المراح في المزاح

السلام عليكم ورحمة الله




كل واحد فينا و منا يحتاج للحظات رفاهية و ضحك
ليخفف عن نفسه و من حوله بها و يطرد كثير الملل من الرتابة المحيطة به
و حتى يتواصل الناس ببعضهم و تتآلف أرواحهم
و تتوسع صدورهم لإستقبال الأطراف بعضها لبعض


و ما ترك لنا الشارع الحكيم أمرا إلا و قد نوه عليه و فصل في
مشروعيته أو محذوريته و منه المزح الجارح و الذي
أراه و أصنفه بدرجة المزح الكاذب


سنقول أن واحدا ما يعطيك صفة معينة و تكون قبيحة
فيضحك بها عليك الخلق ثم يختم عليها بأنه يمزح
فهذا إما أنه قالها متعمدا لأنه يريد الأذية بها و استنقاصا من حجمك
و إما أنه سافل و لا يزن الكلام فيخرج كل شيئ دون فرز


و مهما كانت النية بالأمر فهذا المزاح مؤذي و لا يصح
و هو من حصائد الألسن و زوال الحسنات
كان خير البرية يمزح من هذا الباب
صلوات ربي و سلامه عليه فقد أخرج الترمذيُّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا:
يا رسولَ الله، إنك تداعبنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنِّي لا أقول إلاَّ حقًّا))؛ (صحيح الترمذي:




فمن رغب بالمزح أسال السلس من الكلام و الذي يدخل
دون استئذان و تسأتنس له النفس و ترتاح و تبتسم و تطمئن
و أنشد في هذا الباب أحدهم يقول ""
أَفِد طَبْعَك المكْدُودَ بالجدِّ راحةً
يَجِمَّ وعَلِّلْهُ بشيء من المَزْحِ
ولكن إذا أعطيتَهُ المزحَ فليَكُنْ
بمقدارِ ما تُعطي الطعامَ من الملحِ




فالعاقل قبل أن يطلق رمح مزحه على الغير يجربه فيه
فإن شاكه في شيئ سحبه و جعله كالريشة
إن ارتطمت بالجسد شعر بالحنان و النعومة
و المزاح الثقيل له عدة طرق
التخويف
ايداع المقالب
الظرب
أساليب الإستفزاز السخيفة
الوصف السيئ للشخص
كلها لما تنبه فاعلها يقول انت حساس زيادة


نعم نحن نختلف بقدرة التقبل و نختلف بكمية الاستيعاب
لكننا نملك فهما واحدا يعرفنا على حقيقة هؤلاء
و نستطيع الفرز بين الجد و الهزل
و لا تجعلوا السخرية تحت غطاء المزاح فإنه يظهر شررها
عند النفوس الطيبة فلكل شيئ بذر و بذر العداوة المزاح
و المزاح الجارح لقاح الضغائن
فإنك بهذا تعزز من القطيعة بين الناس و تنشر البغضاء




فمن لزم ثلاثا عاش هنيئا و صاحبه الخيرون
-- مازح الشريف و اللطيف و السخيف بكلام طيب
-- اعط للقريب و الغريب جرعة المزح الخاصة به
فهذا يعرفك فيبتسم و آخر يجهلك فينتقم
-- قلل مزاحك تسلك طريق الإحترام و الهيبة
و لا تدخل بمتاهات قول فيه شك و ريبة



لأننا هنا و غدا قد لا نكون
......................حياكن الله