المشاركة الكاملة.. لبناء الحياة الزوجية

إن بناء الزوجية يشبه بناء منزل حيث أنك تضع الخطط وبعد ذلك تتابع البناء بصورة نشطة. يجب الحذر من الانشغال اليومي وأن تكون عملية البناء جارية بوعي وعندما تتم هذه العملية يستقر الأمر الواقع. كذلك فإن مراقبة البناء تعتبر بحد ذاتها مسلية ومنتجة.

يعتبر الزواج أرقى العلاقات الإنسانية على الإطلاق ويمكن له أن يكون مشاركة كاملة في القلب والروح والعقل والجسد بين الزوجين أو مجرد ترتيبات لحياة مشتركة. وفي الغالب تنحصر معظم الزيجات بين هذين الأمرين ويمكن لأية زيجة أن تستفيد من استخدام بعض الوسائل الجديدة التي تم صقلها لبناء علاقة قوية ونامية.

ومن الأدوات والوسائل لبناء علاقة زوجية متينة ما يلي:

العمل كفريق

على الزوجين أن يتذكرا بأنهما يشكلان فريقا فعندما ينسى الفريق المكون من شخصين أنهما نفس الفريق ويبدأن بالمنافسة فيما بينهما ، فإن لا أحدا منهما يكون رابحا.

الزواج ليس موضوع ربح أو خسارة إنه الانطلاق في نفس الاتجاه. توقفنا قليلا وانظرا بصدق إلى نفسيكما هل أنتما بحاجة إلى كسب كل جدل أو أن تكونا محقين حول خلاف تافه.

تذكرا أنكما فريق واحد وإذا كانت الأشياء لا تهمكم، قوما بطرحها جانبا . أما إذا حصل خلاف فلا مانع من استشارة طرف ثالث، وفكرا دائما أنكما اخترتما بعضكم البعض.

الاستجابة للطرف الآخر

لا تصدر ردة فعل بل استجب للطرف الآخر. فردود الفعل تدل على شخصيتك اكثر مما تدل عليها أفعالك . خذ الوقت الكافي للتفكير قبل إصدار ردة فعل. قم بتقييم السبب الذي حدا بك لذلك وخطط مسبقا لما تريد القيام به في المرة القادمة. كذلك عليك معرفة المواقف التي تحثك على ردة الفعل.

الإطراء والتمجيد

على كل من الزوجين وضع كلمات الشرف والحب الشديد في قلب الشريك الآخر. قولا الحقيقة النابعة من القلب وعلى الزوجة أن تدع زوجها يعلم ما تحبه فيه وأن تؤكد على صفاته الإيجابية.

المشاركة

على الزوجين مشاركة بعضهما البعض في الأشياء قدر المستطاع . عليهما المشاركة في الوقت، الأفكار، الاهتمامات وغيرها. إن هذه الطريقة يجب أن يعمد إليها الزوجان وإلا فإن الحياة ستضعها على الرف.

إن الوقت الذي يقضيه الزوجان معا كفيل بزيادة قوة ارتباطهما. على الزوجين أن يشاهدا برامج تلفزيونية معا وأن يتناولا القهوة أو العصير معا وقضاء بعض الدقائق حتى أثناء قيام أحدهما بعمل معين.
وحتى أن تنظيف الكراج أو المنزل معا يقوي من وشائج العلاقة بين الزوجين.

الاتصال

من الممكن أن يعيش زوجان تحت سقف واحد دون إجراء اتصال بينهما أو بقليل من الاتصال. إن الاتصال طريقة ممتازة لبناء علاقة زوجية متينة ويمكن تحقيقها من خلال عدة طرق. على الزوجين أن يحاولا يوميا الاتصال مع بعضهما سواء كان ذلك اتصال عاطفي، فكري، جسدي أو روحي. فكرا في هذا الشيء.

-الاتصال العاطفي

على كل من الزوجين مشاركة أحدهما الآخر بفكرة تكون أبعد من أمور الحياة اليومية البسيطة. فمثلا كأن يقول الزوج لزوجته أعلم أننا الان في ضائقة مالية ولكن علينا أن نعمل ما يجب أن نعمل من أجل الخروج من هذا المأزق. وعلى الزوجة في هذه الحالة أن تقوم بتشجيع زوجها قدر الإمكان.

-الاتصال الفكري

يستطيع كلا الزوجين مشاركة الآخر في مقالة قرأها في صحيفة أو تعليق على خبر سمعه أو قرأه في كتاب. ويمكن لأحدهما سؤال الآخر عن آرائه والإصغاء إليها. قوما بمشاركة أحدكما الآخر بقصة حصلت معه في أحد الأيام واسألا بعضكما عن رأيه في ذلك.

-الاتصال الجسدي

على الزوجين أن يكثرا من الملامسة غير الجنسية كالعناق السريع، وضع اليد على ذراع الآخر أو التربيت على اليد أو الظهر، إن الملامسة تدل على الحرص والاهتمام وهي من أهم الحاجات الإنسانية الأساسية.

أما ذا أصبحت أشكال الملامسة جميعها إشارة إلى الجنس، قوما بالملامسة فقط خارج المنزل واجعلاها عرضية أو أثناء مرور أحدكما عن الآخر. كذلك عليكما تحديد الوقت للاتصال الجنسي. خططا لذلك ، وعلى الزوجة أن تفعل الأشياء التي يحبها زوجها.

-الاتصال الروحي

ربما لا يقوم الكثير من الأزواج بهذه المشاركة حتى لو كان لديهما نفس الإيمان إن المشاركة الروحية تعطي بعدا ثالثا إلى العلاقة بين الاثنين.