راقية الفكر @raky_alfkr_1
كبيرة محررات
المستقبل
لمّا كنت طالباً كان مستقبلي في نيل الشهادة، فلما نلتها صار المستقبل في الوصول إلى الوظيفة، فلما وصلت إليها صار المستقبل في بناء الأسرة و وإن شاءالدار، وإنسال الولد، فلما صارت لي الزوجة والدار والأولاد والحفَدة، صار المستقبل في الترقيات والعلاوات والمال المدخر، وفي الشهرة والمجد والكتب والمقالات، فلما تم لي بفضل الله ذلك كله، لم يبق لي مستقبل أفكر فيه، إلاّ أن ينوِّر الله بصيرتي، ويريني طريقي، فأعمل للمستقبل الباقي، للآخرة، وإني لفي غفلة منها.
فالمستقبل في الدنيا شيء لا وجود له، إنه يوم لن يأتي أبداً لأنه إن جاء صار (حاضراً) وطفق صاحبه يفتش عن (مستقبل) آخر، يركض وراءه.
إنه (كما قلت مرة) مثل حزمة الحشيش المعلقة بخشبة مربوطة بسرج الفرس تلوح أمام عينيه فهو يعدو ليصل إليها، وهي تعدو معه فلا يدركها أبدا.ً
إن المستقبل الحق في الآخرة، فأين منا من يعمل له؟ بل أين من يفكر فيه؟
الشيخ علي الطنطاوي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
11
754
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ملكة على عرش ذاتي
•
كلام في منتهى الروعه
الصفحة الأخيرة