المدينة المنورة تنعي ابنها الشاب حافظ القرآن: عبدالرحمن أحمد مدني سومر

السلام عليكم ورحمة الله..

( عبدالرحمن أحمد مدني سومر )


عرفتُ والده ثم عرفته - رحمه الله - منذ ما يزيد عن عشر سنوات، كان نعم الابن البار الهادئ المهذب، أحسبه والله حسيبه شاباً صالحاً نشأ في طاعة الله، حفظ القرآن قبل أن يكمل الخامسة عشر من عمره، والتحق بعد تخرجه من الثانوية بكلية القرآن الكريم في المدينة المنورة فكان مثالاً للطالب الحريص المجدّ..





توفيت والدته واثنين من أخواته في حادث سير مروّع قبل ثلاث سنوات حينما كان في السنة الجامعية الثانية، ثم تزوج بعد ذلك ورزقه الله بابنته البكر التي كان يصفها لي بأن وجودها في حياته يسوى في نظره الدنيا وما فيها، كان يقول لي عنها: مجرد رؤيتها تنسيني كل متاعب الحياة، وملاعبتها أحب إلى قلبي من الدنيا وما فيها، رغم أنها آنذاك لا تزال في شهورها الأولى..


التحق - رحمه الله - بوزارة التربية والتعليم بعد تخرّجه وتعيّن مدرساً في بيشة، وكنتُ بعد تخرجه على وصال متقطع معه حتى كان آخر العهد بيننا في عيد الأضحى الماضي قبل عدة أيام..





وقبل أيام قلائل، وتحديداً في مطلع الأسبوع الحالي، كنتُ حريصاً على مهاتفته للاطمئنان عليه وعلى وصوله سالماً هو وزوجته وابنته إلى بيشة، وإذا بي أخرج من المسجد النبوي الشريف - حيث مقر لقاءاتي الدائمة معه - واتفاجئ برسالة على الهاتف الجوال أذهلتني وقطّعت نياط قلبي بما حملته من قضاء الله وقدره في أخينا الحبيب عبد الرحمن، حيث حملت النص التالي: عظم الله أجرنا وأجركم في وفاة أخينا عبدالرحمن أحمد مدني سومر، توفي يوم أمس في حادث على خط الجنوب..


ثم توالت بعد ذلك الرسائل والاتصالات تنقل لنا الخبر المذهل الذي أبكى قلوبنا قبل أعيننا، والذي لا إله غيره لم أزل حتى هذه اللحظة بين مصدّق ومكذب للخبر رغم ذهابي للعزاء فيه، ولا زالت كلماته الأخويّة الخالدة تملئ أذنيّ، ولا زالت المواقف المُباركة التي جمعتني به تمر أمام ناظري كما لو وقعت قبل قليل..





رحمك الله يا عبد الرحمن وأعلى مقامك في جنان الخلد، إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإن على فراقك لمحزونون، لقد ترك رحيلك في قلبي لوعة وحزنا وأسى لايطفئه إلا لقياك في جنان الخلد بإذن الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..


سلام عليك في الخالدين، وجمعني الله بك في جنات النعيم، وألهم زوجكَ وابنتها ووالدك وذويك الصبر والسلوان، تبكيك المدينة وأهلها، والذكرى العطرة التي تركتها في نفوس كل من عرفك وعرف عائلتك المباركة، ويبكيك كل من عرفك طالباً وزميلاً ورجلاً فاضلاً نبيلاً..




إخوتي وأخواتي..


لا تنسوه من صالح دعائكم، فوالذي نفسي بيده إنه لمِن خير مَن عرفتهم في حياتي كلها، طاعة والتزاماً وحباً للخير وأهله، أسأل الله لي ولكم حسن الختام..

منقول



يا هل ترى ماذا ستكون نهايتنا ومتى ؟؟؟؟
سؤال مهم على النفس المسوفه الاجابة عليه؟؟؟؟