~ الســلآم عليكم ورحمة الله وبركـــآته ~
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
"
نجح فن العمارة الإسلامية في تحقيق التوازن التام بينالجوانب المادية والمشاعر الروحانية، من خلال مجموعة من القواعد والأسس والتراكيبالتي توصل إليها كل من المعماري والفنان المسلم، وأمكنه من خلالها حل مشاكل البناءبحلول فعالة، متوائمة تماما مع عقيدته الدينية السمحة، وبما يحافظ على القيموالتقاليد الاجتماعية، مع توظيف معطيات بيئته، أو جلب ما لم يكن متوافرا في بيئتهوتصنيعه وتعديله حتى يتوافق مع قيمه وبيئته. ولقد حقق معالجة فعالة في مجالتقنين الضوء باستخدام (المشربية) أو (الروشان) أو (الشنشيل)
وتعد المشربية كمظهر منمظاهر العمارة الإسلامية جاء متوافقا مع الظروف المختلفة للمجتمع الإسلامي،والمقصود بالمشربية ذلك الجزء البارز عن حوائط جدران المباني التي تطل علىالفناء الأوسط للمنازل الإسلامية بغرض زيادة مساحة سطح الأدوارالعليا، ويستند هذا الجزء البارز إلى (كوابيل) و (مدادات) من الحجر أو الخشب تربطالجزء البارز من المبنى، بينما تغطى الجوانب الرأسية الثلاثة لهذا الجزء البارزبحشوات من الخشب الخرط المكون من (برامق) مخروطية الشكل، دقيقة الصنع تجمع بطريقةفنية بحيث ينتج عن تجميعها أشكال زخرفية هندسية ونباتية أو كتاباتعربية
وسميت المشربية بهذا الاسم لوجود صلة وثيقة بين هذا الجزء من المبنى وبين أواني الشراب (القلل الفخارية) التي كانت توضع بها. وقد اتسع مدلول هذا المسمى (المشربية) ليشمل كل الأحجبة الخشبية المنفذة بطريقة الخرط والتي كانت تغطى فتحات النوافذ أو تفصل بين أجزاء المبنى المخصصة للرجال وتلك المخصصة للنساء، سواء كانذلك في المنازل أو في المساجد.
وتعرف المشربية في بعض بلدان العالم الإسلامية باسم (روشن أو روشان) وهي تعريب للكلمة الفارسية (روزن) وتعني الكوة أو النافذة أوالشرفة، والشكل لم يختلف إلا في بعض الجزئيات البسيطة التيأضفت على شكل المشربية طابعا مميزا وخاصا بكل بلد من بلدان العالم الإسلامي
وقد وصل فن المشربية درجة كبيرة من الإتقان في مصر خلال العصرالمملوكي، ويظهر ذلك بوضوح في القاطوع الخشبي المنقول من مدرسة السلطان حسن إلىمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة
يوفر نظام المشربية مزايا عديدة فهي تتيح لأهل المنزل رؤية من في الخارج بدون أن يراهم أحد،وذلك لاختلاف كميات الضوء داخل المشربية عن خارجها إذ إنه أقل في الداخل بكثير عنالخارج، ويوفر ذلك خصوصية لأهل المنزل.
كما أن التكوين الهيكلي والزخرفي للمشربية يتفق تماما مع الظروف المناخية لمعظم بلدان العالم الإسلامي والذي تسوده في معظم فصول السنة شمس ساطعة،وتعد المشربية من أحسن الحلول لهذه المظاهر الطبيعية، إذ إن الفتحات الضيقة التيتتخلل قطع الخرط تتحكم في كمية الضوء النافذ إلى الغرفة المقامة عليها المشربية،وتعمل بذلك على تلطيف درجة الحرارة من خلال النسيم الذي يمر من بين هذه الفتحات
** ** ** ** ** ** **
انتشرت المشربيات بشكل كبير في الشام والعراق وفي كل من مصر والمغرب والجزء الشمالي من افريقيا ، ومنطقة الحجاز بالجزء الغربي من المملكة العربية السعودية ، فقد أصبحت المشربية من العناصر المعمارية التي استوحاها الفنان المسلم من الدين الاسلامي ، وذلك لما تتميز به من الحفاظ على الخصوصية للأسرة المسلمة .
تاريخ المشربية :
بدأت صناعة المشربية الخشبية ماقبل القرن السادس الهجري 11م في مصر ، وذلك لتقدمها في النجارة والمشغولات الخشبية ، وبعدها ازدهرت صناعة المشربيات في كثير من بلاد العالم الإسلامي في القرنَين السابع والثامن الهجري ، وواصلت انتشارها واختلاف اساليب صناعتها بعد ذلك ، ويعتبر العصر المملوكي والعصر العثماني فترة ازدهار صناعة المشربيات حتى وصلت لليمن بصنعاء ، وكانوا يطلقون عليها اسم الشبابيك التركية وذلك لانهم استخدموا الخشب في صناعتها ، فمن قبل كانوا يستخدمون الحجر .
