المسلمون في أوربا ومسئوليتنا عنهم (26)
حِكَمٌ وابتلاءات..
ولا شك أن لله تعالى حكمة في سيطرة الكفار على بلاد المسلمين برهة من الزمن..
ولعل من حكمته في ذلك أن يؤدب المسلمين ويذلهم لعدوهم، بسبب بعدهم عن دينه..
ويستدرج أعداءه الكافرين ويلقنهم دروساً من بعض عباده المؤمنين الذين يلجؤون إليه وينصرون دينه ويجاهدون عدوه في سبيله..
فيعود المغتصب إلى بلاده صاغراً، برغم قوته وضعف المسلمين..
ثم يعقب ذلك ابتلاء بعض المسلمين بالهجرة إلى بلاد الغرب والبقاء فيها، لينتشر الإسلام في تلك البلدان بالقدوة الحسنة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، إذا ما اهتم المسلمون بذلك وقاموا بما أوجب الله عليهم وعلى نبيهم قبلهم..
كما قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) .
وقال تعالى: (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .
وإذا كنا نحن أبناء هذا الجيل لم نقم بما أوجب الله علينا من نصرة هذا الدين، فإن الله سيذلنا في الدنيا ويجازينا في الآخرة، وسيستبدل بنا غيرنا، ممن يقوم بنصرة دينه بالعلم والعمل والدعوة والجهاد في سبيل الله..
كما قال تعالى: (( إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) .
وقال تعالى: (( هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) .
فقد ابتلى الله المسلمين الوافدين إلى الغرب وذريتهم، فهل يصبرون على دينهم ويبلغونه إلى غيرهم بالقدوة الحسنة والدعوة.
كما ابتلى الله المسلمين في الشعوب الإسلامية بأولئك المسلمين المقيمين في الغرب، هل يهتمون بهم ويعينونهم على التمسك بدينهم..
وابتلى الله أهل الغرب بالمسلمين المقيمين عندهم وغير المقيمين، هل يهتمون بهذا الدين الذي جعل أهله يستقرون ويفدون إليهم ويهجرون أوطانهم ويبنون لهم مساجد ومراكز تعليم ودعوة..
فهل يهتم هؤلاء الغربيون بهذا الدين ويتعرفون عليه فينقذون أنفسهم من النار؟ أو يعرضون عنه عناداً واستكباراً فيصلون جهنم وبئس المصير بعد أن قامت عليهم الحجة،وتبينت لهم المحجة..؟
هل سننجح في الامتحان؟
إنه امتحان من الله لكل الفئات المذكورة، وإننا نحن المسلمين لأولى بالامتحان من غيرنا، فهل سننجح في الامتحان؟
(( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )) .
اعتذار..
وإنني لأعتذر من الإخوة القراء ( زملاء المنتديات الدعوية ) مما قد يحصل من خطأ سواء كان في ( اللفظ والأسلوب ) أو في المعلومات والمعاني..
فهذه الخلاصة مستلة من ثلاثة مجلدات، إضافة إلى قدم المعلومات، وقد جدت في الغرب أمور أخرى، قد لا أكون مواكباً لها كما ينبغي .
تجديد رجاء..
وإنني لأجدد رجائي للإخوة الكرام ( رؤساء المراكز والجمعيات الإسلامية والدعاة وأئمة المساجد في جميع بلدان أوربا الغربية كلها، ولا زال غالبهم أحياء ) الذين التقيتهم وحاورتهم وأخذت منهم بعض المعلومات في تلك الفترة..
ثم طلبت منهم أن يوافوني بما جد عندهم من نشاط ومعلومات، أجدد رجائي في هذه المواقع الدعوية ، أن يوافوني بما طلبت منهم.
فالسلسلة ( في المشارق والمغارب – وقد بلغت 20 مجلداً ) معروضة للطباعة، واحتواؤها المعلومات الجديدة مفيد..
وبريدي الإلكتروني لدى الإخوة في الموقع، يمكن أن يبعث إليهم أي استفسار أو معلومات ليحيلوها إلي..
وأستودعكم الله إلى سلسلة دعوية أخرى..
والله ولي التوفيق ؛؛؛
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️