الجزء الخامس والعشرون.
قعت قدام التلفزيون وهي حاسه بملل فضيع ...تنهدت ورمت الريموت بعدم اهتمام ودخلت غرفتها...هذا حالها اذا رجعت من الرياض تحس بوحده وملل صحيح ابراهيم مهو مقصر معاها ويحاول يعوضها ...لكن على انه لها في جده اكثر من سنتين الا ان حنينها للرياض واهل الرياض دايم في ازدياد....
اخذت التلفون بتكلم بسمه لان اهلها طالعين عند خوالها ومهم فاضين اكيد...مااحد رد عليها توها بتحط التلفون سمعت صوت الباب الخارجي دليل ان ابراهيم رجع ...نزلت من غرفتها لقته قاعد على الكنبه وسرحان حتى ماانتبه عليها ...
سحر :"ابراهيم متى جيت؟؟
ابراهيم بضيق :"سؤال غبي...اكيد سمعتي صوت الباب عشان كذا نزلتي"
استغربت سحر من اسلوبه في الكلام واللي ماتعودت عليه...وحاولت تخفي انزعاجها...
سحر:"شكلك متضايق...تدري اقوم عنك حتى تهدى شوي"
كانت قايمه عنه لما حست بيده الدافيه تمسك يدها وتسحبها حتى قعدت بجنبه...كان في داخله عايش صراع ...هو عارف انه مالها ذنب بس كان مقهور وحاس انه استغفل بطريقه مهينه...
ابراهيم بعد تردد:"الظاهر ماصدقتي...تبين تفتكين "
ابتسمت سحر:"مهم قالوا من اول... خير وسيله للهجوم الدفاع...اللحين منهو اللي بدى سؤال غبي وماادري وشو؟؟"
ابراهيم بضيق:"لا تلوميني...ماتتصوين اشكثر ضايق صدري..."
سحر بااهتمام:"سمعت شي ضيق صدرك؟؟"
عدل ابراهيم جلسته حتى صار مواجه لها :"تذكرين الارض اللي شريتها في الرياض عن طريق ابوك..."
انقبض قلب لما سمعت طاري ابوها وارض وفخاطرها الله يستر من ابوي وش سوى معك ياابراهيم...
رجعت ركزت نظرها في ابراهيم واللي كان يراقب ردة فعلها....
سحربصوت حاولت يكون هادي:"ايه اذكرها..."
ابراهيم:"اليوم كنت قاعد مع الشباب وماادري اشلون جا طاري الاراضي وكان معنا واحد ساكن في الرياض وقلت له اني شاري ارض في الرياض...سألني وين...جاوبته لكن المصيبه لما عرف قيمتها ...تصدقين ضحك بسخريه ...لما درى اني شريتها 450الف ريال والمنطقه توه واصلها الكهرب يعني توها اللحين وصلت ل100الف...."
حست سحر في داخلها بالم وقهر واحساس بالعار من تصرف ابوها المادي
...لو مهو ابوها كان ردت عليه بالفم المليان اشلون توكل احد فلوسك ولا تسأل عن الارض اللي انشرت لك ...لكن موقفها حساس...
سحر وهي تتنهد:"ياابراهيم يمكن الرجال غلطان... وبعدين وين تبي ابوي يشتري لك وفلوسك على قد الحال بغيت ارض في افخم حي في الرياض.."
ابراهيم بعصبيه:"ادري ان فلوسي على قد الحال...لكن مهو في منطقه على اطراف الرياض والخدمات توها واصلتها...انا كنت مستغرب كل مارحت الرياض اقول ياعمي وينها فيه الارض اللي وكلتك وشريتها لي يتهرب ويتعذر باعذار كثيره وانا مااللح عليه من كثر ماانا واثق فيه ..."
كانت تحاول تلاقي لابوها أي عذر حتى حتى لو ماكانت هي مقتنعه فيه...
سحربتردد:"يمكن ابوي انغش في الارض مثله مثلك؟؟"
ابراهيم بضيق:"تلعبين علي ولا تلعبين على نفسك بهالكلام؟؟"
سحر:"ابراهيم وش تبييني اقول...اذا يرضيك اسب ابوي واطلع عيوب الدنيا فيه عشان ترضى ...بقولك اسفه هذا ابوي مهما كان.."
طلعت من عنده وهي فداخلها عاذرته اللي سواه ابوها اكيد شي يزعل...كانت عارفه ان ابوها تفكيره مادي بس ماتوقعت انه يدور مكاسبه الماديه بااي طريقه وحتى لو كان على حساب اقرب الناس له...
^^^
على الساعه 11في الليل وبعد ماطلع خالد وعيال خالتها يسهرون كانت هي وخالتها والجوهر بنت خالتها قاعدات في الصاله...كانت الجوهره تقاوم النوم بشكل فضيع
ام تركي بحنان وهي تكلم الجوهره:"يابنيتي وشوله العذاب اطلعي غرفتك ونامي.."
عدلت الجوهره جلستها وقعدت تفرك عيونها:"مافيني نوووم..."
بسمه وهي تضحك:"باين مافيك نوم..."
ام تركي:"ماقلتي اشلون عمك واهل...تزورينه.."
بسمه بضيق:"ايه ازورهم لكن اذا سحر مهي فيه زياراتي تكون نادره...."
ام تركي:"ياحليل سحر هي الحبيبه فيهم...."
تنهدت بسمه:"هي الوحيده اللي كانت ارتاح معها في بيت عمي وطبعا ماانسى حبيب قلبي عبد العزيز..."
سكتت لما سمعت تلفونها يرن ...ابتسمت لما شافت المتصل
بسمه:"الطيب عند ذكره...هذي سحر متصله..."
...كانت ام تركي تراقبها وهي تكلم ...عرفت ان المتصله هي سحر...ماكانت منتبه لمكالمة بسمه مع بنت عمها كثر ماهي تراقبها بحنان ...حال بسمه تغير من عقب الزواج ورجعت ابتسامتها العذبه لوجهها كانت حاسه اشكثر عانت في بيت عمها الظالم من حرمان من ابسط حقوقها....واليوم كانت تراقب علاقتها مع خالد عن قرب...واضح من معاملتهم واهتمام خالد البسيط لها انها استعادت حياتها السعيده وتمنت لها استمرار هالسعاده...