مميزات المشربية :
أهم مايميز المشربية الوحدة والتنوع ، فهذه المميزات من خصائص الفن الإسلامي فقد كانت زخرفتها متنوّعه مابين الزخرفة الهندسية والزخرفية النباتية ، فالفن اللإسلامي له روح وعبق خاص نستطيع تمييزه من بين الفنون الأخرى ما جعله يحتل مكانة مرموقه بين الفنون التطبيقية المختلف
أيضاً تتميز المشربية بحرص الفنان المسلم على التصميم الجمالي وكيفية الاستفاده منه بنفس الوقت ، فتصميم المشربية يخدم صاحبها بدخول ضوء الشمس والهواء ، وأيضاً ضبط الرطوبة التي يجلبها تيار الهواء وذلك بامتصاص الخشب لهذه الرطوبه .
وتفضل د/ محرم خليفة بصوّر لمشربيات بمنظرها الخارجي وهذه صوّر توّضح المشربية من الداخل
تأثر العمارة الأوروبية حديثاً بالعمارة الإسلامية :
كما هو معروف يوجد في باريس عاصمة فرنسا ( معهد العالم العربي ) وهذا المعهد هو مركز ثقافي يهدف للتعريف بالثقافة العربية ونشرها ، ونرى انه تأثر بشكل كبير بالعمارة الإسلامية من ناحية الهندسة العمرانية ، بما أنه مركز للثقافة العربية فتلاقت الحضارتين العربية والفرنسية بشكل ملحوظ ، فقد أتخذ المبنى الطابع الغربي الحديث بحضور طابع عربي مميز ، فالواجهة الشمالية تشبه مرآة تعكس الأبنية المواجهة له ، فى حين تمتزج التقنية الأوروبيةبالتراث العربي من خلال الواجهة الجنوبية التي صممت بمئتين وأربعين مشربية تُفتح وتُغلق حسبكمية الضوء الساقط عليها بفضل عدد من الخلايا المتأثرة بالضوء ، حتى أصبح تحفة هندسية معمارية يلتقى فيها الشرق بالغرب .
صورة خارجية لمعهد العالم العربي بباريس يتّضح فيها المشربيات متخذّه شكل مربعات وعددها 240 مشربية
صورة داخلية لمكتبة معهد العالم العربي في باريس توّضح إضاءة الشمس من خلال المشربيات
إحدى المشربيات بشكل مقرّب يتّضح فيها التقنية تُفتح وتُغلق حسبكمية الضوء الساقط عليها
هذه لمحة عن احدى عناصر العمارة الإسلامية القيّمة التي تتجلى فيها مظاهر الإبداع والتميّز الفني الذي يميزها عن غيرها من الفنون .
ريحانة البستان @ryhan_albstan
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تشهد هذه الصور
على جمـآل الطرآز العربـي والإسلآمـي وتفوقـه جمآلياً على غيرهِ
مـن التصـآميمـ الأوروبية الحديثة ..
ولـه أحآسيس نفسيـة تفـوق غيرهـ من فنون العمـآرة العالمية ..
والمشربيآت جزء من هـذا الفن الإسلامي الرآقـي
نتمنـى عودته إلى منآزلنـآ الغارقة في لجـة التقليـد !
..
يتبـع
ريحانة البستان :تشهد هذه الصور على جمـآل الطرآز العربـي والإسلآمـي وتفوقـه جمآلياً على غيرهِ مـن التصـآميمـ الأوروبية الحديثة .. ولـه أحآسيس نفسيـة تفـوق غيرهـ من فنون العمـآرة العالمية .. والمشربيآت جزء من هـذا الفن الإسلامي الرآقـي نتمنـى عودته إلى منآزلنـآ الغارقة في لجـة التقليـد ! .. يتبـعتشهد هذه الصور على جمـآل الطرآز العربـي والإسلآمـي وتفوقـه جمآلياً على غيرهِ مـن التصـآميمـ...
.. نتآبـــع ..
يتبــع
أرجو عدمـ الرد حتى أنتهـي ^^
يتبــع
أرجو عدمـ الرد حتى أنتهـي ^^
ريحانة البستان :.. نتآبـــع .. يتبــع أرجو عدمـ الرد حتى أنتهـي ^^.. نتآبـــع .. يتبــع أرجو عدمـ الرد حتى أنتهـي ^^
.. نتآبـع ..
يتبــع
يتبــع
الصفحة الأخيرة
انا مررررررة احب المشربيات..بس مشكلتهم تكلفتهم غالية جدا..
سألت مره عنها والخامة المنيوم فكانت التكلفة 2500 للمتر..وعلى حسب النقش توصل 4000 للمتر...!!