المشتاقون الى الجنه (قصة ابي قدامه مع امراه من الرقه)

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
هذي قصه من شريط المشتاقون الى الجنه للشيخ محمد العريفي:قال ابن الجوزي في كتابه (صفة الصفوه) :عن رجل من الصالحين اسمه ابو قدامة الشامي
كان رجلا قد حبب اليه الجهاد والغزوفي سبيل الله...
جلس ابو قدامة يوما في الحرم المدني فسأله رجل عن اعجب ما رأى من الجهاد والغزو
فقال ابو قدامه: خرجت يوما مع اصحاب لي الى الرقه لنقاتل بعض المشركين في الثغور
فلما نزلت فيها اشتريت منها جمل حتى احمل عليها سلاحي ووعضت الناس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد
فلما جن علي الليل اكتريت منزلا ابيت فيه فلما ذهب بعض الليل فاذا بباب المنزل يطرق علي فعجبت عجبا
شديدا فأنا رجل غير معروف في هذه البلاد فمن اللذي يطرق علي الباب؟؟؟
فلما فتحت الباب وانا وجل فاذا بامرأه متحصنه عفيفه . فلما رأيتها فزعت منها وقلت يا امة الله
ما تريدين ؟؟ فقالت اانت ابا قدامه قال نعم قالت اانت الذي جمعت الاموال للجهاد في سبيل الله قلت نعم
فلما نطقتها دفعت الي رقعه وخرقه مشدوده ثم انصرفت باكيه قال فعجبت من شأنا والخرقه بين يدي
فنظرت في الرقعه فاذا مكتوب فيها يا ابا قدامه انك قد دعوتنا اليوم الى الجهاد وانا امرأه لا قدرة علي على ذللك
ولم اجد مال ازودك به لتذهب به الى المجاهدين فقطعت اجمل ما في فهما ظفيرتاي وصنعت منهما شكالا يربط بهما الفرس
وانفذتهما اليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله تعالى اذا رأى شعري قيد فرسك في سبيله ان يغفر لي قال ابو قدامه فعجبت من حرصها
فجعلت هذه الخرقه في متاعي فلما اصبحنا وصلينا الفجر خرجت انا واصحابي من الرقه فلما بلغنا حصن مسلمه بن عبدالملك فاذا بفارس
يصيح وراءنا وينادي يقول يا ابا قدامه قف علي يرحمك الله قال فقلت لاصحابي تقدمو وانا ارجع انظر في خبر هذا الفارس فلما رجعت
بدأني هو بالكلام وقال الحمدلله اللذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباا الى اهلي
قال فقلتما تريد رحمك الله قال اريد الخروج معكم للقتال فقلت له اسفر عن وجهك فان كنت كبيرا يلزمك القتال قبلتك وان كنت صغيرا لا يلزمك الجهاد
رددتك فكشف اللثام عن وجهه فاذا بوجه كمثل القمر فاذا هو بشاب غلام عمره سبعةعشر سنه فقلت له يا بني عندك والد؟؟؟ فقال ابي قد قتله الصليبيون وانا خارج اقاتل الذين قتلو ابي
فقلت له اعندك والده قال نعم فقلت له ارجع لها فاحسن صحبتها فان الجنة تحت اقدام الامهات فتعجب مني وقال سبحان الله !اما تعرف امي؟؟
فقلت لاوالله ما اعرفها قال امي هي صاحبة الوديعه قلت اي وديعه قال امي هي صاحبة الشكال قلت اي شكال قال سبحان الله ما اسرع مانسيت
اما تذكر المرأه التي اتت اليك البارحه واعطنك الكيس والشكال قال ابو قداحه قلت بلى ما خبرها قال تلك والله امي امرتني ان اخرج الى الجهاد واقسمت علي الا ارجع اليها
وقالت لي يا بني اذا لقيت الكفارفلا تولهم الادبار وهب نفسك لله واطلب مجاورته ومساكنت ابيك واخوالك في الجنه فاذا كتبت لك الشهاده فاشفع في ثم ضمتني الى صدرها
