المرأة المصطفاة
لقد أهدى الله لنا معشر النساء قصة هي من أجمل القصص التي كانت بها المرأة مثالا يحتذى به.
بل وسمّى باسم بطلتها سورة كاملة في القرآن تخليدا لاسمها.
هي قصة حَرِيٌّ بكل أنثى أن تضعها نصب عينيها لتكون لها مشعلا ينير لها الطريق.
يرشدها ويوجه دفة حياتها حتى تصل بإذن الله عز وجل إلى أعلى الجنان.
هي قصة طالما أحببتها وأحببت بطلتها...
ولهذا قررت أن أكتب عنها بمشيئة الله عز وجل...
لقد قصّ الله علينا هذه القصة بأجمل وأبدع صورة من الممكن أن تُقَصّ فيه...
ولهذا ما سأتحدث عنه هو مشاعري وتأملاتي فيها...
ومن أرادت أن تقرأها بأكمل صورة فلتقرأها من المصحف....
الغرض من موضوعي هو أخذ العبر لأننا مع الأسف كثيراً ما نقرأ قصص القرآن دون أن نفكر في كيف لنا أن نحولها إلى واقع ملموس في حياتنا...
ولعلي أنبه بأنها رؤيتي الشخصية للقصة. فما أصبت فيها فمن الله وماأخطأت فمن نفسي والشيطان...
وأسأل الله أن يهدينا سبل الرشاد...
والآن هل عرفتم عن أي قصة أتحدث؟
نعم هي قصة مريم الصِّدِّيقة....
فلنبدأ الحكاية سويا...
تبدأ حكايتنا مع أم مريم _امرأة عمران_ تلك المرأة الصالحة التي غمرقلبها حب الله عز وجل فلم تكن كسائر النساء...
قلب معلق في السماوات لابد وأن يكون مختلفا...
يمنُّ الله على امرأة عمران بالحمل فلا تبتغي الدنيا كما نفعل نحن...
نحن نريد الحمل لأسباب مختلفة فمن النساء من تخشى أن يقال عنها عاقر و يتزوج زوجها عليها لأنها لم تحمل. ومنهن من تريد الحمل حتى يكون الأولاد لها سندا في هذه الحياة. ناسية أو متناسية بأن الله هو السند الحقيقي وأن ما سواه مفتقر في ذاته لسند. فهو سبحانه الغني عن العالمين. وغير ذلك من الأسباب الدنيوية.
ولكن امرأة عمران لم ترد شيئا من هذا. بل أرادت شيئا واحدا.
أرادت أن تتقرب بجنينها لله عز وجل. فجعلته له سبحانه خالصا. ورمت الدنيا بأسرها خلف ظهرها.
بل كدأب الصالحين. يؤتون وقلوبهم وجلة أنهم إليه راجعون. يملأ قلوبهم رجاء بأن يقبل الله منهم. وليس كحالنا نتقرب إلى الله ونحن نشعر بالفخر بما قدمنا.
فقالت كلماتها اللاتي يكتبن بماء الذهب(إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم)
عرفت بأن لها ربا يسمع الدعاء وعليم بالنيات فتوسلت له بأن يقبل منها جنينها كقربة تتقرب بها إليه.
نور يتلألأ @nor_ytlala
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نور يتلألأ :ثم يأتي الكرم الإلهي فيتقبل الله من هذه المرأة وينبت ابنتها نباتا حسنا... وهنا علينا أن نقف جميعا عند أمر هام... نذرت امرأة عمران جنينها وهي ترجو أن يكون ذكرا ففي ذلك الوقت كان الذكور هم من يُنْذَرون لخدمة بيت المقدس. ولكن شاء المولى عز وجل بأن يكون الجنين المنذور له أنثى... وفي هذا تكريم للأنثى أيما تكريم... نعم أراد الله أن يكون الجنين المنذور له أنثى. أحب أن أقولها ثانية و ثالثة و رابعة. فهي جملة تدخل السرور إلى نفسي وتشعرني بأني ملكة أحلق في السماء بأن وهب الله النساء هذا الفضل العظيم ليخبرهن بأنه لا يحابي جنسا على جنس وأن أفضلنا إليه هم أتقانا... بل وقد زادنا الله سبحانه وتعالى في آية عظيمة في سورة النساء حيث أرشدنا جميعا إلى أمر مهم فيما يتعلق بما يتفضل به جل جلاله على النساء والرجال فقال (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما) وفي هذا توجيه في غاية الأهمية فكثيرا منا خاصة معشر النساء نتمنى ما فضل الله به الرجال علينا في بعض الأمور. وهنا يعلمنا الرب بأن علينا أن لا نتمناها وأن لا نشعر بالغيرة فكل واحد منا رجالا ونساء له مهمات مختلفة تتناسب مع ما خلقه الله من أجله. وكل مأجور على مهمته والتي يعلم سبحانه بأنها الأنسب له. فعلى سبيل المثال نجد أن الله فضل الرجال بأن جعل منهم الأنبياء ولم يجعل إمرأة نبية. وذلك لأنه علم سبحانه بأن هذه المهمة تصلح للرجال فأعطاها لهم وأثابهم عليها. وجعل لنا مهمات مختلفة كأن جعل من النساء صدِّيقات وأثابهن عليها. ثم أمرنا بأن نسأله تعالى من فضله. وهنا يتعالى في داخلي شعور بأن الله يريد أن يخبرنا بأنه لا داعي لأي شعور بالغيرة من أي أحد فأنا الكريم إسألوني أعطيكم. وتذكري بأن أعظم الفضل هو ماكان في الجنة فإذا ما منعك الله فضلا في الدنيا فاعلمي بأنه يخبئ لك أعظم منه في الجنة إذا ما وثقت به ورضيت بحكمه وسألتيه. نعود لحكايتنا... يموت والد مريم ولكن يبقى الله حي لا يموت... فيُكفِّلها زكريا ويرزقها من عنده سبحانه حتى استغرب زكريا من هذا الرزق فقال (أنَّى لك هذا) فأجابت(هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) كيف نخشى الفقر؟ كيف نخشى أن نبقى من غير أب أو ابن يرعانا؟ بعدما رأينا كيف تولى الله مريم ورزقها بغير حساب. إنها الثقة والإيمان بالله. عندما يتعلق القلب به وحده جل جلاله. بأنه هو وحده الرازق. ليس الأب وليس الإبن وليس الزوج بل الله وحده.ثم يأتي الكرم الإلهي فيتقبل الله من هذه المرأة وينبت ابنتها نباتا حسنا... وهنا علينا أن نقف...
تنادي الملائكة مريم مبشرة فتقول(يا مريم إن الله اصطفك وطهرك واصطفك على نساء العلمين)
يتكرر ذكر الإصطفاء في الآية ولعل ذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه إلا أن تكرار الكلمة بعث في نفسي شعورا بعظم هذا الإصطفاء وعلو قدره فما أجلَّها وما أعظمها من بشارة.
ثم تسترسل الملائكة فتقول (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)
فهذا هو حال المصطفين من قبل الله عز وجل. يسير بهم حبهم لله على طريق طاعته ويملأ قلوبهم بخشيته. ثم يفيض هذا الحب والخشوع على جوارحهم فلا تجد طعم السعادة إلا في ركوع وسجود بين يدي من أحبت وعظّمت.
فإذا ما أردنا أن نكون منهم فعلينا الإقتداء بهم.
ثم تعتزل مريم أهلها في مكان شرقي. لتشرق شمس عيسى منه كما تشرق الشمس عادة من جهة المشرق....
فيأتيها جبريل في صورة رجل سويّ وما أن رأته حتى دب الخوف منه في قلبها فاستعاذت بمولاها والقادر وحده بأن يحميها ثم ذكَّرت جبريل بتقوى الله. فالتقوى هوالشيء الوحيد الذي يمنع الإنسان من الوقوع في الذنب و من ظلم الناس إذا ما غابت رقابة السلطة البشرية فقالت(إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)
يرد جبريل عليها مطمئنا إياها (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلما زكيا)
وما أتى لفظ منح الذرية في القرآن إلا بلفظ الهبة والتي توحي إلى سامعها بأنها هدية عظيمة وليس مجرد عطية عادية.
فهلَّا تعاملنا مع هدايا الله عزوجل بعناية متناهية. وبشكر يملأ الآفاق من حولنا. حتى نُخرِج إلى العالم جيلا همته في السماء و طموحه جنة عرضها السماوات والأرض لا مجرد نجاحات وإنجازات أرضية زائلة. بل هو يُصلح دنياه من أجل آخرته. شعاره (وما لأحد عنده من نعمة تجزى , إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى)
ترد مريم في استغراب شديد (أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيا)
فيبين لها جبريل قائلا (كذلكِ قال ربكِ هو عليَّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا)
تحمل مريم عليها السلام بعيسى ثم يأتيها المخاض...
