مشاكل الزوجين وتأثيرها على الأبناء ..!
لعلي في مقالي أن اختصر العديد من صفحات الكتب والندوات التي تقام حول هذا المشكلة الأسرية، حول موضوع ( مشاكل الزوجين وتأثيرها على الأبناء ..!! والى متى؟ وما هي الحلول ..؟
ما يصدر من الأبناء عند الكبر من قول .. انتم المسولين عن فشلي..!! انتم الذين تتحملون ما يصدر مني..!! أو غير ذلك من الألفاظ المؤلمــة ..
حيث أن هذه العبارات تتردد على أفواه بعض الأبناء، ولا شك أنها تؤلم قلوب الزوجين حين سماعها كثيرا في حال معاتبتهم على الأخطاء التي تقع، وللأسف أن ما ينعكس على الآباء بعد سماع تلك العبارات ما هو إلا تعصب و حسره وندم الخ ..
العديد من الآباء يتسأل ما هي الأسباب التي وصلت بنا إلى هذه الدرجة ..!؟
في الدرجة الأولى يأتي فشل الآباء في الحوار مع أبنائنا لربما يرجح السبب الأول وهو - الخلافات بين الزوجين - ونتفق جميعا أن الخلافات أمرا طبيعياً بين الزوجين في كل مكان في العالم ، ولكن المشكلة هي أن تكون تلك الخلافات أمام الأبناء ..!! ولا يراعي فيها حدود أداب التعامل بين الزوجين ، فهذا غير مقبول وغير طبيعي، ومما لا شك فيه أن هذا الحال سيؤثر سلبًا على الصحة النفسية للأبناء، وهنا يأتي الخوف للأبناء من تطور هذه الخلافات أو انتهائها بانفصال الزوجين وتفكك الأسرة وهذا بالطبع يؤثر على تحصيل الأبناء ومستواهم الدراسي.
ويأتي بعد ذالك إهمال الابناء …!! يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ‘كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها’ كذلك ‘الرجل في بيته راع ومسئول عن رعيته’.ـ ومن نص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم نفهم أن لكل من الزوج والزوجة دور وتتكامل وتعود منافع هذه الأدوار لرعاية الأبناء وتربيتهم
أما الأب المشغول عن أولاده لأي ظرف كان . والأم المشغولة عن أولادها وعن تربيتهم أيًا كان سبب انشغالها عنهم،فإنهما بذلك يضيعون – الأمانة - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه
تربية الأبناء إنها كآلام الولادة ..!! نعم وهل راى أحداً آمـاً تضرب مولودها ، مع كثرة متاعبه ومشاقة !؟ مستحيل ..! إنما تحتضنه راضية سعيدة فرحه به رغم كل ما يسببه من معاناة.
يجب أن نبحث عن المتعة في تربية الأبناء وخصوصا فترة المراهقة، ولا يمكن أن نصل لهذه المتعة إلا إذا خصصنا وقتاً كافيا لهم .. وأصبحنا كالأصدقاء
وهنا يأتي دور أهمية فهم الآباء لاحتياجات الأبناء نفسيا واجتماعيا وثقافيا ومعرفة خصائص المراحل التي يمرون بها ابتداء من الطفولة إلى سن الرشد, وفهم أهمية الاقتراب من الأبناء واحتواء متغيرات المرحلة لبناء الأبناء وتكامل هويتهم
إن من الأخطاء التي تتكرر في معظم الأسر هي عدم تقبل الأخطاء ومعالجتها بطريقة سليمة تعود بالنفع على الأبناء .. ولكن للأسف أن الزجر والعقاب هو ما ينتظرهم حين وقوع الخطأ ..!! مما يؤدي إلى الكذب في المرات القادمة وتجنبهم الحوار والاحتكاك ومن ثم الاتجاه إلى طرق أخرى لتفريغ ما بدخلهم ..
والعكس تماما أن احتواء الأبناء والتقرب منهم والتعامل معهم كالأصدقاء وتقبل الأخطاء ومعالجتهم بطرق تضمن للأبناء سلامتهم من الزجر والعقاب. سوف يجعل الابن كالكتاب المفتوح أمامهم، أن فترة المراهقة ملئيه بالأخطاء والمشاكل أين كانت في البيت أو المدارسة الخ .. وهنا دور الأب والأم في التعامل معهم بشكل جيد كالصديق الصالح لهم تماماً … سوف يثمر ذلك بإذن الله أن يكونوا زينة الحياة الدنيا امتثالا لقوله تعالي: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا»
ولكي يكون هؤلاء الأبناء زينة للحياة الدنيا وليس عبئا على الآباء ثم المجتمع فإن التنشئة الأسرية المأمولة هي التي تحقق المنهج القرآني للتعامل وللتربية وتحمل المسؤولية من قبل الآباء تجاه هؤلاء الأبناء. والتنشئة الأسرية, كما يعرف الجميع, هي المحطة الاجتماعية للفرد .
بإختصار شديد أن تربية الأبناء هي العكس تماما مما يراه الكثير أنها شاقه وصعبه ..!! فهي بإذن الله سهلة وممتعة ولكن أذا توفرت فيها مطالب كالآتي:
- الرغبة الصادقة في صلاح الأبناء تثمر انشغالاً حقيقيًا بهم ..
- تحديد للهدف المراد تحقيقه في الأبناء..
- علم بقواعد التربية الأساسية وأساليبها لتحقيق الوصول إلى الهدف المنشود ..
- دعاء مستمر صادق للأبناء بالطبع وليس عليهم..
مقتتطفات تخص الموضوع :
في إحصائية ( ل د/الزهراني) يقول أن 95% من مرتادات العيادات النفسية يعانين من الفراغ العاطفي
• بعض الباحثين أكدوا أن الاضطرابات النفسية سببها التعامل القاسي إما سبب الانحرافات فهو إلى عدم وجود الاحتواء العاطفي
• الاحتواء المشروط ( الحب المشروط )
هو أن أحب طفلي لانجازه وهذا مفهوم خاطئ فيجب أن أرسل لابني رسالة أنني احبك لذاتك فعندما تصل هذه الرسالة لابني تجعله يشعر بالطمأنينة والراحة
- كيف استطيع أن احتوي أطفالي عاطفيا ؟
هناك عدة أساليب :
1- التعابير اللفظية : مثل (يالله كم احبك , كم انت جميل/ـة , انت ذكــي / ــة وغيرها
2- التعابير الجسدية : مثل (الابتسامة , التربيت باليد , التقبيل ,القيام من المجلس واستقبال الابناء ) كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته فاطمة رضي الله عنها
3- الاكثار من عبارات الثناء ومحاولة تناسي تكرار السلبيات
4- التعبير السلوكي بالحب : محاولة القرب منهم عندما يخطئون
5- عدم الالحاح على نقاط الضعف
منقووووول

همس البرآة @hms_albra
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️