ورفعت بصرها الى السماء وقالت الهي سيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته اليك فقربه من ابيه واخواله ثم قال ابو قدامه فعجبت والله من قوله
ثم عاجلني بقوله فسألتك بالله يا عمي الا تحرمني الغزو في سبيل الله معك اناإن شاء الله الشهيد ابن الشهيد
فاني حافظ لكتاب الله عارف بالفروسية والرمي فلاتحقرني لصغر سني فلما سمعت ذلك منه لم استطع ان ارده فلما اخذناه معنا فما رأينا انشط منه وهو في كل احواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله ابدا
فنزلنا منزلا لما قربنا من الثغور وكنا صائمين فاردنا ان نطبخ فطورنا وعشاءنا فاقسم الغلام الا يطبخ الفطور الا هو فاردنا ان نمنعه عن ذلك لانه تعب من طول الطريق
فلما نزلنا قلنا له تنحى عنا قليلا حتى لا يؤذينا دخان الحطب قال فجلسنا ننتظر الغلام فابطا علينا شيء يسيرا فقال اصحابي اذهب وانظر في امر صاحبك فقد ابطأعلينا كثيرا
وما هذابصنع فطورولا طعام قال فلما توجهت اليه فاذا لغلام قد اشعل النار على الحطب ووضع القدر على النار ثم غلب عليه التعب والنوم ووضع رأسه على حجر ثم نام
فلما رأيته كرهت ان اوقضه وكرهت ان ارجع الى اصحابي بدون الفطور فلما رأيت حاله كذلك قلت في نفسي انا اكمل الفطور لاصحابي واسارق الغلام النظر في ذلك فبينما انا انظر الى الغلام اذ لاحظت انه بدأيتبسم ثم اشتد تبسمه
ثم بدأ يضحك ثم اشتد ضحكه ثم استيقظ من منامه قال فلما رأيت الغلام على ذلك عجبت والله !!!
قال فلما استيقظ ورآني فزع الغلام وقال ياعمي ابطئت عليكم قلت ما ابطأت علينا قال دع عنك صنع الطعام انا اصنعه لكم انا خادمكم في الجهاد قلت له لا والله لا تصنع فطورا ولا طعاما حتى تحدثني بالذي جعلك في منامك تضحك
وما الذي جعلك تتبسم هذا امر عجيب فقال يا عمي هذه رؤيا رأيتها فقلت له بالله عليك ما هذه الرؤيا فقال ي عم دعها بيني وبين الله تعالى قلت له اقسمت بالله عليك ان تحدثني بما رأيت فقال الغلام رأيت يا عمي في منامي اني قد
دخلت الى الجنه فاذا هي في حسنها وبهائها وجمالها كما اخبر الله عزوجل في كتابه فبينما انا امشي فيها وانا في عجب شديد من حسنها وجمالها اذ رأيت قصرا يتلألأانوارا لبنه من ذهب ولبنه من فضه واذا شرفاته من الدر والياقوت والجوهر
وابوابه من ذهب واذا ستور مرخيه على شرفاته واذا بجوار يرفعن الستور وجوههن كالاقمار قال فلما رأيت حسنهن اخذت انظر اليهن واتعجب من حسنهن وجمالهن قال فاذابجارية كاحسن ما انت رائي من الجواري تحدث صاحبتها التي عن يمينها وتشر الي
وتقول هذا زوج المرضيه هذا زوج المرضيه يقول وانا لا ادري من هي المرضيه فسألته هل انت المرضيه فقالت انا خادمه من خدم المرضيه تريد المرضيه ادخل الى القصر تقدم يرحمك الله قال فاذا في اعلى القصر غرفه من الذهب الاحمر عليها
سرير من الزبرجد الاخضر قوائمه من الفضه البيضاء عليه جاريه وجهها كأنه الشمس لولا ان الله ثبت علي بصري لذهب عني ولذهب والله عقلي من حسنها وجمالها ومن بهاء السرير وجمال الغرفه قال فلما رأتني الجاريه بدأتني بالحديث
فقالت مرحبا بولي الله وحبيبه انا لك وانت لي قال فلما رأيتها وسمعت كلامها اقتربت منها فلما كدت ان اضع يدي عليها قالت لي يا خليلي يا حبيبي
ابعدالله عنك الخنا وموعدنا معك غدا بعد صلاة الظهر قال فتبسمت من ذلك وفرحت منه قال ابو قدامه فلما سمعت ذلك قلت له رأيت خيرأإن شاءالله قال ابو قدامهثم اننا اكلنا فطورنا ثم ركبنا على دوابنا ومضينا الى اصحابنا المرابطين في الثغور
قال فلما نزلنا عندهم وبتنا عندهم قمنا وصلينا الفجر ثم حظر العدو وقام قائدنا واصطف جيوشنابين يديه ثم تلا علينا صدرا من سورة الانفال وذكرنا باجر الجهاد في سبيل الله واجر الشهاذة في سبيلهفما زال يحثنا على الجهاد والقتال قال فبينما
انا اتأمل في الناس حولي فاذا بكل واحد منهم يجمع حوله اخوانه واقربائه اما الغلام فليس له احد فأخذت ارقبه وانظر في حاله فلما نظرت فاذا الغلام في نقدمة الجيش فاخذت اشق الصفوف مشيا اليه فلما وصلت اليهقلت له يا بني الك خبره بالقتال
قال لا هذه اول معركه اقاتل الكفار فيها فقلت له يا بني ان الامر على خلاف ما في بالك ان الامر قتال وان الامر دماء وصهيل وجولان ابطال ورمي نبال
فكن في اخر الجيش فان كان نصر انتصرت معنا وان كانت هزيمه لم تكن اول المقتولين فنظر الي عجبا وقال انت تقول لي ذلك قلت له نعم انا اقول لك ذلكفقال يا عم هل تريدني ان اكون من اهل النار فقلت معاذ الله لا والله فما جئنا من الجهاد الا هربا من الناار
وطلب للجنان قال فقال لي ان الله سبحانه يقول( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ-وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
هل تريدني ان اوليهم الادبار فيكون مأواي جهنم
قال ابو قدامه فعجبت من حرصه فقلت يابني ان الايه مخرجها على غير كلامك فأبى ان يرجع فأخذت يده اجبذه حتى ارجعه الى اخر الصفوف فجعلى يجبذ يده مني ثم بدأت الحربفحالت الخيل بيني وبينه
فلما بدأالقتال جالت الابطال ورمي النبال وجردت السيوف وكسرت الجماجم واشتد علينا القتال حتى اشتفل كل منابنفسه حتى زالت الشمس ودخل وقت صلاة الظهر ثم هزم الله تعالى الصليبيين قال فلما هزمهم اجتمعت مع اصحابي ثم صلينا الظهروبعدها بدأ كل واحد من الناس
يبحث في اقربائه واحبابه اما الغلام فلا احد يسأل عنه ولا ينظر فيخبره بينما الحال على هذا قلت والله لانظرن في خبره لعله مقتول او جلريح او لعل اولائك الكفار قد اخذه اسير وذهب به معهم لما هربو وولو الادبار فبدأت امشي بين القتلى والجرحى واتلفت بينهم انظر فبينما انا على ذلك
اذ سمعت صوتا يصيح من ورائي ويقول ايها الناس ااتو لي بابي قدامه فالتفت الى مصدر الصوت فاذا الجسد جسد الغلام واذا الرماح قد تسابقت اليه والخيل قد وطأت عليه فأقبلت اليه وانطرحت بين يديه ثم صرخت بأعلى صوتي
ها انا ابو قدامهفقال الحمدلله اللذي احياني الى ان اوصي اليك فسمع مني وصيتي يا عم اقسمت علسك اذا انا مت ان ترجع الى الرقهثم تبشر امي ان الله قد تقبل هديتها اليه وان ولدها قد قتل في سبيل الله مقبل غير مدبر
وان الله ان كتبني من الشهداء فاني ساوصل سلامها الى ابي واخوالي في الجنهثم قال ياعمي اني اخاف الاتصدق امي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدم فان امي اذا رأتها صدقت اني مقتول وقل لها ان الموعد الجنه ***** اللله تعالى
يا عمي انك اذا رجعت الى بيتنا ستجد اخت لي صغيرهعمرها تسع سنوات ما دخلت المزل الا استبشرت وفرحت وما خرجت من المنزل الا بكت وحزنت وقد فجعت بمقتل ابي عام اول وبمقتلي هذا العام وانه لما رأت ثياب السفر علي قالت لا تبطئ علينا
فاذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات وقل لها يقول لكي اخوكي الله خليفتي عليكي قال ابو قدامه ثم تحامل الغلام على نفسه وضعف صوته فلم اعد افهم شيئا مما يقول ثم تحامل على نفسه وقال يا عمي صدقت الرؤيا والله والله اني لارى المرضيه
الآن عند رأسي واشم ريحها قال ثم انتفض صدره وتصبب العرق من جبينه ثم شهق شهقات حتى مات الغلام بين يدي
قال ابو قدامه فأخذت بعض ثيابه التي فيها الدم وجعلتها في كيس ثم دفناه ولم يكن عندي هم اعظم من ان ارجع الى الرقه وابلغ وصيته الى امه قال ورجعت الى الرقه وانا لا ادري ما اسم امه ولا اين مسكنهم ومأوام
فبينما انا امشي في طرقات الرقه اذ وقفت الى منزل قد وقفت عند بابه فتات صغيره عمرها تسع سنوات ما يمر بها احد ترا عليه اثر السفر الا سألته وقالت ياعممن اين اقبلت فيقول لها اقبلت من الجهاد فتقول لهم معكم اخي فيقول لها ما ادري من اخوكي وكذلك الثاني
والثالث والعاشر ثم لما لم تسمع منهم جوابا بكت وقالت مالي ارى الناس يرجعون واخي لا يرجع فلما رأيت حالها كذلك اقبلت عليها فلما رأت علي اثرالسفر وبيدي الكيس قالت لي يا عم من اين اقبلت فقلت اقبلت من الجهاد قالت معكم اخي قلت اين امكي قالت امي بالداخل
قلت قولي لها تخرج الي قال فلما خرجت الي العجوز فاذا هي متلفعه بجلبابه فلما سمت صوتي وسمعت صوتها قالت لي يا ابا قدامه اقبلت مبشرا ام معزيا قلت مبشرا ان ولدك قد قتل في سبيل الله مقبل غير مدبر فقالت ما اضنك صادقا قال وهي تنظر الى الكيس
والطفلة تنظر الينا ففتحت الكيس ثم اخرجت الثياب الينا يتساقط منها الدم فقلت لها اليست هذه ثيابه؟؟
فلما رأت ذلك قالت الله اكبر وفرحت اما الصغيره فشهقت ثم وقعت على الارض وما زالت تشهق حتى ماتت فلما ماتت امسكت امها بيدها ثم جرتها داخل البيت ثم اغلقت الباب في وجهي ثم سمعتها تقول اللهم اني قد قدمت زوجي واخواني وولدي في سبيلك
اللهم فلعلك ان ترضا عني وان تجمعني بهم في جنتك .
5
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شووخ الهدا
شووخ الهدا
اللهم
بلغنا ليلة القدر و خيرها
ياأمة الاسلام
الله يجزاك خير على نقل القصة 

الاية يوجد بها أخطاء إملائية 
أم محمد1433
أم محمد1433
تم تعديل الآيه شكرالمروركم
ملكة بحياتي
ملكة بحياتي
جزاك الله خيرا على القصة وهي جدا ماثره اللهم ارزقنا واياكم قيام ليلة القدر وحسن الخاتمة اللهم امين