أخواتي / هذه مشاركتي الأولى أطرحها للنقاش وأتمنى أن تنال رضاكم :
المرأة السعودية وبطولات العالم !
إن كنت من الكثيرين الذين تبهرهم الثقافة ويشهدون لأهلها أنهم سادة العقل والوعي والفكر النير الثاقب في المجتمع فلعلك أصبت ببعض خيبات الأمل مؤخرا وصدمت ببعض مشاهدات الواقع لتقول أحيانا : ليت هذا المثقف أو ذاك يمتلك قليلا من الوعي والإدراك أو يفهم بعضا مما يفهمه المواطن العادي البسيط ! تفاجئك تلك المندبة أوالمناحة التي أقامها مؤخرا بعض إعلاميينا وكتابنا تفاعلا منهم مع قرار رفض الإتحاد الدولي لرياضة السيارات انضمام رالي حائل إلى روزنامة بطولة العالم للراليات " الباها " وذلك لمنع المنظمين في حائل مشاركة النساء , والمولولون هنا انحازوا إلى جانب الإتحاد الدولي في اتهام المملكة بحرمان المرأة وإقصائها ونادوا بضرورة دخول المرأة السعودية المنافسات الرياضية الدولية وأن عدم المباشرة في ذلك يعني عزل المرأة وبالتالي عزل المملكة عن العالم كما يقولون ! وكنا قد رأينا مثل هذا وأكثر منه منذ مدة عندما هددت اللجنة الأولمبية العالمية بلادنا بأن غياب المرأة السعودية عن المشاركات الرياضية سيحظر على المملكة مسابقات الأولمبياد ! ولأن بعضا من مثقفينا عبروا عن حزنهم العميق لأن وطننا لا يقحم المرأة في البطولات المحلية والعالمية وذلك يعني تهميشها وقمعها حسبما يعتقدون فإن لي كمواطنة سعودية رأي آخر:
ــ يتم صرف المليارات على الرياضة لدينا سواء من ميزانية الدولة أو الأموال الخاصة وسؤالي المركب هو : هل حققت الرياضة السعودية من المكاسب والإنجازات ما يتناسب و حجم هذه المبالغ الهائلة ؟ ماذا لو أنفقنا مثل تلك المليارات في إقامة مراكز للأبحاث والدراسات العلمية الدقيقة واستقطاب العلماء وتوطين التقنية والدعم القوي الجاد للصناعة ... أما أصبحنا اليوم دولة متقدمة منتجة ؟ ثم وبعد هذا الإنفاق الضخم على الرياضة الرجالية فقط .. عدنا من أولمبياد بكين مطأطئي الرؤوس ! فخرج علينا البعض بحل عبقري وهو : إن خذلتنا تلك العضلات الذكورية فإن النصر مضمون ولا يحتاج إلا لمئات المليارات الجديدة لتأسيس رياضة نسائية وعضلات أنثوية سعودية تحصد ميداليات الأولمبياد القادم !!.
ــ التقيت قبل عامين " الدكتورة شيماء " طبيبة ومثقفة مصرية ودار النقاش في مسائل عدة ومنها أوضاع ملايين النساء المنكوبات بالحرب في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال والمكتويات بالفقر والجهل والمرض في كثير من دول إفريقية وآسيا , عندها مازحتني قائله : أنتن أكثر نساء الأرض ترفا ودلالا فأقصى همومكن التخلص من المَحرم أو غطاء الوجه وأكبر قضاياكن قيادة السيارة ! غضبت حينها واجتهدت في توضيح الصورة لها ولكني بالفعل لا ألومها فمن يتابع الفضائيات التي يمتلكها سعوديون ومن يقرأ صحفنا يدرك أن بعضا من الإعلاميين وأصحاب القلم دفنوا قضايا المرأة الأهم وعمدوا إلى رغباتهم وأرائهم الشخصية فأبرزوها وتبنوها كقضايا عامة تشغل المرأة السعودية وتؤرقها , لذا فإن هؤلاء الذين يخوضون مراراً وتكراراً في المطالبة بالاختلاط أو تشكيل الفرق الرياضية النسائية أو غيرها يسيئون إلى دينهم وبلادهم وأنفسهم ويسيئون أولا وقبل كل شيء للمرأة السعودية ذاتها , وأستغرب لأصحاب الدعوات التغريبية وتوهمهم الدفاع عن مصالح المرأة وأقول : هل تظنون أنتم ولو للحظه واحدة أنكم أرحم بالمرأة وأعلم بمصلحتها من خالقها الذي أمرها بالستر والحشمة والحياء وأوجدها لعبادته أولا ثم للقيام بدورها كزوجة وأم صالحة وابنة بارة والجائزة هنا جنة عرضها السموات والأرض لامجرد ميدالية وتصفيق جماهير ! .
ــ ممارسة الفتاة لنظام رياضي بسيط وخاص بها تمارس فيه بعض التمارين اليومية أو الرياضات المحببة لنفسها كل ذلك يحقق لها مكاسب جمة بلا خسائر أما عالم المسابقات والمباريات والبطولات فمساوئ لا حصر لها : كيف توائم المرأة المسلمة بين ما فرضه الله عليها من إدناء الجلباب الكثيف الواسع وبين القيام بتلك الألعاب التي تحتاج نشاطاً وخفة وحركة ؟ كيف تجمع المسلمة بين الحياء واستعراض مهاراتها الجسدية أمام الملأ ؟ كيف توفق المسلمة بين واجباتها الدينية والأسرية ومتطلبات المنافسة من التدريب المكثف ـ الانتظام والتقيد ببرامج ومواعيد صارمة ـ الجهد العقلي والبدني المرهق ـ السفر والتنقل الدائم ـ التعامل المستمر والمباشر مع الرجال ـ الضغوط المختلفة التي تسرق من المرأة الاستمتاع بسنوات عمرها وراحتها وأنوثتها ؟.
ــ أليس العاقل من اتعظ بغيره وتأمل تجارب الآخرين ونتائج خبراتهم ؟ بماذا ظفرت المرأة الأمريكية أو الأوروبية بعد مايقارب نصف قرن من تحديات الملاعب والمحافل كيف وصلت كثير من قصص شهيرات الرياضة إلى نهايات مأساوية : حالات من الانتحار وإدمان المخدرات والكحول أو المنشطات وعقاقير الاكتئاب والهلوسة ؟! ما الذي أفادته المرأة المسلمة من الزج بها شبه عارية في سباقات الجري والسباحة والسلة ورفع الأثقال وهل ساعد رضى اللجنة الأولمبية العالمية في تحسين الظروف السيئة لنساء المسلمين أودفع بتلك البلاد الإسلامية إلى الأمام ولو قليلا ؟! ما أول ما يعبّر عنه اللاعب عند أي لقاء أو حوار معه ؟ أليس شعوره بإهماله وتقصيره في حق نفسه وزوجته وأبنائه وعلاقاته الإجتماعية ككل نتيجة غيابه وانشغاله المتواصل وندمه على ذلك , فهل ينقصنا مزيد من التفكك والمعاناة ؟ .
ــ إنهما خياران أمامنا لا ثالث لهما إما أن نطبق شرع الله وحده صدقا بالفعل لامجرد القول ونلتزم بذلك ونفخر به فلا نهتم بعدها لمن رضي أوغضب وإما أن نعلنها صراحة تخليا تاما عن القيم والعقول لنسير كالمجانين نترنح يمنة ويسرة وراء ركب الضياع والإفلاس الديني والأخلاقي .
ريم سعيد آل عاطف

ريم سعيد آل عاطف @rym_saayd_al_aaatf
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️