رجعت من افكارها وهي تراقب تعابير بسمه ...واضح عليها الضيق وكانت تواسي سحر على ايش ماتدري...لما انهت المكالمه احترمت صمتها وماحبت تسألها حتى هي تتكلم من نفسها وما طال الوقت حتى قطعت بسمه الهدوء اللي عم المكان بعد انهائها المكالمه...
بسمه :"تسلم عليك سحر"
ام تركي:"الله يسلمك ويسلمها...اشلونها؟؟"
بسمه:"ماعليها طيبه..."
وبعد ماسكتت فتره بسيطه اكملت كلامها:"انا عارفه عمي جشع وطمااع ولاهمه الا نفسه بس مهو لهادرجه"
ام تركي بضيق:"من عرفت عمك وهوطماع واناني ...بس وش مناسبة هالكلام؟؟"
حكت بسمه لها كل اللي قالته سحر...كانت مصدومه ومذهوله من اللي تسمعه...
ام تركي بعد ماانتهت بسمه كلامه:"الله عليه الظالم...حتى بنته فشلها عند رجلها..."
بسمه:"تصدقين تقول تمنيت الارض انشقت وابلعتني ولا سمعت اللي سمعته..."
ام تركي:"وهي صادقه...اللحين اكيد علاقتها مع رجلها بتبدى المشاكل..."
بسمه:"لا ابراهيم طيب ومااعتقد يحقد على سحر عشان فلوس...وبعدين هي مالها ذنب"
ام تركي:"يمكن انانيه مني بس بكيفه مع بنته ...الله يبعد شره عنك"
بسمه بتردد:"حتى انا ياخالتي حاول بس خالد ماعطاه وجه..."
ام تركي بقلق:"وشلون حاول؟؟"
بسمه:"اتذكر قبل فتره طلب منه يشتري ارض ويكتبها بااسمي...على انه انا اللي طلبت منه هالشي بس خالد رفض...ياللطيف لو شفتي اشلون عصب..."
ام تركي:"طيب وبعدين وش صار..."
بسمه بعد تفكير:"ماصار شي...."
ام تركي:"اكيد ماصار شي لما قلتي له انه مالك ذنب...."
انصدمت لما هزت بسمه راسها بالنفي...
ام تركي وهي تشهق:"ماقلتي لخالد انه عمك يكذب...."
بسمه:"لاء ماقلت له...لا وازديك من الشعر بيت... خالد متوقع انه علاقتي مع عمي ممتازه من كثر ماعمي يمثل دور العم المحب..."
ام تركي:"عمك ومصلحته يمثل هالدور انتي ليش ماكنتي صريحه مع زوجك..."
بسمه بحيره:"ماادري ليش ...يمكن لانه علاقة خالد مع اهله مثاليه وماعمره عاشر اللي مثل عمي... ويمكن لاني احب ابين لخالد ان وراي اهل حتى لو بالكذب... والأهم من كذا وش الفائده اللي بترجع علي لو سبيت عمي؟؟"
ام تركي:"الفايده انه لو افتعل عمك أي مشكله مستقبلا اكيد بيكون خالد عارف نوع العلاقه اللي تربطكم وبكذا مارح يصدقه"
بسمه:"لا تخوفيني ياخاله وبعدين مايقدر يسوي شي..."
ام تركي:"لاء يقدر...اذا بنته ماخاف الله فيها ... هذا لو زوجها مهو شاريها كان ممكن يهدم بيتها..."
بسمه:"صح...لكن الفرق الوحيد ان خالد من طلبه الاول وقفه عند حده ومااظن انه بيعيدها مره ثانيه...وبعدين ليش ياخالتي افتح مع خالد مواضيع قديمه وراحت في حالها..."
ام تركي وهي تبتسم لها:"مبسوطه مع خالد يابسمه"
تنهدت بسمه باارتياح:"اكثر مماتتصورين..."
وسكتت لما سمعت عيال خالتها وخالد دخلوا بما انه مافيه احد يتغطى...وكانوا في نقاش عن مباراة اليوم...وقعد خالد بجنب بسمه وهو لازل في نقاشه مع طلال ولد خالتها...
قاطعة بسمه عليهم نقاشهم اللي كانوا مستمتعين فيه:"هيه....مازهقتوا من الكوره انتهت المباره من بدري وانتهى الموضوع...وانتوا على حالكم من طلعتم..."
طلال وهو يقعد مقابلها:"لا ما زهقنا...وبعدين تعالي وش التهمه الشنيعه اللي سمعتها عنك؟؟"
ضحكت بسمه:"أي تهمه؟؟ بريئه من غير مااسمعها بعدين انتبه مو تصدق الاشاعات المغرضه اللي يروجها الحاقدين..."
ضربها خالد على كتفها بلطف:"افااااا اللحين انا صرت مروج شائعات"
بسمه:"والله على حسب وش قلت عني؟؟"
طلال وهو يحاول يتكلم بجديه:"انا اقولك..انتي متهمه بتغير ميولك من مشجعه متعصبه للنصر وانتقالك للعدو اللدود الهلال"
بسمه وهي تحاول تكتم ضحكتها:"لاء ماانكر بس..."
طلال وهو يجهز المخده حتى يرميها عليها:"يعني تعترفين...."
رمى طلال المخده على بسمه ومسكها خالد قبل ماتوصل بسمه وبقوه رماها على طلال
واللي تجهز حتى يرميها لكن من شاف نظرات امه الحاده له هون وحط المخده ورى ظهره...
تركي:"يااخي بكيفها هي حره..."
فواز:"وبعدين واللي يرحم والديك بقى احد يشجع النصر في هالوقت؟؟"
طلال بفخر:"انا اشجع النصر...وغيري كثير..."
كان خالد مبسوط من الكلام اللي يدور حوله وحب يقهر طلال:"يااخي شجعوا الشباب ازين لكم اشوف سوقه ماشي هاليومين..."
طلال بسخريه:"وليش ماتشجعونه انتوا...يااخي فشلتونا قدام العرب خمسه في مرماكم...خمسه"
خالد بهدوء:"لكل جواد كبوه..."
طلال وهو يغمز له بعينه:"كبوه مهو خمسه..."
تركي:"اقول ورى ماتنطم...هذا عمك الهلال تكلم عنه بااحترام...؟؟"
طلال:"يخسى الهلال يصير عمي...وهذا انتوا اذا مالقيتوا حجه ...تحاولون تسكتون اللي يقول الحق.."
قاطعته امه:"طلال خل عنك كثر البربره وشل اختك طلعها غرفتها..."
قام طلال ومسك اخته بعنف وحطها على كتفه...وهو يتنهد بتعب مصطنع...
ام تركي:"حسبي الله على ابليسك ارفق بااختك..."
وقف طلال مقابل امه:"يمه بنتك وش تأكلينها.."
ام تركي:"قل لااله الا الله...اذكر الله على اختك"
طلال وهو يعدل وضع الجوهره :"لا اله الا الله...بس ماقلنا شي...وبعدين ترى بكره بتندمين من كثر ماتسوي بنتك رجيم ولا بينفع...تدرين بنات هاليومين يبون يصيرون رشيقات..."
تركي:"ايه مايخالف بس طلع البنيه وعقب كمل حكيك .."
ومشى طلال حتى وصل قدام بسمه اللي كانت تبتسم له:"انا نفسي اعرف انتي وش نفخك كذا..."
خالد:"ها...انت فيه اشاعه عنك ان عينك حاره وانا ماعندي استعداد اخسر مرتي..."
طلال:"لا تخاف مرتك صناعه وطنيه وضد الكسر والعين و..."
ام تركي:"حسبي الله على ابليسك كل هذا عشان قلنا طلع اختك!!"
طلال وهو يكلم امه:"جزاي عشاني اقدم لكم نصيحه من القلب....هذا بسمه قدامك كانت هيكل عظمي واللحين شوفي الاثر المدمر لكثر الاكل ...وانتي ماعنك الا الجوهره...تعالي تغدي...تعالي تعشي...الناس عندهم ثلاث وجبات وبنتك عندها عشر..."
سكت لما شاف فواز يااخذ اخته من يده ويحطها على كتفه وطلع بها فوق...مسك على ظهره وقعد بجنب امه:"اااخ يمه...احس فقرات ظهري تحركت شوي هذا كله من..."
وسكت لما شاف نظرات امه اللي ماتبشر بخير...
والتفت على بسمه..."مقهووور منك انتي ...كنتي من اول النصر يجري في دمك ومن تزوجتي هلالي غسل مخك..."
بسمه:"طبعا مهو الوحده لازم تحب اللي يحبه زوجها...."
طلال بحماس:"غلط...واكبر غلط...المفروض كل وحده يكون لها شخصيه مستقله...وين اللي يطالبون بحقوق المرأه يسمعونك...صدقيني بيطالبون بااعدامك..."
تركي:"احلى....صاير مشاء الله تطالب بحقوق المراه..."
طلال:"والله على حسب ...المره اذا كانت نصراويه تاخذ كل حقوقها...والهلاليات تسلب منهن كل الحقوق حتى يرجعن الى رشدهن...."
ومر الوقت عليهم بسرعه وماحسوا من كثر ماهم منبسطين من طلال وسوالفه...وفي الاخير ناظر خالد ساعته وقف...
خالد:"ياللا يابسمه مشينا..."
ام تركي:"وين تمشون في هالليل...باتوا عندنا وبكره وخير..."
خالد:"مااقدر والله ....خيرها في غيرها..."
تركي:"ياخو ناموا والصبح بنقول لكم في امان الله..."
خالد:"اللي يسمعك يقول اني بسافر...ان شاء الله كلها ساعه واحنا في البيت..."
طلال:"طيب رح انت الرياض وخل بسمه نوصلها لك بكره..."
خالد وهو يناظر بسمه:"بكيفها بس صدقني مارح ترضى..."
طلال:"ها يابسمه اشرايك بكره انا اوصلك بنفسي..."
بسمه:"لا ماودي اتعبك...بروح مع خالد..."
طلال:"قلت لك خلي عندك شخصيه مستقله...لكن دروسي معك ضايعه من عقب ماااعتزلتي النصر وانا غاسلا يدي منك..."
خالد:"كأنك تحرض زوجتي على العصيان وشق عصا الطاعه......"
طلال:"لا تخاف المشكله ماتتأثر بمؤثرات خارجيه..."
لبست بسمه عباتها وقربت من طلال:"مااتأثر لان لي شخصيه مستقله..."
طلال:"فالحه علي ...ها...روحي بس اللحقي ابو الشباب"
واللتفتت لقت خالد طالع وسلمت على خالتها بعد ما قضت يوم مممتع مع خالتها وعيالها اعاد لها ذكرياتها الحلوه معهم...قعدتها مع خالته تذكرها باامها اللي انحرمت منها في سن مبكره...
^^^
رمت نفسها على السرير بعد ما انهت مكالمتها مع فهد...كانت تقاوم رغبه في داخلها تلح عليها تتصل فيه مره ثانيه...توه سكر التلفون ومشتاقه تكمل معه السهر لصبح... ولما رفعت التلفون حتى تتصل غيرت رايها لما ناظرت الساعه مابقى على اذان الفجر الا ربع ساعه...في الاخير قررت تنزل تحت لما حست بجوع...طلعت من غرفتها ...:ان الهدوء يعم المكان ولمانزلت تفاجأت لما شافت بسمه وخالد توهم داخلين...كانت تظن انهم رجعوا من الخرج بدري....
بسمه:"السلام عليكم..."
ريم:"وعليكم السلام...توكم واصلين..."
بسمه:"ايه..."
ريم:"شكلك مرهقه كان نمتي في السياره..."
بسمه:"كنت نايمه طول الطريق..."
خالد وهو طالع:"قصدك تقاومين النوم...."
نزلت ريم راسها وتنهدت وحز في نفسها طريقة معاملة خالد لها ...وتهميشه لها ...كان الوقت الوحيد اللي يكون معها طبيعي او يحاول يبان طبيعي لما يكونوا امها وابوها موجودين حتى مايحسون بالجفا والقطيعه اللي صارت بينهم...حست بيد بسمه لما رفعت راسها والتلقت نظراتهم مع بعض كانت عيونها تترجم مابداخلها من حنان وحب لريم رغم كل اللي صار منها...
بسمه بحنان:"لا تزعلين... انتي عند خالد غير...واكيد بينسى كل اللي صار..."
ماقدرت ريم تحبس دمعه فرت من عينها وبصوت باكي:"متى يابسمه ؟؟حرام عليه هاجرني من فتره طويله ؟؟ليش مايسامحني..."
بسمه:" انتي ادرى مني بطباع اخوك....قلبه طيب حتى لو كانت ردة فعله عنيفه وصدقيني مع الايام بينسى..."
ريم:"حرام عليه يابسمه...مو كفايه الدوامه اللي انا فيها..."
حبت بسمه تلطلف الحو ....
بسمه:"وياحلو الدوامه اللي قبل العرس اسألي مجرب..."
تنهدت ريم بحزن:"لو على العرس امره سهل...اللي انا فيه اكبر..."
بسمه بااهتمام:"ريم جد جديد في الموضوع الاولي..."
حست ريم انه من الافضل مااحد يدري عن الموضوع وقررت ماتقول لاحد على امل انه وليد ينسى امرها ويخليها تعيش حياتها:"لا ماصار شي...."
بسمه وهي طالعه :"ياللا بطلع ...انتظر متى يأذن حتى اناام..."
كانت ريم تناظرها وهي طالعه ...كانت تحس بالامتنان لها على كل اللي صار منها من سوء معامله لها الا انها وقفت معها...وتكتمت على موضوعها ...لو غيرها كان انتقمت منها...للاسف ماعرفت قيمتها الامتأخر...حست انه نفسها انسدت عن الاكل واحساسها بالجوع اختفي وفداخلها تحس بالحزن والقهر في نفس الوقت...حزن انها قربت تطلع من بيت اهلها وعلاقتها مع خالد ماتغيرت....وقهر واحساس بالظلم من قلب خالد القاسي تنهدت من اعماقها بحزن... وفداخلها آه ياخالد متى ترجع اخوي الاولي...
.
.
.
وهي في طريقها لغرفتها كانت تفكر في ريم واحساسها بالعطف تجاهها يزداد...ومقدره شعور ريم بااشتياقها لاخوها...صح هي غلطت لكن المفروض خالد مايكون معها قاسي لهدرجه...وقررت تفتح معها موضوع ريم واللي دائم يتجنب النقاش فيه...وبعد ما مابدلت دخلت الحمام حتى تتوضى لصلاة الفجر...ولما طلعت كان خالد طلع للمسجد...وبعد ماخلصت صلاتها اخذت كتاب واتجهت لسريرها...واندمجت في قرايتها وماحست بخالد لما دخل الا لما سحب الكتاب من يدها...
خالد وهو يتمدد على السرير:"في السياره تقاومين النوم واللحين تقرين!!
بسمه:"ايه طار النوم اللحين ..."
خالد:"انا ماطار...وتدرين مااحب انام في النور..."
قربت بسمه منه وهي تبتسم....
خالد وهو يناظرها بطرف عينه:"اخلصي وش عنك ...هالابتسامه مهي لله...."
بسمه بتردد:"كاشفني....ممممم بكلمك في موضوع بس اتمنى ماتعصب وتسمعني لنهايه..."
انقلب خالد على الجهه الثانيه وعطاها ظهره....
خالد:"مادام فيها مااعصب...اجلي الموضوع لما اكون رايق..."
تنهدت بسمه بضيق:"طيب نأجله....بس ماعلي منك بكمل قرايتي في النور بعد..."
رجع خالد يناظرها:"اففف اخلصي وش عندك....ياربي انا اصبحت في وجه من اليوم؟؟"
حطت بسمه الكتاب بجنبها :"اصبحت في وجههي طبعا...وبعدن اوعدني ماتعصب..."
خالدوهو مغمض عيونه:"اوعدك...لاني اكيد بنااام..."
بسمه:"خالد ترى حرام عليك اللي تسويه في ريم..."
فتح خالد عيونه و بضيق:"لو دريت انه هذا موضوعك....ما..."
وسكت لما حطت بسمه يدها على فمه...
بسمه برجاء:"طيب اسمعني....الله يخليك"
واكملت كلامها لما حست انه عنده استعداد يسمع:"خالد هي غلطت صحيح...وادري انك بتخالفني باللي بقوله بس ترى غلطتها صغيره وماتقارن بغيرها ...وبعدين وهذا هو الاهم هي عرفت غلطتها وندمت اشد الندم....ليش ياخالد ربك يغفر ويسامح واحنا لاء!!..."
حط خالد راسه على المخده وناظر السقف:"لأن احنا بشر مخلوقين من لحم ودم...واحيانا صعب علينا نغفر..."
بسمه بحماس:"لاء مو صعب...ياخالد اختك فتره بسيطه وتنتقل لبيت رجلها وبتفتقد وجودها وسط اهلها...ولانك اخوها الوحيد لازم تكون معها يوم زواجها اخوها اللي تحب ...انسى ياخالد...ترها محتاجتك...واسألني انا ...تمنيت اخ او اخت معي يوم زواجي..."
اكملت كلامها وهي تناظره :"لكن الحمد لله الله عوضني بك عن كل اللي فقدت...
عموما فكر في كلامي وترى الدنيا ماتسوى..."
سرح في كلامها ....كان عارف انها على حق في كل كلمه قالتها...اصلا هو في داخله حنين وشوق لريم ...وناظر بسمه بحب بعد كلامها معه كبرت في عينه... على معاملة ريم السيئه لها وتعاليها وتكبرها عليها الا انها تتكلم عنها بكل حب مما يدل على قلب كبير يغفر ويسامح...
^^^
الجزء الخامس والعشرون.
قعت قدام التلفزيون وهي حاسه بملل فضيع ...تنهدت ورمت الريموت بعدم اهتمام...
^^^
سكرت السماعه بعد ماانتهت ام محمد مكالمتها...راحت جلست على الكنبه وهي تفكر في كلامها...زهقت من كثر ما تتصل وتأكد عليها ما يجيبون طاريها لخالد مهما صار...
دخلت هدى وهي معصبه...تنهدت من خاطرها...لانها عارفه وش وراى هالعصبيه...
رمت هدى نفسها على الكنبه...ولما شافت امها متجاهلتها انقهرت اكثر...
هدى بضيق:"يمه كلمتي ابوي؟"
ام عبد العزيز ببرود:"اكلمه في ايش؟؟"
هدى:"في ايش يعني؟!! ..زواجي في الصيفيه وانا للحين ما تجهزت..."
ام عبد العزيز:"زواجك للحين ما بعد تحدد...من قالك انه تحدد؟؟"
هدى:"مرة خالي قالت لي..."
ام عبد العزيز:"مرة خالك ما عندها سالفه..."
هدى بتردد:"حتى يوسف لما قال..."
ام عبد العزيز:"متى كلمك وهو له شهر مسافر الله العالم وين طس..."
هدى:"ما فيها شي راح يتمشى وييوسع صدره..."
ام عبد العزيز:"ايه يالخبله خليك كذا وانتي تفلحين....اصلا لو هو ناوي عرس في الصيفيه ما كان سافر اللحين...نسيتي انه موظف واجازاته مهوب على كيفه..."
هدى:"لا ما نسيت...اصلا عادي مهو لازم نسافر...انا راضيه..."
ام عبد العزيز:اقول اذلفي عن وجهي اللحين ازين لك...واذا جا يوسف وحدد مع ابوك الزواج تكلمي عن جهاز وعرس..."
قامت هدى وهي معصبه من كلام امها...وطلعت الدرج بسرعه...تنهدت ام عبد العزيز من قهرها... يوسف ولد اخوها لكن ما تشوف منه الا كل تجاهل لبنتها على انه مملك له فتره...ودايم ابو عبد العزيز يشكك في اخلاقه وسفرياته الكثيره ...
انتبهت على رنة التلفون...ولما رفعت السماعه سمعت صوت ابو عبد العزيز...
ام عبد العزيز ببرود:"هلا..."
ابو عبد العزيز:"والله اللي يسمع صوتك يدري ان الهلا مهي طالعه من قلبك..."
ام عبد العزيز:"لانك تقهر...لك اسبوع في الخرج...وتارك كل شي علي..."
ابو عبد العزيز:"وش اسوي...المزرعه اللي شريت يبي لها شوية اصلاحات..."
ام عبد العزيز بسخريه:"اللي يسمعك يصدق انها مزرعه..."
ابو عبد العزيز:"ايه مزرعه على قدنا...اقول وش اخباركم؟...واخبار عزيز؟"
ام عبد العزيز:"بخير...كلنا بخير..."
سكتت لما سمعته يصارخ على العمال...
ابو عبد العزيزبعد ما خلص من العمال:"حسبي الله عليهم عمال يرفعون الضغط...اقول قلتي لبسمه اللي وصيتك؟"
ام عبد العزيز ببرود:"ايه قلت لها...."
وعصبت ولما سمعت ابو عبد العزيز رجع يكلم العمال:"اقول رح قابل عمالك...ولما تفضى اتصل"
وبعد ما سكر انهمك مع العمال...لانه مايثق في شغلهم كان بااستمرار معهم...وما يفارقهم دقيقه ولما ماخلص من تعليماته اللي ترفع ضغط العمال...راح جلس في مكان قريب منهم...حتى يكونون تحت نظره...وتنهد باارتياح وهو يتأمل المزرعه...اخير قدر يحقق امله في انه يكون له مزرعته الخاصه...
^^^
تأفف وهو يسمع رنين جواله المتواصل...ناظر شاشة الجوال وهو متردد يرد عليها...على انه طلب منها لما كلمها العصرما تتصل عليه ...الا انها لحوحه ومن درت انه رجع بسمه واتصالاتها مستمره...
سمع صوتها الناعم:"الووو.."
خالد ببرود:"هلااا.."
تجاهلت نبرة صوته البارده:"ادري معصب لاني اتصلت بس ما قدرت اقاوم شوقي لسماع صوتك..."
انقهر خالد من تبريرها السخيف وبصوت هامس رد عليها:"عبير مااقدر اخذ راحتي بالكلام...بس اذا طلعت دقيت عليك...سمعتي ادق عليك مو تدقين..."
عبير:"خلاص حبيبي انتظر اتصالك..."
وبعد ما سكر ناظر فهد اللي قاعد جنبه... كان يناظره وهو راسم ابتسامه خبيثه على وجهه....
خالد:"خير...وش هالنظرااات!!"
فهد:"من قدك...متزوج حرمتين...وكل شوي يجيك اتصال...."
خالد:"أي ااتصال واللي يرحم والديك...وحده زعلانه من قلب حتى رد السلام ما ترد والثانيه من درت ان بسمه رجعت وهي مكثفه اتصالتها والعذر اغار عليك..."
فهد وهو يغمز له:"يعني ما تنصح ادخل تجربتك..."
خالد:"لا...خلك على قردك لا يجيك اقرد منه..."
مسك فهد جواله:"ممكن الله يحيك تعيد هالمثل حتى اسجله واسمعه لاختك...تصدقني ممكن تنتحر لو تدري انه جرى تشبيها بالقرد...ومن اخوها سندها في هالدنيا..."
ضحك خالد:"عاد انت ما صدقت..."
فهد:"اكيد ما صدقت...من جد بالله عليك هذا مثل تقوله...."
خالد:"اعتبره زلة لسان ياخوي...ياما سمعنا منك زلات لسان..."
فهد:"خلاص سماااح المره هذي.....بس شكلك متحسر على ايام العزوبيه..."
تنهد خالد:"لا وانت الصادق متحسر على السعاده اللي كنت عايشها وبلحظة تهور
وتسرع ضيعتها"
فهد:"ياشيخ...هونها تهون....وكل انسان ياخذ نصيبه...وان شاء الله كل شي يتصلح...."
خالد:"ان شاء...."
وسكت لما شاف فهد يعتذر من واحد من الشباب لما طلب منه يلعب بلوت...
وقعد يفكر في حياته...وتغير المفاجئ والجذري اللي صار من دخلت بسمه حياته...
من اول كانت عبير هي كل حياته وسعادته مارح تكون الا بوجودها في حياته...
وبعد الضروف اللي صارت ....دخلت بسمه حياته...وكان حاقد عليها لما ما قدر يتخلى عنها في اخر لحظه...وتدريجيا تقبل وجودها في حياته حتى تغير هالتقبل
لحب ملك عليه كيانه...وشعوره الان ناحية عبير ما يقدر يفسره ...عطف وشفقه اوحب واحساسه انه مالها مكان في قلبه يحسسه بالذنب ويحاول بمعاملته لها يكفر عن هالذنب...لانها مستحيل تحتل المكانه اللي اكتشف انه بسمه محتلتها...
حس بيد فهد على كتفه:"وين رحت يالحبيب؟!!"
ناظر خالد ساعته وقام:"ما رحت بعيد...بس الوقت تأخر وبروح البيت...."
فهد:"انا بقعد اسولف شوي مع الشباب..."
وبعد ماطلع خالد ركب سيارته وقبل ما يشغل سيارته ناظر الجوال...وتذكر عبير...
