البسطامية

البسطامية @albstamy

عضوة جديدة

المرأة المسلمة بين الحجاب والنقاب

ملتقى الإيمان

اخواتي الكريمات اليكن هذاالموضوع المفيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


يجب أن نفرق بين جواز كشف الوجه والكفين وعدم وجوب إخفائهما وبين حرمة الاستغراق في النظر ومتابعته بين الرجال والنساء ، فقد جاء الأمر بالغض من البصر صريحاً واضحاً في قول الله سبحانه في ءايتي سورة النور : { قُل للْمُؤْمِنينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } وقوله { وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أبْصَارِهِنَّ} .

وفي السنة أحاديث صحيحة كثيرة تحرم مداومة النظر إلى المرأة – أي بشهوة – أو إلى عورتها ولو بلا شهوة . من هذا ما رواه أحمد وأبو داود عن علي رضي الله عنه حيث قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة } .

وحديث الخثعمية المشار إليه ءانفاً (في الحلقة الأولى ) حيث حولَ الرسول صلى الله عليه وسلم وجه الفضل بن العباس عن النظر إليها ، ولم يأمرها بإخفاء وجهها .

فقد روى مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : )) صنفان من الناس لم أرهما : رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) .

والكاسيات العاريات هن اللواتي يلبسن ما يشف ويحكي اللون والمائلات المميلات بنحو التخلع والاهتزاز في المشي وبالخضوع واللين في القول والحديث لاستمالة الرجال للحرام .
وبعد :
فإن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس . وان من الخير للمسلم وللمسلمة الوقوف عند ما يعلم علماً صحيحا من حلال أو حرام وألا يتجاوز هذا إلى ما لا يعلم متزيداً بالا فتاء بما لا سند له ، متأولاً أو متجاوزاً حدود التأويل والله سبحانه يقول : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتي أَخْرَجَ لعِبَادِهِ وَ الطَّيَّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ لِلَّذينَ ءَامَنُوا في الحَياةِ الدُنْيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُون .َ قُلْ إنَّما حَرَّمَ رَبِّي الفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَنْ والإثْمَ والبَغْيَ بِغَيْرَ الحَقِّ وأنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وأنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .

وفي هذه الجملة الأخيرة النهي عن القول في الإسلام بغير دليل أو برهان في حدود أصول الإسلام المبينة في القرءان والسنة وما تفرع عنهما من أدلة ارتضاها سلف هذه الأمَّة .

والقول في الدين بغير علم ، تحريماً أو تحليلاً ، هو ما أكَّد الله أيضاً تحريمه في قوله سبحانه : { وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتِكُمُ الكَذِبَ هَذا حَلالٌ وَهَذا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إنَّ الَّذينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } .

ومن ثم فما كان من الأحكام ثابتاً بدليل قطعي الدلالة والثبوت كان لازماً لكافة المسلمين ، ولا محل لتأويله أو الحيدة عما قضى به ، وما كان ظني الدلالة ولو كان قطعي الثبوت كان للفهم الصحيح فيه مجال ومقال لم يجز لأحد أن يكره أحداً من المجتهدين المعتبرين على انتحال فهم في النص لم يطمئن إليه . فإذا توافق كثرة من العلماء على رأي كان على الكافة اتباعهم ، وكان لمن خالف أن يعمل برأيه دون أن يحاول حمل الغير على اتباعه حتى لا تكون فتنة . حسبما تقرر في ءاداب المفتي و المستفتي في مباحث علم أصول الفقه .

ذلك أن هذه المذاهب الفقهية التي نتداولها إنما نشأت باجتهادات في موضع قابل للاجتهاد وليس لمجرد الرغبة في الاختلاف و النزاع ، لأن التفرق في الدين هو الماحقة ، حذر الله منه فقال سبحانه : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعَاً وَلاَ تَفَرَّقُوا } ، (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ ريحُكُمْ ) ، { إنَّ الَّذينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ في شَىْءٍ } .

ويجب رد المسائل المتنازع عليها إلى الكتاب والسنة . ذلك قول الله سبحانه : { فإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى الله وَالرَّسُولِ } وقوله تعالى : { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيِه مِنْ شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله } ، ذلك لأن الدين قد فصله القرءان كما قال الله : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلَّ شَىْءٍ } ، وبينته السنة كما قال الله سبحانه : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذَّكْرَ لِتُبَيّنَ للنَّاسِ مَا نُزَّلَ إلَيْهِم } .

ولأن من ءايات القرءان ونصوص السنة ما حوى قواعد عامة مقررة بل ومستقرة ليس فيها ما يصعب على الناس اعتقاده ، أو يشق عليهم العمل به .

ذلك قول الله : {... لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا } ، وقول الله سبحانه : { يُرِيد الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } ، وقوله تعالى : { وَمَا جَعَل عَلَيْكُمْ في الدَّينِ مِنْ حَرَج } .

ذلك يسر الإسلام وعمومه الذي جمعه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله الذي رواه البخاري: (( إن هذا الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ))

وهذه القضايا التي يكثر فيها جدل المسلمين سواء من كان من أهل العلم أو ممن لم يكن تشبثاً برأي ، أو تمسكاً بقول فقيه ، ينبغي أن نأخذها بهذا المعيار الذي قرره القرءان الكريم في تلك الآيات وأوضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف .

ومن ثم فلا نجعل السنة فرضاً حتماً ، ونحدث بذلك الفرقة في صفوف المسلمين ، ونضل الناس بغير علم ، كما لا نقول في الإسلام بغير ما قررت أصوله والله ورسوله قد نهيا عن ذلك { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } .

لقد تفرقت بالمسلمين السبل ، وتنازعتهم الأهواء فكان هذا الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية.

إن علينا جميعاً اتباع قول الله الحكيم : { وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيِلِه ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ } والله سبحانه وتعالى أعلم
.
0
427

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️