المسلمون في أوربا ومسئوليتنا عنهم (23)
تقديم الأولويات على ما عداها.
هذا وليعلم أن المصلحة تقتضي تقديم الأولويات، بحيث يبدأ بالأهم فالمهم، فإذا كنا في حاجة-مثلا-إلى بناء مسجد يتسع لعدد معين من المصلين، وفي ذات الوقت نحتاج إلى وسيلة من الوسائل لتعليم المسلمين، كمدرسة، أو لتبليغهم وتبليغ غيرهم دعوة الله وعندنا من المال ما يكفي لإقامة مسجد غير مزخرف، وإيجاد الوسيلة الأخر معه، فلا يجوز أن نؤخر تلك الوسيلة من أجل بناء مسجد مزخرف ننفق فيه كل الأموال للتباهي به، وأبناء المسلمين في حاجة إلى التعليم والمسلمون وغيرهم في حاجة إلى أن يبلغوا دين الله.
أما أن تبني مساجد كبيرة مزخرفة خالية من لأئمة والمدرسين الأكفاء، من ذوي العلم والقدوة الحسنة والقدرة على تبليغ الناس دين الإسلام بلغاتهم وتعليم أبناء المسلمين دينهم، فإن تلك المساجد المشيدة لا تفيد المسلمين ولا غيرهم الفائدة المطلوبة، وتكون غاية وجودها أن تدرجها الدول الأوربية في أدلة الآثار والمتاحف، ليزورها السائحون ويقال لهم: هذا أنموذج لمساجد المسلمين، وتنال تلك الدول مكاسب سياحية من تلك المساجد كما تنال ذلك من المتاحف ونحوها.
فالمقصود من المسجد هو عمارته بعبادة الله وأداء رسالة التعليم والدعوة فيه، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر ببناء مسجد في المدينة إلا بعد أن دخل الإسلام كل بيت فيها تقريبا، بعث مصعبا رضي الله عنه فعلم الأنصار القرآن والإسلام، وعندما جاء عليه الصلاة والسلام إلى المدينة بدأ ببناء المسجد، وفيه رجال يصلون ويتفقهون، والوحي ينزل عليه فيه، وفيه آخى بين المهاجرين والأنصار، وفيه أمر من عنده مال أن ينفق على من ليس عنده مال، وفيه نظم الجيوش للدفاع عن الدولة الناشئة، وفيه عقد المعاهدات... وعندما بناه بناه من المواد السهلة المتيسرة ولم يزخرفه، بل نهى عن زخرفة المساجد، فلنبن المساجد بالمواد القوية ولتكن جميلة، ولكن دون زخرفة، ولتنفق أموال الزخرفة على تعليم أبناء المسلمين والدعوة إلى الله.
وقد أخبرني بعض المسلمين أن البابا عندما حضر إلى هولندا واحتشدت حوله جماهير النصارى، قال لهم:
لا تخافوا من المسلمين ولا يزعجنكم وجودهم في أوروبا، ولا كثرة مساجدهم، وإذا طلبوا منكم مسجدا فأعطوهم مسجدين!!!
ولكن عليكم أن تجتهدوا في تربية أبنائهم في مدارسكم على حضارتكم المسيحية، فهم بين أيديكم، فإذا فعلتم ذلك أصبح أبناؤهم أوربيين، أما آباؤهم فسينقرضون، وستصبح مساجدهم متاحف لا تقدم ولا تؤخر!.
لهذا يجب أن يعلم المسلمون أن داعية كفؤا، أو كتابا يشرح للناس مبادئ الإسلام شرحا صحيحا بلغة قوية، أو جريدة صغيرة تبلغ بها رسالة الله، تنطلق من غرفة صغيرة يزدحم فيه المصلون، خير من مسجد كبير مزخرف يبنى في أبرز مكان في أوروبا، بدون أن يكون فيه دعاة أكفاء ووسائل يبلغون الناس بها دين الله، وإن مدرسة ابتدائية أو روضة أطفال تحفظ أبناء المسلمين من الذوبان في المجتمع الأوربي خير من مركز كبير يشتمل على كل المرافق بدون دعاة إلى الله ينشرون دين الله.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خيراً ....
وهذا مابدأ ينتشر ...وللأسف ....والحقيقة أن هناك مؤسسة خيرية تحتاج لدعم كطباعة كتيب صغير لايكلف شيئا ً ..
وخاصة أهل أفريقيا فهم في حاجة لنا ...
في حاجة لداعية ...في حاجة ..لكل ماننفقه في غير موضعه ..
شكرا لكم .
وهذا مابدأ ينتشر ...وللأسف ....والحقيقة أن هناك مؤسسة خيرية تحتاج لدعم كطباعة كتيب صغير لايكلف شيئا ً ..
وخاصة أهل أفريقيا فهم في حاجة لنا ...
في حاجة لداعية ...في حاجة ..لكل ماننفقه في غير موضعه ..
شكرا لكم .
الهمة
•
.............. فعلا اصبح الناس لا هم لهم سوى الشكل والمظهر.......
في كل شيء.....
الملبس**********الماكل ****المشرب******المسجد******المنزل******السيارة..
اما المضمون.............فلا ..
اما العلم وبناء العقول...........لا..
اصبحت المطالب دنيئة لان النفس لم تعد تنظر الى العلى فالانصباب يكون على الدنيا والزينة والزخرفة...........
هدى الله المسلمين واعادهم لصوابهم....
في كل شيء.....
الملبس**********الماكل ****المشرب******المسجد******المنزل******السيارة..
اما المضمون.............فلا ..
اما العلم وبناء العقول...........لا..
اصبحت المطالب دنيئة لان النفس لم تعد تنظر الى العلى فالانصباب يكون على الدنيا والزينة والزخرفة...........
هدى الله المسلمين واعادهم لصوابهم....
الصفحة الأخيرة
ولكن عليكم أن تجتهدوا في تربية أبنائهم في مدارسكم على حضارتكم المسيحية، فهم بين أيديكم، فإذا فعلتم ذلك أصبح أبناؤهم أوربيين، أما آباؤهم فسينقرضون، وستصبح مساجدهم متاحف لا تقدم ولا تؤخر!.
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر