أوراق الزمن

أوراق الزمن @aorak_alzmn

عضوة شرف بعالم حواء

المسافرون لمسافات طويلة يعانون من .......

الصحة واللياقة



المسافرون لمسافات طويلة يعانون من تعكر المزاج وآلام وقلة النشاط والنعاس في أوقات تتطلب الاستيقاظ!!


يعتبر هذا الموسم من كل عام موسم السفر والسياحة. ويفضل البعض السفر إلى أماكن بعيدة تبعد عن بلادنا ومنطقتنا آلاف الكيلومترات شرقاً أو غرباً. وقد يعاني بعض المسافرين إلى مناطق بعيدة في الأيام الاولى من وصولهم إلى جهة سفرهم من اضطرابات في النوم أو اضطرابات عضوية اخرى نتيجة للتغير المفاجئ في التوقيت أو ما يعرف بالجت لاق (Jet Lag).

ماذا يعني اختلاف التوقيت؟

اختلاف التوقيت بسبب السفر ينتج عن السفر السريع (كالسفر بالطائرة) عبر عدة نطاقات زمنية شرقاً أو غرباً، كالسفر من السعودية إلى الولايات المتحدة الامريكية غرباً أو اليابان شرقاً.


ما هي أعراض اختلاف التوقيت؟

يتسبب اختلاف التوقيت في اعراض مختلفة تبدأ بالظهور خلال اليوم الاول أو الثاني من السفر عبر نطاقات زمنية متعددة (على الاقل نطاقان زمنيان). وتعزى الاعراض المصاحبة لاختلاف التوقيت إلى التغير الحاد الذي يطرأ على الايقاع اليومي أو الساعة الحيوية في الجسم، حيث يجب على الشخص الاستيقاظ عندما يطلب جسمه النوم، والنوم عندما يطلب جسمه الاستيقاظ فعلى سبيل المثال، فرق التوقيت بين الرياض ونيويورك حوالي ثماني ساعات. فإذا سافر شخص من الرياض إلى نيويورك ووصل نيويورك في الصباح الباكر فإن ساعته الحيوية ستخبره أن الوقت هو وقت الظهر (حسب التوقيت الذي اعتاد عليه). وإذا كان ذلك الشخص معتادا على القيلولة في ذلك الوقت فانه سيشعر بالخمول في ذلك الوقت. وعندما تكون الساعة الثالثة عصراً في نيويورك فإن ساعته الحيوية ستخبره أن ذلك هو وقت نومه (الساعة الحادية عشرة ليلاً) وهكذا. وبنفس الطريقة يمكن حساب اختلاف الوقت إذا كان المسافر متجهاَ شرقاً.

وقد يشكو الاشخاص المسافرون لمسافات طويلة من الأعراض التالية:

الارق، النعاس في الأوقات التي تتطلب الاستيقاظ قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، الصداع، تعكر المزاج، نقص في الشهية، آلام في المعدة وحموضة، اضطراب الجهاز الهضمي، زيادة التبول أثناء الليل.

كيف يمكن تجنب هذه الأعراض أثناء السفر؟

في الوقت الحاضر لا توجد أي استراتيجية أو أسلوب علاجي يمكنه التخلص من مشكلة اختلاف التوقيت بصورة فاعلة ودائمة. ولكن هناك بعض النصائح السلوكية التي قد تساعد على سرعة التأقلم مع اختلاف التوقيت في جهة السفر، وتساعد في تخفيف اعراض اختلاف التوقيت:

- إن أمكن حاول تغيير وقت نومك واستيقاط عدة أيام (يومين أو ثلاثة) قبل سفرك ليتناسب مع وقت النوم والاستيقاظ في وجهة سفرك. فاذا كنت مسافراً باتجاه الغرب، حاول تأخير مواعيد نومك واستيقاظ تدريجياً (بمعدل ساعة يومياً)، أما إذا كنت مسافراً باتجاه الشرق فحاول تقديم موعد استيقاظك ونومك تدريجياً.

- عند الصعود إلى الطائرة، قم بتعديل عقارب ساعتك إلى توقيت جهة سفرك، وإذا أمكن قم بذلك التعديل يوم أو يومين قبل موعد سفرك لأن ذلك يساعد على سرعة التكيف مع التوقيت الجديد.

- قم بتمرين العضلات وأنت في مقعدك حتى تتجنب آلام وشد العضلات.

- حاول المشي في الطائرة لتنشيط العضلات عدة مرات خلال الرحلة.

- تجنب المنبهات كالشاي والقهوة وكذلك الكحوليات أثناء الرحلة.

- حاول شرب كميات جيدة من الماء خلال الرحلة حيث إن بيئة الطائرة تؤدي إلى الجفاف.





- إذا كانت رحلتك ستصل إلى جهة سفرك في النهار، حاول النوم خلال الرحلة حتى تصل نشيطاً. اما إذا كانت رحلتك ستصل ليلاً، فحاول التقليل من النوم بالطائرة حتى تستطيع النوم عند وصولك.

- في الايام الاولى تجنب الوجبات الثقيلة في الأوقات التي لا تتناسب مع مواعيد اكلك في موطنك حتى تتوافق الساعة الحيوية في جسمك مع التوقيت الجديد، فقد اوضحت احدى الدراسات ان ذلك قد يؤدي إلى الاختلال في افراز بعض الهرمونات كالانسولين وزيادة مفاجئة في مستوى الجلوكوز والدهنيات.

- تجنب الوجبات الثقيلة قبل وقت النوم لأن ذلك يؤدي إلى سوء في نوعية وجودة النوم.

- الكثير من المسافرين يذهبون للنوم حال وصولهم إلى جهة سفرهم بسبب الاجهاد، حتى وان لم يكن وقت النوم مناسباً، مما ينتج عنه عدم القدرة على النوم عند حلول الليل. لذلك وان كان ولابد من النوم بعد الوصول من السفر؛ فانه يجب أن يكون وقت النوم قصيراً ولا يزيد عن ساعتين، حتى تتمكن من النوم لاحقاً.

- تجنب التمارين المجهدة قبل وقت النوم.

- حمام دافئ قد يساعد على استعادة الجسم حيويته وانتظام النوم.

- ضوء النهار هو العامل الأساسي الذي يؤدي إلى تنظيم الساعة الحيوية في أجسامنا، لذلك حاول التعرض للضوء في الأوقات المناسبة وتجنبها في الاوقات غير المناسبة. وتوقيت التعرض للضوء يعتمد على وجهة السفر شرقاً كان أم غرباً. وتفصيل ذلك يطول ولكن ببساطة ينصح المسافرون غرباً بقضاء بعض الوقت في ضوء الشمس وقت العصر(آخر اليوم) لأن ذلك يؤدي إلى تأخير الايقاع اليومي للجسم والمسافرون شرقاً بقضاء بعض الوقت في ضوء الشمس وقت شروق الشمس حيث يؤدي ذلك إلى تقديم الايقاع اليومي للجسم.

- ربما تكون قد سمعت عن أو استخدمت بعض العقاقير المنومة خلال سفرك لتساعدك على التغلب على مشكلة اختلاف التوقيت. من هذه العقاقير عقار الميلاتونين الذي حظي بشهرة واسعة بين الناس. وعقار الميلاتونين الموجود بالأسواق صناعي ولكن مادة الميلاتونين في الأصل عبارة عن هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ في جسم الإنسان وهو يساعد على تنظيم الايقاع اليومي للجسم وتهيئته للنوم حيث يزيد افراز الهرمون بالليل ويقل بالنهار، وهناك دراسات قليلة أظهرت ان عقار الميلاتونين قد يساعد على تخفيف اعراض اختلاف التوقيت (Jet Lag) ويمكن القول إن تأثير عقار الميلاتونين معاكس تماماً لتأثير التعرض للضوء. وتوقيت أخذ الميلاتونين مهم جداً لتعديل الساعة الحيوية في الجسم. وبصورة عامة ومبسطة، يمكن القول ان أخذ عقار الميلاتونين آخر اليوم (وقت المساء) يساعد على تقديم الساعة الحيوية في الجسم وينصح به للمسافرين شرقاً، وأخذ العقار اول اليوم (الصباح) يساعد على تأخير الساعة الحيوية في الجسم وينصح به للمسافرين غرباً.





بقى أن تعرف أن أغلب عقاقير الميلاتونين الموجودة في الغرب Over (the Counter) لا يعرف مدى نقاء المادة الطبية فيها وخلوها من الشوائب حيث ان الجهة المختصة في الولايات المتحدة الامريكية (FDA) صرحت باستخدام هذه المادة كمادة غذائية (Food Additive). لذلك فإن كثيراً من عقاقير الميلاتونين التي تباع في الاسواق لا تخضع للفحوصات والاختبارات الطبية التي تجري على الادوية والعقاقير الطبية التي يصرح باستخدامها كأدوية طبية. كما أن الآثار الجانبية طويلة المدى للعقار غير معروفة بعد. وقد أظهرت دراسة أجريت في مايوكلينك وجود شوائب في بعض عقارات الميلاتونين الموجودة في الولايات المتحدة. ونصيحتي للقارئ الكريم بعدم استخدام أي عقار بما في ذلك الميلاتونين حتى يراجع طبيبه.

٭ وأخيراً، إذا كنت مسافراً في رحلة عمل، حاول ترتيب مواعيد اللقاءات المهمة بحيث تكون في الوقت الذي يكون فيه جسمك في قمة نشاطه.

مع تمنياتي لكم بسفر سعيد وعود محمود.



د.أحمد سالم باهمام
جريدة الرياض
2
778

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اية يوسف
اية يوسف
جزاك الله خير
oum omar
oum omar
مشكورة حبيبتي