المسلمة :
إن المداومة على الطاعات ، والمحافظة على الأعمال الصالحة ، من صفات خاصة خلق الله عزوجل ، وأعمال عباد الله المؤمنين ، كما قال تعالى في وصفهم (الَّذِينَ هُم عَلَى صَلاَتِهِم دَائِمُونَ ) وقال عنهم جل جلاله: ( وَالَّذِينَ هُم عَلَى صَلاَتِهِم يُحَافِظُونَ ) ، بل إن المحافظة على الطاعات هي وصية الله عزوجل لأنبيائه الكرام عليهم صلاة الله وسلامه ، كما أوصى الله عزوجل بذلك عيسى بن مريم عليه السلام حيث قال الله عزوجل عنه أنه قال : ( وَأَوصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمتُ حَيًّا )

بل إن الله عزوجل أمر بذلك خير أنبيائه ، وأفضل رسله ، وسيد ولد آدم أجمعين ، أمر بذلك رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى له: ( وَاعبُد رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ ) فلا تنفك عن طاعة الله تعالى ولا تفارق هذا حتى تموت ، والأمر للرسول صلى الله عليه وسلم أمرٌ لأمته جميعاً بأن يداوموا على طاعة الله عزوجل والأعمال الصالحة حتى يلقوا ربهم جل جلاله .
قال شداد بن أوس رحمة الله : إذا رأيت الرجل يعمل بطاعة الله فأعلم أن لها عنده أخوات ، وإذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فأعلم أن لها عنده أخوات ، فإن الطاعة تدل على أختها وإن المعصية تدل على أختها .



أختي المسلمة :
بما أن رب رمضان هو رب سائر الشهور ، وبما أنك لا بد أن تموت فتلاقي ربك عزوجل إذن لابد لك من دوام الاستعداد للقائه جل جلاله ، واغتنام كل لحظة من لحظات حياتك وصرفها في طاعة الله تعالى سواءً كنت في مسجدك ومصلاك أو في عملك ووظيفتك أو في بيتك مع أهلك وولدك ، أو في طعامك وشرابك أو لباسك ونومك .. أو في سائر شئون حياتك ، فأنت لا تنفك عن طاعة الله تعالى كما كان هدي نبيك عليه الصلاة والسلام فقد روت لنا عائشة رضي الله عنها أنه علبه الصلاة والسلام كان يقول : ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) رواه البخاري ومسلم .



أختي المسلمة :
إن للمداومة على الأعمال أهمية كبيرة وغاية عظيمة وأهداف سامية نبيلة .. يدل على ذلك عدة أمور :
1- أن فرائض الله عزوجل في غالبيتها فرضت على الدوام ، والمحافظة عليها أمرٌ محبوب لله عزوجل كما قال تعالى في الحديث القدسي : ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ) رواه البخاري .
2- أن المداومة على الأعمال هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان عمله عليه الصلاة والسلام ديمة) . رواه البخاري ومسلم .

3- أن المداومة على الأعمال محبوب عند الله تعالى كما قال عليه الصلاة والسلام : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها .

4- وكما أن المداومة على الأعمال محبوبة عند الله تعالى فهي أيضاً محبوبة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن مسروق رحمه الله تعالى قال : سألت عائشة رضي الله عنها أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : ( الدائم ) متفق عليه .

5- أن من فاته شيء من الطاعات استحب له قضاؤه كما كان عليه الصلاة والسلام يقضي أوراده في الليل إذا نام أو مرض وأوراده في رمضان يقضيها في شوال كما قضى الاعتكاف ولولا أهمية المداومة على الأعمال لما قضاها عليه الصلاة والسلام .




ثمرات المداومة على الأعمال وأجورها

إن عمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتي أجله ويلاقي ربه جل جلاله، فالله عزوجل لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت فقال تعالى : ( وَاعبُد رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ ) .
وإن للمداومة على الطاعات ثمرات عظيمة وآثار ظاهرة في الدنيا والآخرة فمن هذه الثمرات :
1- دوام اتصال القلب بالله عزوجل ، مما يزيد القلب قوة وثباتاً ويقيناً وتوكلاً ومن ثم كفاية من الله تعالى .

2- تعهد النفس عن الغفلة ، وترويضها على لزوم طاعة الله تعالى ، حتى تسهل عليها وتعتادها .

3- أن المداومة على الطاعات سبب لمحبة الله تعالى للعبد وولايته له ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : ( من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) رواه البخاري عن أبي هريرة .

4- أن المداومة على الطاعات سبب للنجاة من الشدائد فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا غلام إني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن . فقلت: بلى فقال : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرَف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) رواه أحمد وهو حديث حسن .

5- أن المداومة على الأعمال سبب لمحو الخطايا وتكفير السيئات فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله وسلم ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم
خمس مرات هل يبقي من درنه شيء قالوا : لا . قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا
) متفق عليه .

6- إن المداومة على الطاعات سبب للتيسير في الحساب يوم القيامة ، وتجاوز الله عزوجل عن العبد ، فقد اجتمع حذيفة وابن مسعود رضي الله عنهما فقال حذيفة (رجل لقي ربه فقال ما عملت قال ما عملت من الخير إلا أني كنت رجلا ذا مال فكنت أطالب به الناس فكنت أقبل الميسور ‏ ‏وأتجاوز ‏ ‏عن المعسور، فقال تعالى: ‏ ‏تجاوزوا ‏ ‏عن عبدي قال ‏ ‏أبو مسعود ‏ ‏هكذا سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ) متفق عليه

7- أن المداومة على الأعمال الصالحة تجعل العبد في ظل عرش الرحمن جل جلاله يوم لاظل إلا ظله فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل ‏ ‏طلبته ‏ ‏امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ‏ ‏ففاضت ‏ ‏عيناه ) فإن الإمام العادل والشاب الناشئ في عبادة الله تعالى وتعلق القلب المساجد لابد فيها من المداومة حتى يحصل هذا الأجر الكبير .

8- أن المداومة على الأعمال تدخل العبد الجنة فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (‏ ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب ‏‏الجنة وللجنة أبواب ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان . فقال ‏ ‏أبو بكر :‏ ‏ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة ،فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم ) متفق عليه‏ .


تـزود من معاشك للمعاد
وقم لله واعمل خير زادِ
ولا تجمع من الدنيـا كثيراً
فإن المال يُجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وأنت بغير زاد




فضيلة معاودة الصيام بعد رمضان

روى مسلم عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر )
أختي المسلمة :
إن الصيام في شوال له فضائل كثيرة وفوائد متعددة منها :
1- أنه يستكمل به أجر صيام الدهر ، كما قال ذلك خير البشر علية الصلاة والسلام .

2- أنه كصلاة الراتبة بعد الفريضة يكمَل ما حصل فيها من خلل ونقص ، ولا يخفاك أخي العزيز أن الكثير منَا – إلا من رحم الله تعالى – وقع في صيامه بعض الخلل والنقص ، وتحتاج لجبره .
3- أن معاودة الصيام علامة قبول العمل في رمضان فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده، قال بعض السلف : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها كان ذلك علامة قبول الحسنة الأولى كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها .

4- أن صيام رمضان يوجب مغفرة الذنوب كما صح ذلك عن المعصوم عليه الصلاة والسلام ومغفرة الذنوب من أعظم نعم الله عزوجل على عبده فيكون صيام شوال شكراً لله على هذه النعمة .




