raabe

raabe @raabe

عضوة جديدة

المرأة والموضة

ملتقى الإيمان

المرأة والموضة

http://www.alzatari.org/thoughts/7.htm
- 1 -



إلى كل مسلمة تبحث عن الحقيقة، إلى كل فتاة ضائعة وسط ظلمة الجهل، في زمن زُيِّفَت فيه الحقائق، واختلَّت فيه المفاهيم، وأصبح الحليم فيه حيراناً، وانتشرت الفتن كقطع الليل المظلم، وإن من كبريات الفتن: فتنة (الموضة) التي بلغت من الخطورة شأناً لا يمكن تجاهله، شأنها في ذلك شأن التبرّج، وإن تحلّل المرأة المسلمة وتسهيل اختلاطها بالرجال كل ذلك مؤامرة للقضاء على حصانة المجتمع الإسلامي وتدميره تدميراً شاملاً، فالمرأة هي أساس المجتمع وإذا انهار الأساس تهدَّم البنيان.

والموضة هي: أمر خطير مخطط له من قبل (الحركة الصهيونية العالمية) فهي اليد التي تنفّذ لتحطيم البناء الإسلامي والديني عموماً، وذلك من وجهين: أحدهما مادي، والآخر معنوي، وذلك لإفساد العالم الإنساني بشكل عام ولإفساد شعوب العالم الإسلامي بشكل خاص وإضلالهم، وإخضاعهم لتلك العصابة قلباً وقالباً.

(وقد يظن البعض أن هناك خلط بين الموضة والتبرّج والاختلاط، ولكن الحقيقة إن هذه الأمور تعتبر عدة أوجه لعملة واحدة … فاتباع الموضة تبرج، وما ترتديه المتبرجات عموماً يخضع لخطوط الموضة … والموضة والتبرج يؤديان إلى الاختلاط … والواجب وقاية المسلمين مما يدبَّر لهم بأيدي بعض مَن يُسمَّون بأهل الأدب والفن، والصحافة، والإعلام، لنشر الأوبة والجراثيم الفتاكة، والإرهاب الفكري المدمِّر … تحت ستار حرية الفكر والنشر التي تحوّلت في الحقيقة إلى همجية وفوضى وكيد وتخريب واصبح همها القضاء على الإسلام وقيمه النبيلة، عن طريق وسائل الإعلام المتعددة من: كتب جنسية مكشوفة ومجلات تخصصت في نشر صور المتبرجات بل العاريات، والأفلام والمسلسلات التي تدعوا إلى الفسق والفجور، والأغاني الماجنة الفاجرة، مما ينشر الموبقات، ويحيد بالقلوب عن الحق، ويصرف الناس عن الهدى!!

يقول الله تبارك وتعالى: } إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ .

وهنا أتوجه إلى نساء المسلمات ليتذكرن واجبهن نحو دين الله أولاً ثم نحو مجتمعاتهن الإسلامية، إذ إنهن إما أن يكنّ بدأً للبناء، أو معولاً للهدم …

للموضة أهداف وأبعاد خطيرة، تتجاوز متبعيها، وتتعداه إلى أسرته ومجتمعه وأمته:

فأول أهدافها: تحطيم الإنسان مادياً، عن طريق استنزاف أمواله، وإضاعة أمواله فيما يفيد وفي ما لا يفيد، ويرمي عملاء الموضة إلى إفقار الشعوب، والأخذ بزمام المال بيدها من جهة، ومن جهة ثانية يحاول عملاء الموضة جهدهم إعاقة التصنيع في العالم الإسلامي ليستأثروا بالإنتاج الصناعي ويبقى المجتمع الإسلامي سوقاً لترويج صناعاتهم واختراعاتهم، ويبقى محتاجاً إليها في سد حاجاته وتحقيق متطلباته ومسايرة عصره.

كما أن الموضة تسعى إلى تحطيم الإنسان معنوياً، فهي تجعل من الزينة المادية هَمّ الإنسان الأكبر وشغله الشاغل، فهو يلاحقها ويتابعها حتى يغرق فيها غرقاً كاملاً يشمل جُلّ وقته وتفكيره ويصرفه عن الغايتين الأساسيتين التي من أجلهما خُلق الإنسان:

الغاية الأولى: يقول الله تبارك وتعالى: } وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِي ، ( هناك حقيقة هائلة من أضخم الحقائق الكونية والتي تبين أن هناك غاية أساسية لوجود الإنس والجن تتمثل في العبادة، من قام بها وأداها فقد حقق غاية وجوده، ومن قصّر فيها أو نكل عنها فقد أبطل غاية وجوده، وباتت حياته فارغة من القصد وانتهى إلى الضياع المطلق، وإن مدلول تلك العبادة لابد أن يكون أوسع وأشمل من مجرد إقامة الشعائر التي نعرفها بالنسبة للإنسان.

الغاية الثانية: ويقول تبارك وتعالى:} وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً .

فالخلافة في الأرض إذن هي عم لهذا الكائن الحي، وهي تقتضي ألواناً من النشاط الحيوي في عمارة الأرض والتعرف إلى قواها وطاقاتها وتحقيق إرادة الله تعالى واستخدامها وتنميتها، وترقية الحياة فيها، كما تقتضي _ الخلافة _ القيام على شريعة الله تعالى في الأرض لتحقيق المنهج الإلهي الذي يتناسق مع الناموس الكوني العام)()

ولكن أتباع الموضة ينحرفون عن هاتين الغايتين إلى حيث يصبحون عبيداً لشهواتهم، فضلاً عن عبوديتهم لمصممي الأزياء من حيث لا يشعرون … فالعبودية تعني الطاعة، والمتموضة تطيع أهل الموضة طاعة عمياء، فيتلاعب أهل الموضة بعقول من يتبعونهم، ويشكّلونهم كيفما شاءوا فتارة يجعلون الرجل أنثى، والأنثى رجلاً، مرة يجعلون المرأة محتشمة، وتارة خليعة فاجرة، وأخرى غير مبالية … وهكذا بحسب ما يعرضون عليها من أزياء … وفي هذا التقلب نسخ للفطرة، وتلاعب بالشخصية، واستهزاء بالعقل الإنساني، إذ الملابس تعكس شخصية مرتديها، فهي التي تميز بين أهل الإيمان وأهل الكفر، وبين أهل التقوى وأهل الفجور، بل وتميز بين أهل العلم وأهل الجهل …!

فهل يتراجع شبابنا وشاباتنا عن السير في تلك السبل المظلمة ، ويلتفتون إلى ضياء القرآن، أكد لهم حقيقة المؤامرات التي تسعى لتدميرهم منذ بعيد الزمن، وأرشدهم إلى سبيل الرشاد والنجاة !! فخاطبهم تبارك وتعالى متوعداً:} بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(138)الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا .

إن المرأة المستموضة غالباً ما ترغب في الاختلاط، فتسعى إلى ارتياد الأماكن العامة وتحرص على الظهور في الحفلات والنوادي لكي تبرز للمجتمع هيئاتها … وتتباهى بثيابها وزينتها، وتمتع نفسها الضالة بصحبة الرجال، وتنتهج أخس الأساليب للإغراء والإغواء …

ومع اجتماع الرجل بالمرأة يحدث ما حاول الإسلام أن يتجنبه: ضياع الأعراض، وفساد النفوس، وخراب البيوت، وشقاء الأسر، وانتشار الجريمة، وشيوع الفتن، ووجود الانحلال الخلقي ودمار الآداب، وعموم جاهلية الجنس.

هذا وإن الإحصائيات الصادرة عن الدول الأجنبية التي أباحت الزنى تشهد أن الاختلاط يتسبب في الطغيان الجنسي، الذي يؤدي إلى ظهور الأمراض الجنسية الخطيرة: كالإيدز والزهري … الخ

وفي التبرج واتباع الموضة محو للشخصية الإسلامية، حين إن المرأة المتبرجة، المتموضة تنبذ الحجاب الذي فرضها عليها الإسلام، تحصيناً للأسرة والمجتمع وضماناً للطهارة القلبية بين الجنسين … كما أنها تأنف من اتباع التعاليم الإسلامية الواجبة، كالقرار في البيت وعدم الخروج إلا لضرورة، والاستئذان من الزوج عن الخروج، وغير ذلك من الآداب الشرعية.

ومن جهة أخرى وحد الرجل نفسه محاطاً بالنساء المتبرجات المتموضات رغماً عنه … في الطريق العامة، وأماكن العمل، ووسائل النقل والمواصلات، والمرفق المختلفة … فيداخله القلق ولا يصعب عليه المحافظة على كيانه الإسلامي بوجه صحيح، فهو على الأقل لا يقدر على غض البصر عن محارم الله … وأين سيغضه ؟!!

في اتباع الموضة محو للمعالم المميز للأسرة العربية والإسلامية، وذلك في نوعية الطعام وطريقة طهيه، وفي نوعية أساس المنزل وطريقة فرشه، .. إلى آخر ما هناك من عادات دخلت الأسرة العربية وكانت محواً لمعالم الأسرة العربية، مما يجعل المسلمين اللاهين وراء الموضة ضائعين، _ بلا هوية مميزة _ ومستضعفين من بين بقية الأمم.

وكفى بالموضة قبحاً أنها تصدر عن أعداء الإسلام، ويتحقق بتنفيذها ما يرمون إليه من القضاء على حصانة مجتمعاتنا الإسلامية.

إن تقليد الغير في كل شيء يجعل المُقَلِّد شبيهاً بالحيوان الذي لا يعقل … كالقردة والببغاوات، أما الإنسان الذي وهبه الله العقل، ومنحه نعمة التمييز، فعطّل تلك الملكات، وأبى إلا أن يقلد غيره، فإنه أدنى حالاً من تلك الحيوانات التي لا تعقل ول تميز، إن تقليد الغرب في أسلوب حياتهم والتمثل بموضاتهم يجعل المجتمع يغص بالفساد، ويعّج بالإباحية، أصبحنا نسمع عن فئة من النساء يطلق عليهن اسم: ( سيدات المجتمع المخملي )، ونرى الرجل المحسوب على المسلمين تعداداً، يقدم زوجته لزملائه من الرجال فيدعونها بدورهم للمراقصة في النوادي والحفلات المنزلية …!!

وللحديث بقية إن شاء الله.
0
280

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️