بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
م ن ق و ل
يقيناً ليس هناك أي نظام ينتسب إلى دين أو لا ينتسب يعطي المرأة ما يعطيها له الإسلام . وأورد الدكتور ناصر العمر في رسالته " فتياتنا بين التغريب والعفاف شيء من إقرار الأعداء بذلك .
ونفرة المرأة في أوروبا وغيرها من المجتمعات غير الإسلامية من كل قيد حتى وإن كان في صفها سببه ما كانت تُعامل به من قبل أهل الأديان المحرفة أو الفاسدة . وسيتضح هذا فيما يلي إن شاء الله .
في أوروبا في ظل الحضارة الرومانية القديمة كانوا يعتقدون أن ليس للمرأة روح ويعذبونها
بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها بالأعمدة ، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت .
وعند الإغريق كان سقراط يري أن المرأة شجرة مسمومة جميلة المنظر من الخارج ، وهي السبب في كل ما في هذا العالم من الدمار والخراب .
وفي أوربا في ظل النصرانية المحرفة كان رجال الكنيسة فيما يسمى بالعصور الوسطى يرون أن المرأة هي السبب في كل ما انتشر في المجتمع من منكر ؛ فقرَّروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه، وأن العَزَبَ أكرم عند الله من المتزوج، وأعلنوا أنها باب الشيطان، وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها، وأن السمو لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج . وجاء فيما يسمي بإنجيل لوقا "" طوبى للعواقر ، وطوبى للأرحام التي لم تلد ،وطوبى للثدي الذي لم يرضع " !!
وعقد الفرنسيون في عام (586م ) مؤتمر للبحث : هل تُعَدُّ المرأة إنسان، أم غير إنسان ؟ وهل لها روح أو ليس لها روح ؟، وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أو إنسانية ؟، وإذا كانت روحاً إنسانية؛ فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها ؟، وأخيراً قرَّروا إنها إنسان ولكنها خُلقت لخدمة الرجل فحسب .
وعند إخوان القردة والخنازير هي أصل الغواية وهي المسئولة عن كل عمل سيء وحين العادة نجس لا تقرب .
وعند أهل الجاهلية الأولى وثنية العرب القديمة التي جاء عليها الإسلام كانت المرأة - في الجملة - مما يستحى منه " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم . يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون "
وكانت تورث كباقي المتاع .، وكان وأد البنات " وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت
وعند أهل الصين الوثنيين كانوا يرون أنها عبدة مملوكة للرجل .
وفي وثنية الهند .. عند البوذيين تُعَدُّ المرأة العَزَب ، و المرأة الأيِّم على الخصوص في المنبوذين من المجتمع الهندوسي، والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات، والزوج يُعدُّ ممثلاً للآلهة في الأرض ومن تفقد زوجها في أوائل عمرها ظلت في الحداد بقية حياتها، وعادت لا تعامل كإنسان، وعُدَّ نظرها مصدراً لكلِّ شؤمٍ على ما تنظر إليه، وعدت مدنَّسةً لكل شيء تَمُسُّه وأفضل شيء لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها، وإلا لقيت الهوان الذي يفوق عذاب النار .
لهذا رأت المرأة أن تتحرر من هذه الأغلال ولو كانت هناك نيّة صالحة ونفوس طيبة عابدة لبحثت المرأة عن دين ربها.ولكن تدخل اليهود من وراء الستار - كعادتهم -ونفخوا في الكير حتى آل الأمر إلى ما هو عليه الآن .
وفي الإسلام المرأة في أعلى مقامات التكريم .
فهي تتساوى مع الرجل في أصل الخلقة " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
" وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " وقال تعالى " .. فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى "
فهي مخلوقة مثل الرجل تماما ، وليس كما ادعت الجاهليات السابقة
وكالرجل في العمل والحساب " من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة "وقال تعالى " فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " وقال تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "
وفي الحديث " النساء شقائق الرجال .
أزال الإسلام ما كانت تكنه الجاهليات السابقة للمرأة من احتقار فقال تعالى " لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور " فجعلها هبة وبدء بالأنثى .
و شنع القرآنُ على أصحاب العقائد المنحرفة الذين يبغضون الأنثى ، ويستنكفون عنها عند ولادتها ، فقال سبحانه : { وإذا بُشِّرَ أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابُشِّر به ، أيمسكهُ على هُونٍ أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون } .
ورغِّب صلى الله عليه وسلم في الإحسان إليهن ، فيقولُ : (( من كان له ثلاثُ بنات ، أو ثلاثُ أخواتٍ ، أو بنتان ، أو أختان ، فأحسن صحبتهن وصبر عليهن ، واتقى الله فيهن دخلَ الجنة )) .
وفي حديث عن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اعدلوا بين أبنائكم ، اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا بين أبنائكم ))
ولولا أن العدل فريضةٌ لازمةٌ ، وأمر محكم ، لكان النساء أحق بالتفضيل والتكريم من الأبناء ، وذلك لما رواه ابن عباس مرفوعاً : (( سَوُّوا بين أولادكم في العطية ، فلو كنت مُفَضِّلاً أحداً لفضلتُ النساء ))
وما أجمل ما قال الصاحب بن عباد - حين بشر بأنثى - :
أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء ، وأم الأبناء ، وجالبة الأصهار ، والأولاد والأطهار ، والمبشرة بأخوةٍ يتناسقون ، ونجباء يتلاحقون
وتندر بعضهم فقال : الدنيا مؤنثةٌ ، والرّجالُ يخدمونها ، والأرضُ مؤنثةٌ ، ومنها خلقت البرية ، ومنها كثرت الذرية ، والسماء مؤنثة وقد زُيِّنَت بالكواكب ، وحُلِّيَتْ بالنجم الثاقب ، والنفس مؤنثة وهو قِوامُ الأبدان ، وملاك الحيوان ، والجنةُ مؤنثةٌ ، وبها وُعِدَ المتقون ، وفيها ينعم المرسلون ، فهنيئاً لك بما أُوتيتِ ، وأوزعكِ الله شكر ما أُعطيتِ .
فهكذا ننظر إلى المراة حين قدومها بنتاً هبة من الله ووقاية من النار
وهي إن كانت زوجاً :
فهي من نعم الله التي استحقت الإشارةُ والذكر { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلكَ ، وجعلنا لهم أزواجاً } سورة الرعد آية 38 .
وهي مسألةُ عبادِ الله الصالحين { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرة أعين } سورة الفرقان آية 74 .
وحين الزواج أعطاها الإسلام الحرية في اختيار الزوج فليس لأبيها أن يُكْرهَهَا على ما لا تريد قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تنكح البكر حتى تستأذن ، ولا الثيب حتى تستأمر )) . والطُّرُوق : المجيء بالليل من سفر ، أو من غيره ، على غفلةٍ .
* وأخيراً فإن عليه أن يعاشرها بالمعروف والإحسان : فلا يَسْتفزُّه بعضُ خطئها ، أو يُنْسيه بعضُ إساءتها : { وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ، ويجعل الله فيه خيراً كثيراً } سورة النساء آية 19 . ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( لا يفرك مؤمن مؤمنةً ، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) . وفي الحديث " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " وفي الحديث " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم .
أولاً : إن كانت أمّاً .
قرنَ الله حقَّها بحقّه ، فقال : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياهُ وبالوالدين إحساناً } ، وأي تكريم أعظم من أن يُقْرِن الله حقها بحقه .
وجعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم أحقَّ الناس بحسن الصحبة وإسداء المعروف ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : " جاء رجل فقال : يا رسول الله من أحقُّ الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال : أُمُّك ، قال : ثم مَنْ ؟ قال : أمك ، قال : ثم مَنْ ؟؟ قال أُمُّك ، قال ثم مَنْ ؟ قال : أبوك "
وجعل حقَّ الأبوين في البقاء معهما ، والإحسان إليهما مقدم على " جهاد الطلب "
روى أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : جئت أبايعك على الهجرة ، وتركت أبويَّ يبكيان ، (( قال : أرجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ))
وعنه - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (( رضي الرب في رضى الوالد ، وسَخَطُ الربِّ في سَخَطِ الوالد ))
وجعل رضاهما سبباً من أسباب التكفير عن الذنوب ، عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت ذنباً عظيماً ، فهل لي من توبة ؟؟ قال : (( هل لك من أُمٍّ قال : لا ، قال : (( هل لك من خالةٍ ؟؟ ، قال : نعم ، قال : ( فبرَّها ) .
بل وأمر بالإحسان إليها وإن كانت على غير الملة . فعن أسماء بن أبي بكر ، قالتْ : قدمت علىَّ أمي وهي مشركةٌ فاستفيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : قدمتْ أمي وهي راغبةٌ أفأَصِلُ أمي ؟؟ قال : (( نعم صِلي أمَّكِ ))
وإن لم تكن أماً ولا بنتاً ولا زوجة فهي
من عموم المسلمين ، يُبْذل لها من المعروف والإحسان ما يُبذل لكل مؤمن ، ولها على المسلمين من الحقوق ما يجب للرجال .

بنت العطاء @bnt_alaataaa
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
الذي جعل من المرأة أنقى من الماس ...لا يشوبها شائبة ...ولا يخدشها شيء ..
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب