تعد جمهورية ترينداد وتوباجو مثالا حيا على التزايد المستمر في عدد معتنقي الإسلام إذ تظهران الدور القوي التي تلعبه الجالية الإسلامية بجمعياتها ومؤسساتها في إيضاح صورة الإسلام وإزالة كل ما تحاول الأيدي المغرضة والمسيئة لها إصابته وتلبيسه إياها محققة نصرا قويا على أعدائها حيث وصل عدد المسلمين فيها إلى نحو(430) ألف مسلم من أصل مليون وسبعمائة ألف نسمة ، و تلعب الجالية الإسلامية فيها دورا ثقافيا وسياسيا واقتصاديا مهما.
وعند محاولة البحث عن أصل الوجود الاسلامي في المنطقة فأنك ستكون أمام عدت نظريات وأبحاث فمنها من يتحدث عن أن المسلمين سبقوا كولومبوس في الوصول إلى أمريكا اللاتينية ، فقد كشفت دراسات حديثة عن جوانب تشابه في طرق المعيشة التي كان يمارسها السكان الأصليون من الهنود الحمر (المعروفون تاريخيا بقبائل الآزتك) مع المسلمين، كما عرضت وثائق وقصص تناقلتها أجيال متعاقبة من الآزتك ظهرت فيها إشارات واضحة إلى آثار إسلامية كانت موجودة في أمريكا قبل وصول كريستوفر كولومبوس والمستكشفين الأوروبيين إليها. مما يعد دليلاً على أن الإسلام وصل إلى أفراد تلك القبائل الهندية في الأمريكتين قبل وصول النصرانية التي جاء بها الأوروبيون إلى تلك الأرض بعد ذلك بعدة قرون.
وتشير دراسات أخرى إلى أن عددًا من البحارة المسلمين من بقايا الممالك الأندلسية كانوا من أفراد البعثة الاستكشافية التي قادها كولومبوس نحو الأمريكتين عام 1492 م، نظرًا لتفوقهم في علوم الفلك والملاحة وصناعة السفن. إضافة إلى ذلك، فقد كانت نسبة كبيرة من العبيد الأفارقة الذين أتي بهم إلى أمريكا اللاتينية من شمال إفريقيا وشرقها كانوا من المسلمين، وانتهى بهم المطاف في دول أميركا اللاتينية وما حولها.
ونظرا للتحديات التي تواجهها الجاليات الإسلامية أثناء احتكاكها بالثقافات الأخرى وفي محاولاتها للحفاظ على كينونتها ومن ثم التأثير ولعب دور في نشر ثقافتها ودينها الحنيف تكونت جمعيات إسلامية ومؤسسات استهدفت الحفاظ على الهوية الإسلامية ونشر مفاهيمه وتعاليمه .وكذلك كان الأمر في جمهورية ترينداد وتوباجو والتي حققت الجمعيات و المؤسسات الإسلامية فيها العديد من الانجازات المهمة إذ تمكنت من حماية أتباع الإسلام وإعادة الذين تنصّروا أو انحرفوا عن المنهج الإسلامي إلى حظيرة الإسلام من جديد ، كما ونجحت في دعوة الآخرين إلى الإسلام في ظل الخواء الروحي الذي يعانونه.
ويصل عدد المسلمين في جمهورية ترينداد وتوباجو إلى 430 ألف مسلم من أصل مليون وسبعمائة ألف هم مجموع سكان الجمهورية . ونظرا للتواجد الاسلامي القوي في الجمهورية التي شهدت تزايدا في الإقبال على اعتناق الإسلام فقد بدأت الدعوات الحاقدة والمشوهة للإسلام والمسلمين والهادفة لتقليص الوجود الإسلامي المتنامي في البلاد والتي قوبلت بمقاومة قوية من قبل الجالية الإسلامية بمؤسساتها وجمعياتها والقائمين عليها محققة انتصارا ملحوظا في الحفاظ على الهوية الإسلامية والتزايد في المنتسبين إليها .
وشهدت جمهورية تريداد وتوباجو بناء العديد من المؤسسات والجمعيات الإسلامية الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الإسلامية وزيادة معتنقيها فأقيمت جمعية "تقوية الإسلام" في عام 1919 م ، و جمعية "أهل السنة والجماعة" برئاسة المرحوم الشيخ "ركن الدين" التي تصدت للفكر المنحرف الضال الذي وفد إلى ترينداد ، وتم بناء نحو مائة مسجد والتي تحوي كل منها مدرسة قرآنية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم وتعلّم اللغة العربية. بينما بلغ عدد المدارس الإسلامية هناك 70 مدرسة إسلامية لتربية النشء المسلم تربية إسلامية صحيحة ، كما و تكونت "رابطة مسلمي ترينداد" ومن أهدافها الالتزام بما جاء في الكتاب والسنة النبوية الشريفة كما وتم إنشاء المجلس الأعلى للتنسيق الإسلامي في ترينداد لتوحيد جهود الجمعيات الإسلامية في الجمهورية ووضع إستراتيجية تتناسب والتطورات والانفتاح على العالم الخارجي وإيجاد صيغة مقبولة للتعاون مع المؤسسات الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية.
وأدت الجهود المتواصلة لهذه الجمعيات والمؤسسات إلى تزايد عدد معتنقي الإسلام إلا أنها تشهد تنافسا من قبل المؤسسات التنصيرية والتي تسعى لجذب أصحاب الخواء الروحي والباحثين عن الحقيقة إلى المسيحية .كما أن للجالية المسلمة هناك ثقل سياسي واقتصادي كبير فمنهم الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء البرلمان ، وقد وافقت سلطات البلاد على اعتبار الأعياد والمناسبات الإسلامية إجازات رسمية للمسلمين مدفوعة الأجر، كما وضعت حكومة ترينداد وتوباجو على عاتقها دفع ثلثي ميزانية التعليم الإسلامي في البلاد.
فقد أعلنت "ماديل دافيد" وزيرة الشؤون الاجتماعية والمحلية في ترينداد وتوباجو اعتناقها للإسلام وأطلقت على نفسها اسم "فاطمة الزهراء داود"، وانضمت إلى صفوف الداعيات المسلمات لتوعية المرأة المسلمة بأحكام دينها الإسلامي وقد زارت هذه الوزيرة مصر، والتقت المسؤولين عن الدعوة الإسلامية وفي مقدمتهم شيخ الأزهر.
يشار إلى أن ترينداد من دول البحر الكاريبي يحدها من الشرق المحيط الأطلنطي ومن الغرب فنزويلا ومن الجنوب غويانا وسورينام وغيانا. وتقع في شمالها جزيرة توباجو والجزيرتان تتكون منهما جمهورية واحدة عاصمتها مدينة "بورت أوف اسبين" أي "الميناء الأسباني". وتبلغ مساحة هذه الدولة خمسة آلاف و 128 كيلو متراً مربعاً ، أما سكانها فهم خليط من الهنود الحمر والأفارقة والهنود .
منقول من موقع الحقيقة الدولية الاخباري.. :27:
قمـ قـطر ــر @km_ktr_r
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️