ويولد عيسى عليه السلام...
يضيق صدر مريم فكيف ستواجه الناس به الآن. فبالتأكيد لن يصدقوا قصتها.وبلغ بها الهم والألم مبلغا حتى تمنّت لو أنها قد ماتت قبل هذا وكانت نسيا منسيا.
يناديها جبريل طالبا منها ألا تحزن فقد جعل الله لها نهرا تشرب منه ثم أخبرها بأن تهز النخلة ليتساقط من ثمرها فتأكل. ثم لتسعد وتقر عينها بمولودها وإذا مارأت أي إنسان فليس عليها أن تبرر أي شيء بل فالتقول (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)
وهكذا كلما تجرحنا سكاكين البلاء. تكون لنا الرحمة الإلهية كبلسم يهدئ من آلامنا. ويبقى العبد مطالبا بالعمل بالأسباب مع إيمانه الكامل بأنها لا تنفع بشيء وأن الله هو من يفرج الهموم. فلعمري كيف لمريم وقد أنهك المخاض قواها بأن تهزنخلة. ولكنها سنن الله في كونه. علينا بذل الأسباب في كل حين وقلبنا يخفق بصدق التوكل على القوي القدير.
تذهب مريم إلى قومها وهي تحمل صغيرها بين ذراعيها. وما أن رأوه حتى استنكروا بشدة (يا مريم لقد جئتِ شيئا فريا)
تلزم مريم الصمت كما أمرها مولاها عز وجل وتكتفي بأن تشير إليه...
وهنا نتعلم بأننا لا يلزمنا أن ندافع عن أنفسنا بالكلام في كل مرة ويكفي بأن نلزم طاعة مولانا فيتكفل جل جلاله بالدفاع عنا (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) فهو خير مولى وخير نصير.
فَهَمَ القومُ من إشارتها بأنها تطلب منهم بأن يتحدثوا مع المولود وليس معها. فسألوا بإستنكار مرة أخرى (كيف نكلم من كان بالمهد صبيا)
ثم تأتي المفاجأة الكبرى فينطق المولود (إني عبد الله آتانيَ الكتاب وجعلني نبيا, وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا, وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا, والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)
أحب أن أختم قصتي بأن الله قد ضرب لجميع المؤمنين رجالا ونساء مثلا بمريم عليها السلام حتى نحذوا حذوها وتكون لنا أسوة حسنة نتعلم منها و نقتدي بها.
وأسأل الله العلي القدير ذو الفضل العظيم بأن يهدينا الصراط المستقيم.صراط الذين أنعم الله عليهم كمريم عليها السلام. ويجمعنا بها في جنات النعيم. على سرر متقابلين.
يتكرر ذكر الإصطفاء في الآية ولعل ذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه إلا أن تكرار الكلمة بعث في نفسي شعورا بعظم هذا الإصطفاء وعلو قدره فما أجلَّها وما أعظمها من بشارة.
ثم تسترسل الملائكة فتقول (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)
فهذا هو حال المصطفين من قبل الله عز وجل. يسير بهم حبهم لله على طريق طاعته ويملأ قلوبهم بخشيته. ثم يفيض هذا الحب والخشوع على جوارحهم فلا تجد طعم السعادة إلا في ركوع وسجود بين يدي من أحبت وعظّمت.
فإذا ما أردنا أن نكون منهم فعلينا الإقتداء بهم.
ثم تعتزل مريم أهلها في مكان شرقي. لتشرق شمس عيسى منه كما تشرق الشمس عادة من جهة المشرق....
فيأتيها جبريل في صورة رجل سويّ وما أن رأته حتى دب الخوف منه في قلبها فاستعاذت بمولاها والقادر وحده بأن يحميها ثم ذكَّرت جبريل بتقوى الله. فالتقوى هوالشيء الوحيد الذي يمنع الإنسان من الوقوع في الذنب و من ظلم الناس إذا ما غابت رقابة السلطة البشرية فقالت(إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)
يرد جبريل عليها مطمئنا إياها (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلما زكيا)
وما أتى لفظ منح الذرية في القرآن إلا بلفظ الهبة والتي توحي إلى سامعها بأنها هدية عظيمة وليس مجرد عطية عادية.
فهلَّا تعاملنا مع هدايا الله عزوجل بعناية متناهية. وبشكر يملأ الآفاق من حولنا. حتى نُخرِج إلى العالم جيلا همته في السماء و طموحه جنة عرضها السماوات والأرض لا مجرد نجاحات وإنجازات أرضية زائلة. بل هو يُصلح دنياه من أجل آخرته. شعاره (وما لأحد عنده من نعمة تجزى , إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى)
ترد مريم في استغراب شديد (أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيا)
فيبين لها جبريل قائلا (كذلكِ قال ربكِ هو عليَّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا)
تحمل مريم عليها السلام بعيسى ثم يأتيها المخاض...
ويولد عيسى عليه السلام...
يضيق صدر مريم فكيف ستواجه الناس به الآن. فبالتأكيد لن يصدقوا قصتها.وبلغ بها الهم والألم مبلغا حتى تمنّت لو أنها قد ماتت قبل هذا وكانت نسيا منسيا.
يناديها جبريل طالبا منها ألا تحزن فقد جعل الله لها نهرا تشرب منه ثم أخبرها بأن تهز النخلة ليتساقط من ثمرها فتأكل. ثم لتسعد وتقر عينها بمولودها وإذا مارأت أي إنسان فليس عليها أن تبرر أي شيء بل فالتقول (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)
وهكذا كلما تجرحنا سكاكين البلاء. تكون لنا الرحمة الإلهية كبلسم يهدئ من آلامنا. ويبقى العبد مطالبا بالعمل بالأسباب مع إيمانه الكامل بأنها لا تنفع بشيء وأن الله هو من يفرج الهموم. فلعمري كيف لمريم وقد أنهك المخاض قواها بأن تهزنخلة. ولكنها سنن الله في كونه. علينا بذل الأسباب في كل حين وقلبنا يخفق بصدق التوكل على القوي القدير.
تذهب مريم إلى قومها وهي تحمل صغيرها بين ذراعيها. وما أن رأوه حتى استنكروا بشدة (يا مريم لقد جئتِ شيئا فريا)
تلزم مريم الصمت كما أمرها مولاها عز وجل وتكتفي بأن تشير إليه...
وهنا نتعلم بأننا لا يلزمنا أن ندافع عن أنفسنا بالكلام في كل مرة ويكفي بأن نلزم طاعة مولانا فيتكفل جل جلاله بالدفاع عنا (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) فهو خير مولى وخير نصير.
فَهَمَ القومُ من إشارتها بأنها تطلب منهم بأن يتحدثوا مع المولود وليس معها. فسألوا بإستنكار مرة أخرى (كيف نكلم من كان بالمهد صبيا)
ثم تأتي المفاجأة الكبرى فينطق المولود (إني عبد الله آتانيَ الكتاب وجعلني نبيا, وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا, وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا, والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)
أحب أن أختم قصتي بأن الله قد ضرب لجميع المؤمنين رجالا ونساء مثلا بمريم عليها السلام حتى نحذوا حذوها وتكون لنا أسوة حسنة نتعلم منها و نقتدي بها.
وأسأل الله العلي القدير ذو الفضل العظيم بأن يهدينا الصراط المستقيم.صراط الذين أنعم الله عليهم كمريم عليها السلام. ويجمعنا بها في جنات النعيم. على سرر متقابلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الجنان أختي الغالية على حسن إختيارك
وجمال سردك ..
وقصة السيدة مريم عليها السلام هي فعلاً كسراجٍ وهاج لكل أنثى
أرادت الصلاح في الدنيا والآخره
عندما أتأمل في قصتها وأراها جزعت وخافت بعد ولادتها
وتمنت الموت وهي السيدة المصطفاة !! لا أستغرب من حال مسلمات اليوم!!
فالخوف جُبِل به الإنسان والقلق وعمل حساب لكلام الناس قد تكون فطرة فينا؟!!
تقبلي مروري
جزاك الله الجنان أختي الغالية على حسن إختيارك
وجمال سردك ..
وقصة السيدة مريم عليها السلام هي فعلاً كسراجٍ وهاج لكل أنثى
أرادت الصلاح في الدنيا والآخره
عندما أتأمل في قصتها وأراها جزعت وخافت بعد ولادتها
وتمنت الموت وهي السيدة المصطفاة !! لا أستغرب من حال مسلمات اليوم!!