واتصل عليها وقدرت بسهوله تمتص غضبه واندمج معها في سوالفها...وما حس بالوقت الا لما انتبه على فهد وهو يطق باب السياره برجله...وابتسم وهو يشوف حركات فهد ....
ونزل قزار السياره بعد ما سكر التلفون...
فهد:"يااخي استح على وجهك...تاركنا داخل وانت قاعد تكلم في التلفون مسوي لنا رومنسي..."
خالد:"اقول فهد...احد حاطك وصي علي..."
مشى فهد لسيارته وقبل ما يركب سيارته:"اقول...خل عنك بس حركات المراهقه..."
ومشوا في نفس الوقت ...لما وصل خالد البيت كان الهدوء يعم المكان...طلع لفوق...ولما فتح الباب كانت الصاله ظلام الا من شوية نور يجي من غرفة بنته...
ولما طل عليهم...كانت بسمه نايمه على الكنبه وفي حظنها كتاب...ورهف في سريرها...وطلع وقبل ما يدخل غرفته سمع صوت رهف تصيح....وبخطوات سريعه وصل لها..وبخفه شالها من سريرها وطلع...
ولما وصل غرفته...حطها وسط السرير وجمع المخدات حولها حتى ما تطيح...كانت تراقب تحركاته وهو يبدل ولما يختفى عن نظرها تصيح....وانسدح جنبها وحطها بحظنه...ولما يقرب منها حتى يبوسه تتمسك فيه بكل قوتها وتفتح فمها على خده...و حطها جنبه واخذ كتاب يقراه ...وحتى تلفت انتباهه تحرك يدنها ورجلينها حتى ما يتجاهلها..
وتضحك بصوتها الطفولي لما يرجع يلاعبها....تنهد خالد لانه كان حارم نفسه من اعظم شعور ممكن يحسه انسان...شعور الابوه الصادقه...من لحظات بسيطه استحوذت هالطفله على كل كيانه...وهو مشغول بملاعبتها...انتبه على بسمه اللي واقفه على الباب....تأملها ...كان شعرها منسدل بااهمال...وعيونها الناعسه اللي ياما سحرته...
بسمه لما شافته انتبه عليها:"متى اخذتها؟"
ناظرها خالد بنظرات ازعجتها...
خالد:"قبل شوي...كنتي نايمه...وهي صحت واخذتها حتى ما تزعجك..."
بسمه وهي تناظر حولها:"وطول مالنور حولها قوي...مستحيل تنام...وممكن تسهر للصبح..."
شالها خالد وضمها لحظنه بحنان:"ماوري شي...خليني اسهرمعها للصبح..."
قربت منه بسمه لمسافه كافيه ومدت يدها:"مارح ارتاح وهي بعيده..."
خالد:"خلاص نامي معنا وانتي تصيرين قريبه...."
لما شافت رهف امها على طول مالت تجاها...
خالد:"شوفي بنت اللذين سهران معها ...وسوالف وضحك...واول ما شافتك رمت نفسها عليك..."
اخذت بنتها منه وقبل ما تطلع:"تبيها تحبنا نفس الشي وانا اللي معها طول الوقت..."
خالد:"يقولون البنت اقرب لابوها...بس هي للحين صغيره....متأكد انها بتحبني اكثر"
بسمه :"تصبح على خير..."
وطلعت بسرعه وهي ناقمه على نفسها بعد ما قالتها...افففف هذا وانا زعلانه وحاقده ومقرره اتجاهله اول ما شفته سوالف معه... ولا تصبح على خير بعد ولا كأن صار منه شي......كل هالافكار تدور في راس بسمه وهي تحط بنتها في السرير....
ورجعت للواقع وهي تسمع صوته يرد على جواله...ارهفت سمعها حتى تعرف من يكلم...صوت ضحكه واصل لين غرفتها...اكيد هذي عبير...المفروض يحترم وجودي ...اقل شي يسكر الباب ...او يقصر حسه...انقهرت من نفسها ومن مشاعر الغيره اللي المفروض ما تحسها...واخيرا تنهدت باارتياح لما فهمت من كلامه ان المتصل هو فهد....
^^^
اول ما دخل حس برهبه لما دخل هالقسم المعزول من المستشفى..ومع رائحة العقاير والمطهرات الطبيه شم رائحة الموت...تردد قبل ما يدخل غرفة وليد...
وناظر حوله...كانت الممرات تكاد تخلو من الزوار...والهدوء المميت يعم المكان الا من الاصوات البسيطه اللي تصدر من العربات اللي تجرها الممرضات...وبعد فتره بسيطه دخل...وانصدم من اللي شافه...كان وليد مغمض عيونه...ونقص من وزنه النصف...وشحوب يغطى وجهه...خلال فتره بسيطه غاب عنه حس انه كبر عشرين سنه...والاجهزه حوله كثيره...والمغذي مشبوك في يده...
ولما حس وليد بوجوده فتح عينه...وشاف عمر بوجهه مضئ وهيئه غير الهيئه اللي كان يتذكرها له...
ولما شافه ناظر للجهه الثانيه حتى يخفي دمعه فرت من عينه....حس عمر بالحزن لحالة وليد حاول يتكلم بس لقى صوته مخنوق...ولما سمع صوت وليد وهو يصيح حس من واجبه انه يكون اقوي على انه في داخله حزين على حاله...
جلس عمر على الكرسي وبصوت اخوي :"سلامات ياوليد ماتشوف شر..."
عمره ماحس وليد بهالضعف...وليد الشاب القوي ...واللي كان جماله وقوته موضع افتخاره انهد بهالصوره البشعه...مسح وليد دموعه وحاول يرسم ابتسامه باهته على وجهه:"الله يسلمك...اعذرني ياعمر...ماادري اشفيني صرت عاطفي...كل من زارني لازم يشوف دمعتي...."
عمر:"معذور يااخوي...وطهور وتكفير ذنوب ان شاء الله..."
وليد بحسره:"وتظن اللي له ماضيي في شي ممكن يكفر ذنوبه...."