حال السلف في المداومة على الأعمال
لقد ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة في المداومة على الطاعات والمحافظة على الخيرات ، فقد كان قدوتهم عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتورم قدماه ، وهكذا علي رضي الله عنه يأتيه النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فيقول له ولفاطمة رضي الله عنها : ( إذا كنتما بمنزلكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين وحمَدا ثلاثاً وثلاثين وكبَرا أربعاً وثلاثين ). يقول علي رضي الله عنه : ( والله ما تركتها بعد ) .
وهذا بلال رضي الله عنه يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دفََ نعليك بين يديَ في الجنة ) قال بلال رضي الله عنه : ( ما عملت عملاً أرجى عندي غير أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليلٍ أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي ) . متفق عليه .
وهذه عائشة رضي الله عنها تحافظ على ثمان ركعات من الضحى وتقول : ( لو نشرني أبواي ما تركتهما ) .
وهذا صلة بن أشيم وكان من الصوامين القوامين لو قيل له القيامة غذاً ما وجد مزيداً .




الأسباب المعينة على المداومة على الطاعات

1-الإخلاص لله عزوجل ،ا وعقد القلب عليه سبحانه وتعالى .

2- كثرة دعاء الله تعالى بالتثبيت ودوام الطاعة .

3- العزيمة الصادقة على لزوم الأعمال والمداومة على الطاعات مهما كانت الظروف، ونبذ العجز والكسل وترك الخمول والتسويف والاستعانة على ذلك بالله تعالى .

4- ملازمة الرفقة الصالحة التي تشحذ الهمم وتقوي العزائم وتعين على طاعة الله عزوجل .

5- قراءة أحوال السلف واجتهادهم في الطاعات .

6- القصد في الأعمال والتدرج فيها وعدم الإثقال على النفس ومسايرتها بما تستطيع، وتعويدها على الخير رويداً رويدا ً فإن ذلك أدعى للمداومة والاستمرار على الطاعات .
قال ابن القاسم : ( كنت آتي الإمام مالك بن أنس رحمة الله فأسأله مسألتين أو ثلاث أو أربعة وكنت أجد فيه انشراح الصدر فكنت آتي كل سحر فتوسدت مرة عتبته فغلبتني عيني فنمت فخرج الإمام مالك إلى المسجد ولم أشعر به فركلتني سوداء له برجلها وقالت : إن مولاك لا يغفل كما تغفل أنت ، اليوم له تسع وأربعين سنة ما صلى الصبح إلا بوضوء العتمة ) .




ختاماً
فاشحذِ الهمة أخيتي واصدقِ في العزيمة وشمَري إلى الطاعات
نسأل الله عزوجل أن يوفقنا وإياكِ إلى المداومة على الطاعات ، والمسابقة إلى الخيرات فهو أهل التقوى وأهل المكرمات .
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

المصدر
8
738

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

LaDy Nona
LaDy Nona
فاشحذِ الهمة أخيتي واصدقِ في العزيمة وشمَري إلى الطاعات
نسأل الله عزوجل أن يوفقنا وإياكِ إلى المداومة على الطاعات ، والمسابقة إلى الخيرات فهو أهل التقوى وأهل المكرمات .
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،


وعليكم السلام ورحمه الله وبركااااااااته

هلا بطه اخت توته

كلاااااااامك جميل جدااااااااااااااااااااااااا


الله يعينا على الطاعه والله يثبنا على العبادة وطريق الحق

مشكورة بطه


الله يعطيك العافيه ويرزقك بالجنه والسعادة

آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
أدِيم الَّليل
نونا الولهانه
حياكِ الله غاليتي
شاكرة لكِ مرورك الاجمل


اللهم آآآميين

جزاك الله خيراً
وبارك الله فيكِ
جرحي عميق
جرحي عميق
الله يعينا على الطاعه والله يثتبنا على العبادة وطريق الحق
أدِيم الَّليل
جرحي عميق
جزاك الله خيراً اخيتي
لمرورك الكريم

اللهم آآآآمييييين
موتى ولا دمعه امى
جزاك الله خير الجزاء حبيبتى
وجعله الله في موازين حسناتك
دمتـ بـ حفظ المولى

مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكور
مشكورةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة

حقـــوق الطبع محفوظه لدى موتى ولا دمعه امى يرجى عدم التقليد
شكرا على الموضوع الجميل والى الامام بدون توقـــــف