فالخوف جُبِل به الإنسان والقلق وعمل حساب لكلام الناس قد تكون فطرة فينا؟!!
تقبلي مروري
نور يتلألأ:
قلم جميل ..
ومحتوى أجمل ..!
أحسنت الاختيار
وأجدت السرد بحروفك الخاصة ..!
نور الله حياتك بنور الإيمان ..!
وبورك بك ياغالية ..!
قلم جميل ..
ومحتوى أجمل ..!
أحسنت الاختيار
وأجدت السرد بحروفك الخاصة ..!
نور الله حياتك بنور الإيمان ..!
وبورك بك ياغالية ..!
سردك للقصص قمة في الجمال وزدان الجمال وتلألأ
بقصة السيدة مريم عليها السلام
بداخلها العبر والدروس ومعنى الصبر الجميل
التي نتعلمها في حياتنا اليومية
رعاك الله وسدد على الخير طريقك
بقصة السيدة مريم عليها السلام
بداخلها العبر والدروس ومعنى الصبر الجميل
التي نتعلمها في حياتنا اليومية
رعاك الله وسدد على الخير طريقك
الصفحة الأخيرة
وهنا علينا أن نقف جميعا عند أمر هام...
نذرت امرأة عمران جنينها وهي ترجو أن يكون ذكرا ففي ذلك الوقت كان الذكور هم من يُنْذَرون لخدمة بيت المقدس.
ولكن شاء المولى عز وجل بأن يكون الجنين المنذور له أنثى...
وفي هذا تكريم للأنثى أيما تكريم...
نعم أراد الله أن يكون الجنين المنذور له أنثى. أحب أن أقولها ثانية و ثالثة و رابعة.
فهي جملة تدخل السرور إلى نفسي وتشعرني بأني ملكة أحلق في السماء بأن وهب الله النساء هذا الفضل العظيم ليخبرهن بأنه لا يحابي جنسا على جنس وأن أفضلنا إليه هم أتقانا...
بل وقد زادنا الله سبحانه وتعالى في آية عظيمة في سورة النساء حيث أرشدنا جميعا إلى أمر مهم فيما يتعلق بما يتفضل به جل جلاله على النساء والرجال فقال (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما)
وفي هذا توجيه في غاية الأهمية فكثيرا منا خاصة معشر النساء نتمنى ما فضل الله به الرجال علينا في بعض الأمور. وهنا يعلمنا الرب بأن علينا أن لا نتمناها وأن لا نشعر بالغيرة فكل واحد منا رجالا ونساء له مهمات مختلفة تتناسب مع ما خلقه الله من أجله. وكل مأجور على مهمته والتي يعلم سبحانه بأنها الأنسب له. فعلى سبيل المثال نجد أن الله فضل الرجال بأن جعل منهم الأنبياء ولم يجعل إمرأة نبية. وذلك لأنه علم سبحانه بأن هذه المهمة تصلح للرجال فأعطاها لهم وأثابهم عليها. وجعل لنا مهمات مختلفة كأن جعل من النساء صدِّيقات وأثابهن عليها. ثم أمرنا بأن نسأله تعالى من فضله. وهنا يتعالى في داخلي شعور بأن الله يريد أن يخبرنا بأنه لا داعي لأي شعور بالغيرة من أي أحد فأنا الكريم إسألوني أعطيكم. وتذكري بأن أعظم الفضل هو ماكان في الجنة فإذا ما منعك الله فضلا في الدنيا فاعلمي بأنه يخبئ لك أعظم منه في الجنة إذا ما وثقت به ورضيت بحكمه وسألتيه.
نعود لحكايتنا...
يموت والد مريم ولكن يبقى الله حي لا يموت...
فيُكفِّلها زكريا ويرزقها من عنده سبحانه حتى استغرب زكريا من هذا الرزق فقال (أنَّى لك هذا)
فأجابت(هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)
كيف نخشى الفقر؟ كيف نخشى أن نبقى من غير أب أو ابن يرعانا؟ بعدما رأينا كيف تولى الله مريم ورزقها بغير حساب. إنها الثقة والإيمان بالله. عندما يتعلق القلب به وحده جل جلاله. بأنه هو وحده الرازق. ليس الأب وليس الإبن وليس الزوج بل الله وحده.