المشتاقون إلى الجنة ( حارثة بن سراقة)

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذه قصة من أحد أشرطة الشيخ \ محمد بن عبد الرحمن العريفي ... جزاه الله عنا ألف خير ... أنقلها لكم نصا ... فأرجو لكم الفائدة ....
حارثة بن سراقه ....
غلام من الأنصار .... له حادثة عجب ذكرها أصحاب السير وأصلها في صحيح البخاري ...وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس للخروج إلى بدر .... فلما دعاهم إلى ذلك جاء حارثة رضي الله عنه إلى أمه ... وكانت عجوزا قد كبر سنها .. تحبه كأشد ما تحب الأمهات أبنائهن ... تخاف عليه من نسيم الريح إذا مر به .... تخاف عليه من حر الشمس إذا وقف فيها ولو شيئ يسيرا .... فلما وقف بين يديها لو طلب روحها التي بين جنبيها لأعطته إياها .... فلما وقف بين يديها ترجوه أن يتزوج كي ترى أولاده ....
فقال لها : يا أماه ...
فقالت له ما تريد يا بني ....
قال : يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا الناس للخروج إلى القتال وأني خارج معهم ....
فقالت: يا بني إني والله ليشتد علي فراقك .... يا بني فكن عندي ولا تذهب ....
فمازال بها يرجوها ... يقبل رأسها .... يقبل يديها ورجليها .... حتى أذنت له بذلك
فقالت : اذهب يا بني ... فوالله ما أظني أذوق غمضا ... ولا أتلذذ بطعام ولا شراب ... حتى ترجع إلي...
ثم ألبسته ثيابها بيدها ... وشدت عليه سلاحه ...وقبلت جبينه ...ثم مضى بين يديها .... فلما وصل المسلمون إلى بدر... عسكروا عند بئر بدر ... فلما عسكروا ... بدأت فلول الكفار يحضر أولهم ثم اجتمعوا حتى حضر آخرهم ثم كاد أن يبدأ القتال .... فلما تصاف الجيشان ... عمد حارثة رضي الله عنه .....إلى بئر بدر ... فقد أصابه عطش ...فأرا أن يشرب ماء ... فلما وضع يديه في البئر وأراد أن يخرج ماء يبل به هذا العطش .... فإذا بصحابي رجل مسلم من بني النجار يحرس البئر ... خوفا من أن يأتي أحد من الكفار فيؤذي المسلمين أو يضع شيئ يضرهم في الماء....فلما رأى حارثة مقبلا إلى البئر ... ظنه واحدا من الكفار ... فقال أعوذ بالله هذا الكافر يريد أن يفسد علينا البئر ... فأخذ سهما ثم وضعه في كبد القوس ... ثم أطلقه بقوة على حارثة ....فوقع في نحره ... فلما وقع في نحره ... صاح حارثة من حر ما وجد .... ثم وقع على الأرض ... فصاح بالناس أغيثوني ....ولا يكاد يستطيع الكلام ...فلم يغثه أحدا ... إذ قد ظنوه من الكفار ... ثم حاول أن يخرج هذا السهم ...فإذا بجسده يتقطع مع السهم ... ثم سبح في دمائه ... ولا زال كذلك حتى مات...فلما مات أقبل إليه ذلك الحارس ينظر إلى خبره ... فإذا هو حارثة ابن سراقة ... فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ...فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فعفى عنه ....ثم لما رجعوا إلى المدينة ...إقبلت جموع المؤمنين ...كان النساء والأطفال والعجائز ينتظرون عند مدخل المدينة في حر هذه الشمس ...وزحر هذه الرمضاء... النساء تنتظر أزواجها ...والأطفال ينتظرون ابائهم..... والعجائز تنتظر اولادها ... وكان من بين هؤلاء الجموع ....عجوز ثكلاى كبدها حرى تنتظر مقدم ولدها .... فلما دخل المسلمون المدينة ...بدأ الأطفال يتسابقون إلى ابائهم ...والنساء تسرع إلى أزواجها ....والعجائز تسرع إلى أولادها ... وأم حاارثة تنتظر إقبال ولدها ....أقبلت الجموع تتتابع ....جاء الأول ثم الثاني ثم الثالث...والعاشر ...والمئة والمئتان ...ولم يحضر حارثة ابن سراقة ....وأم حارثة تنظر وتنتظر... تحت حر هذه الشمس ... تترقب إقبال فلذة كبدها ... وثمرة فؤادها ... كانت تعد الأيام في غيابه عدا ... بل تعد الساعات وتتلمس الأخبار ... وتصبح وتمسي وذكره على لسانها ...تسائل عنه كل غاد ورائح ...وتومئ إلى أصحابه وتسلم....
فلله كم من عبرة مهراقة ... وأخرى على أثارها لا تقدم ...
وقد شرقت عين العجوز بدمعها .....وتنظر من بين الجموع وتكتم .....
وكان إذا ما شدها الشوق والجوى .. وكاد عرى الصبر الجميل تفصم ...
تذكر نفسا بالتلاقي وقربه ...وتوهمها لكنها لا توهم.....
وكم يصبر المشتاق عن من يحبه ....وفي قلبه نار الأسى تتضرم ....
كان الأسى يتضرم في قلبها ... فترقبت العجوز ولدها ....فلم تره بين هذه الجموع .. فأمسكت واحدا من الصحابة القادمين ..ثم قالت له : أتعرف حارثة بن سراقة ...
قال : نعم ما تكونين له ....
.فقالت له : أنا أمه ... أنا أم حارثة ...
.قال: أنت أم حارثة ؟
قالت : نعم.....
فقال: احتسبي ولدك لقد قتل ...فلما سمعت قتل ... تذكرت الجنة وما أعد الله للشهداء فيها
فقالت : الله أكبر ... شهيد يشفع لي بالجنة ...
فقال لها : شهيد؟... ما أظنه شهيدا ...
.فقالت: لم؟ ما قتله الكفار؟ ....
قال: لا ....
فقالت: ما استشهد وهو يحارب الكفار؟ ...
قال : لا ...
فقالت: ما قتل وهو يجول بين المسلمين والكفار ...
قال: لا ....
فقالت ما قتل وهو يرفع راية الإسلام ويذب عن حماه ؟
قال : لا ....
فقالت: إذا كيف قتل؟أين ولدي حارثه؟ ...
قال: إن ولدك حارثه قد قتل قبل أن تبدأ المعركة أصلا... والذي قتله رجل من المسلمين ... وإن ولدك حارثه لم يحضر شيئا من القتال ...
قالت: ماذا تعني؟؟؟ ولدي حارثة ليس شهيدا ؟؟
فرد عليها : ما أظنه شهيدا ! ولكن لعل الله أن يدخله الجنة...
.فلما سمعت العجوز ذلك قالت: أين رسول الله ؟؟
فقال لها : هو ذاك مقبل ...
فتحركت الأم الثكلى تجر خطاها ... فلما وقفت بين يديه صلى الله عليه وسلم قال: من؟؟
فقالت له : أنا أم حارثه.
فقال لها :ما تردين يا أم حارثه؟
فقالت : يا رسول الله ... قد علمت بحبي لحارثه ....وقد علم الناس بحبي لحارثه ... يا رسول الله قد بلغني أن حارثة قد قتل ... يارسول الله أخبرني أين حارثة الساعة ؟؟الآن أخبرني أين ولدي؟؟إن كان في الجنة صبرت وإن كان في الأخرى فليرين الله ما أصنع تعني من النياحة والبكاء ولم تكن حرمت بعد.
فنظر لها الرسول (ص) وقال : ما قلت يا أم حارثه ؟
فقالت وهي تدافع عبراتها : ما سمعت يا رسول الله. إن كان في الجنة صبرت وإن كان في الأخرى فليرين الله ما أصنع....
فنظر الرحيم الشفيق إليها فإذا هي عجوز قد هدها الهرم والكبر وأضناها التعب وقل الصبر ... قد طال شوقها إلى ولدها وقد كبر سنها ورق عظمها وأحدودب ظهرها ويبس جلدها واحتبس صوتها في حلقها ... وهي تنظر ماذا يجيبها الذي لا ينطق عن الهوى ....
فلما رأى رسول الله (ص) ذلها وإنكسارها وفجيعتها في ولدها ....
قال : ما قلت ؟ .....
فقالت هو ما قد سمعت ....
فقال : ويحك يا أم حارثه !! ويحك يا أم حارثة ... أهبلت ...أوجنة واحده ؟؟! ...إنها جناااااااااان ... وإن حارثه قد أصاب الفردوس الأعلى ... إنها جناااااااااان ... وإن حارثه قد أصاب الفردوس الأعلى .....فلما سمعت العجوز هذا الجواب ... جف دمعها وعاد صوابها
فقالت : يا رسول الله ... في الجنة ؟؟
قال : نعم .
فقالت : الله أكبر ...
فرجعت ... والتزمت بيتها .... ترتقب أن يجمعها الله بولدها ... دون طلب غنيمة أو مال ...

تحياتي لكم .. ولكم مني جزيل الشكر ...
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

توكه
توكه
جزاك الله خيرا
ام اسيل 28
ام اسيل 28
الله اكبر الفردوس العلى ياالله هنئينا لك ياحارثه فقد شهد لك سيد الخلق انك فى الفردوس الاعلى
أمجاد ومنار
أمجاد ومنار
الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه

يااااااااارب انك تعطينا وتعطي كل مسلم يارب

واجعلنا من اهل الفردوس الاعلى يارب
هوى ينبع
هوى ينبع
يجزاك الله الف خير
ربى يعطيك الف عافيه على هالطرح
موفقه يارب.
ام عبدالملك وعزام
جزآك آلله خــيـرر ..