عمر:"استغفر ربك...ولا تقول هالكلام رحمة ربك واسعه...لا تيأس ولاتقنط من رحمته... "
حط وليد يده على عينه:"وانا مرمي على هالسرير بس قاعد اتذكر كل ذنوبي واتحسر...حتى يوم عرفت بالمرض ما نويت اتوب...وسافرت وبارزت ربي بالمعاصي...وغرتني صحتي...واوهمت نفسي ان الكشف اللي في الرياض كان خطاء
ومافيني أي مرض...حتى حسيت بااثار المرض تدخل جسمي...ولما طحت عرفت من الاطباء انه مابقى لي من العمر الاقليل...لان المرض له سنين في جسمي وما كنت حاس فيه...رجعت لديرتي دورت رضى امي علي...وطلبت من اخواني يسامحوني على كل اللي صار مني...ولما عرفوا عن مرضي رموني في المستشفى
ولا احد سأل علي منهم الا امي...تجي تزورني وتقطع قلبي بدموعها وتروح...واخواني مااشوفهم...احس نفسي وحيد ياعمر..وكل ليله اتذكر الماضي واحسه مثل الجمر يحرق قلبي...صلاه ماكنت اصلي ولا اعرف طريق المسجد...حياتي كانت مخدرات وخمره وبنات....تتوقع بعد هذا كله ربي يغفر لي..."
عمر:"استغفر بك...انت توب وانوي التوبه...وان شاء الله ربك يقبل توبتك...
وليد انت تسأل عن ربك وهو قريب منك...ينزل في الثلث الاخير من كل ليله اسأله واطلبه...الح بدعاء وطلب المغفره...دموعك الا كل من زارك شافها وفرها لربك...ابك بين يديه...تذلل وانت ترجوه...ياوليد الخلق ان شكيت لهم ملوا وزهقوا...اشكوا همك الا الواحد الاحد...عسى يغفر لك ذنبك ويرحم حالك..."
وليد من بين دموعه:"عصيت ربي وانا بصحتي وما تبت الا وانا طريح الفراش...ياعمر حتى الصلاه اصليها وانا في السرير:"
عمر:"طول ما قلبك ينبض بالحياه ...خله معلق بربك...وان عجرت رجليك وايديك عن الحركه فخل لسانك رطب بذكر الله(الا بذكر الله تطمئن القلوب).."
وسكت لما شاف وليد يصيح ...ولما تمالك نفسه مسح دموعه...
وليد:"فرق يا عمر بين زيارتك وزيارة اخوي الكبير ناصر في زيارته الوحيده لي...
غير كلامه عن اني فشلتهم وفضحتهم مع الناس خلاني ايأس من غفران ربي لي..."
عمر:"المغفره مهي بيدي ولا بيد اخوك ولا هي صكوك نعطيها للي نبي...هذا شي بيد ربك...والاعمار بيد الله وما تدري متى بتموت...يمكن انا المعافى اللي ازورك اموت قبلك...هذا بيد الله عزوجل...واحمد ربك على كل حال وتذكران حال المؤمن كله..اصبر واحتسب ...يااخي تخيل لو الله قيض روحك وانت على وحده من المعاصي اللي ترتكبها...والله ياوليد لما اتذكر حالنا من اول اني اتحسر...واتذكر حلم الله علينا كم ستر على معاصينا...بس نرجع نحمده انه كتب لنا التوبه قبل الموت..."
وليد:"الحمد لله على كل حال...ما تتصور اشكثر اسعدتني زيارتك لي...كلامك يريح القلب..."
ووجه نظره لدريشه الوحيده الي في غرفته واللي تطل على حديقة المستشفى...
:"احيانا اتحامل على نفسي بعد ما خلص صلاتي واناظر مع الدريشه واتأمل الاشجار...والعصافير واشوف الناس الرايح والجاي...والهموم اللي يحملونها تتفوات بس مااعتقد فيه احد يحمل كثر الهموم اللي في قلبي...هموم كلها حسره وندم على اللي فات...وحزن على حال امي ...(وهو يتنهد)ومع ذلك صارت هالدريشه هي المنفذ اللي من خلاله اطلع خارج اسوار المستشفى..."
رجع ناظر عمر بتسأل:"زيارتك لي نستني اسألك من قالك عن وجودي في المستشفى..."
عمر:"اتصلت في سعود اسأل عن احواله وبلغني..."
ابتسم بسخريه:"سعود...تصدق هي زياره وحده اللي زارني وما عد شفته...بس ماالومه علاقة الصداقه والاخوه اللي تربطني به علاقه مصيرها تنهي لما تنتهي الاشياء اللي بسببها قامت...في الغرفه اللي بجنبي كان فيه شاب اصيب عن طريق نقل دم بمرض الايدز...لو تشوف زواره ما تصدق...لان اخوتهم وصداقتهم اساسها متين...اما انا اخواني ملتهين في هالدنيا وحاسين بالعار مني...واعز اصدقائي هجرني..."
قام عمر وحط يده على كتفه:"من عليك من احد اللحين...واهتم في نفسك... وزيارتي لك ان شاء الله مارح تكون الاخيره..."
وليد:"عمر قبل ما تروح بغيت منك خدمه..."
عمر:"افاا عليك...انت تآمر..."
وليد:"ما يامر عليك عدو...انا قبل ماسافر رحت لفهد يوم زواجه و..."
قاطعه عمر:"لا تشيل هم...انا فهمت فهد كل شي...والحمد لله...كل شي صار للاحسن..."
وليد:"اشلون..."
وشرح له عمر كل اللي صار...واتصاله بفهد ومحاولته اصلاح الامور...وهالشي اسعد وليد ...وبسرعه مر الوقت....وانتهت الزياره ...
طلع عمر بعد ما ودعه...وهو حزين لحال وليد...وناظر الابواب المغلقه
اللي حوله...وتسأل كم وليد خلفها...وليد نموذج لكثير من شباب هالايام...ولد
وملعقه من ذهب في فمه...كل طلباته مجابه ما وجد موجهه وناصح له...وليد هو ضحيه اهل يشوفون مسؤليتهم تقتصر على الحاجات الماديه الابنائهم وتناسوا حاجاتهم الروحيه والنفسيه...
^^^
نزلت بعد المغرب من غرفتها وهي حاسه بملل فضيع...شافت امل مدده على الكنبه وتقرا كتاب..ومازن يلعب بلاستيشن...استغربت انه امل في غرفتها وما نزلت للحين...
نادت رهف اكثر من مره وما ردت عليها...قربت منها واخذت الكتاب منها...
رهف:" والله صليت المغرب..."
بدريه:"لي ساعه اكلمك والثقافه عندك مقطعه بعضها...ومندمجه في هالزفت اللي تقرين...."
رهف:"امري تدللي..كم ام عندنا"
بدريه:"اقول اطلعي نادي امل...خاست فوق..."
رهف:"امل في المجلس مع طلال..."
شهقت بدريه:"طلال للحين هنا...من العصر ما راح..."
رهف:"راح صلى المغرب...وبعدين جهزت له امل عصير وطلعت له...بس النذله
ما سوت لي عصير معهم..."
رمت بدريه الكتاب على رهف وراحت للمجلس ...وهي مقهوره من امل اللي حتى ما قالت لها انه طلال بيرجع...وهالطلال اللي شوي ويرقد عندهم..
ولما قربت للمجلس سمعت صوت ضحكهم...وطقت الباب..ولما فتحت الباب
انصدمت امل لما شافت امها...وباين من ملامح وجهها معصبه..
دخلت بدريه وبعد ما سلمت على طلال:"اشلونك طلال؟"
طلال:"بخير الله يسلمك...اشلونك انتي؟؟سألت عنك امل قالت انك نايمه..."
بدريه وهي تناظر العصير اللي قدامهم:" ايه كنت نايمه العصر... مشاء الله عصير ...طيب اعزمونا معكم..."
طلال وهو يمد كاسه:"ما يغلى عليك..."
بدريه:"امزح معكم...اشرب عصيرك...اصلا انا مااحب المنجا..."
وقعدوا يسولفون وبعد فتره بسيطه استئذن طلال...وطبعا امل طلعت معه حتى توصله للباب...هزت بدريه راسها ودخلت ...
سمعت بدريه وهي داخله الصاله صراخ رهف ومازن...وقفت تراقبهم وهم مو منتبهين لوجودها...كانت رهف تبي تلعب معه وهو رافض...وحتى تقهره مسكت كاس مويه وكبتها على البلاستيشن...لما شافت تصرف رهف...دخلت وهي معصبه...
وبصوت عالي:"رهف..."
ارتبكت رهف:"هلا يمه..."
بدريه بعصبيه:"وش سويتي؟"
رهف:"هو ما خلاني العب معه..."
بدريه:"تقومين تكبين المويه على الجهاز..."
رهف:"ماكبيت شي..."
ما كملت كلامها وراحت تركض على الدرج لما شافت امها متجه لها...
ولما وصلت في اخره كانت امها وقفه عند مازن...
طلت رهف من فوق:"يمه المويه انكبت من يدي غصب..."
بدريه بتهديد:"لا تكذبين ترى شفت كل شي..."
رهف:"بس هو قهرني ما خلاني العب معه..."
بدريه:"مهو عذر...لكن ما يخالف انا اوريك.."
رهف:"اسفه يمه ...خلاص اخر مره..."
بدريه باللهجه كلها تهديد:"كلمه وحده زياده وتشوفين وش يصير لك..."
مشت رهف بيأس وراحت غرفتها...
التفتت بدريه على مازن :"ضف اغراضك انت الثاني..."
مازن:"طيب بس ترى لو خرب جهازي بتغيرونه..."
جلست على الكنبه:"مازن...اسمع الكلام لاتعصبني زياده...."
راقبته وهو يمسح المويه عن الجهاز...وبعد ماطلع من الصاله..دخلت امل الصاله وهي مبتسمه...واختفت ابتسامتها لما شافت نظرات امها لها...
جلست مقابل امها:"ترى طلال طلع من زمان بس انا كنت اتمشى شوي..."
بدريه بسخريه:"مشاء الله ..من متى امل تتمشى في الحوش..."
امل:"صحيح حوشنا يجيب الهم...بس احيانا احب اتمشى فيه..."
بدريه:"اللحين انتي واختك ما تتركون الكذب ابد..."
شهقت امل:"افااا يمه تتهميني بالكذب وانا هذا كبري..."
بدريه تجلهت كلامها:"وبعدين تعالي...هالطلال ليش يابعد قلبي يتعب نفسه ويروح ينام في بيتهم ...مقيم طول النهار في بيتنا كان يكمل جميله وينام..."
امل:"يمه ليش احسك تتضايقين من طلال..."
بدريه:"انا مواتضايق منه...بس ياامل انتي على وجهه امتحانات وما بقى شي...وانتي يانايمه ياقاعده مع طلال او تكلمينه بالتلفون..."
امل:"لا تخافين علي بنتك في الامتحانات اعجبك..."
بدريه:"ايه اعرفها بنتي في الامتحانات تنام اكثر من تذاكر..."
ضحكت امل:"لا السنه هذي غير...لا للنوم في الامتحانات..."
هزت راسها بدريه:"تدرين انتي حاله ميؤسه منها...وبعدين تعالي..لما دخلت عليكم
بصراحه انصدمت فيك..."
امل:"ليش انصدمتي؟"
بدريه:"المجلس على كبره ما عجبك الا تقعدين جنبه...لاصقه فيه شوي وتقعدين في حظنه..."
ضحكت امل بااحراج:"انا كنت بعيده اصلا بس لما عطيته الشاهي...قعدت جنبه وخذتنا السوالف وبس..."
تنهدت بدريه:"الله المستعان...انا بعد ما تزوجت ابوك قعدت شهر من الحيا مااقدر احط عيني في عينه ...وبنات هاليومين بس يقولون يابنت اطلعي سلمي على رجلك...شالت الحيا كله و.."
امل:"ترى ظلمتيني والله استحي منه...بس من كثر مااشوفه يمكن تعودت عليه..."
بدريه:"اقول من اليوم ورايح ياليت يخفف زياراته.....امتحانات قربت والزواج ما بقى عليه شي..."
لما تذكرت الزواج حست بحزن ...مهي قادره تتخيل البيت من غير امل...لانها هي الوحيد الي في البيت اللي تسليها اذا غاب ابو مازن...
^^^
لابس نظارته وهو يراجع الحساب مثل كل نهاية شهر...ويشوف حساب جيرانه اللي يتدينون من بقالته ويسددون نهاية كل شهر...ما حس الا بمحمد العامل اللي عنده في البقاله واقف على راسه ويراقبه...
ناظره ابو صالح بنص عين:"خير...وخر عني بريحتك الخايسه..."
ابتعد محمد وبرجا :"بابا...انا يبغى راتب عشان اهل محتاج فلوس...."
قام ابو صالح من ورى مكتبه:"اذا سددوا الناس اللي عليهم يصير خير..."
هز محمد راسه باستسلام... ورجع يكمل شغله .......