ربما ان اختك مرت بظرف عصبي قوي ولم تقفوا بجنبها مما اثر عليها وعلى تصرفاتها ! !
والا كيف ان امك تضرب فتاة عمرها 27 سنه ؟؟
وكسف تخرج هذه الفتاة من البيت دون استئذان وترجع متأخرة ؟؟ من يسمح لها بذلك ؟؟
هل ولي امرك موجود ؟؟؟
اختك بلا شك تحتاج من يقرأ عليها عدة ايام .. وكذلك تحتاج طيبي نفسي بشكل عاجل ومتابعه مستمرة ايضا ..


بداية أشكرك وأقول لك جزاك الله خير على اهتمامك بأختك .
أختي .. مسلمة ..
بعد الحاجات الضرورية لبقاء الإنسان .. كالهواء والماء والطعام ..
تأتي أمور ضرورية مباشرة , في طلب كل إنسان ,
منها الإحساس بالأهمية . وتتمثل في خصلة اجتماعية راقية وهي ( الاحترام ) ..
فلا توجد حياة اجتماعية سليمة , ولاحياة أسرية سعيدة ,
بدون توفر هذا العنصر الثمين :
الاحترام ..
و في تحليلي لشخصية أختك ( حسب ما ذكرت ) والله أعلم ..
أنها تفتقد وبقوة لهذا الجانب وبخاصة من والدتك حفظها الله . فضلاً عن حنانها .
الذي يشعرها بالثقة والأمان الكفيلان بعد الله بتوازن مشاعرها واعتدال سلوكها .
أختي .. أنا هنا لا أوافقها البتة في عصيانها لوالدتك ..
ولكننا نحاول أن نبحث عن السبب لنجد الحل.
فأختك ( هدانا الله وأياها ) عمرها 27 سنة .. ووالدتك تضربها ..
يعني هذا أن الحوار الطبيعي بين أمك وأختك مقطوع .
وإن كان يصل إلى الضرب وفي هذا العمر الكبير,
فيعني .. أن قبل هذه المرحلة عصيان من أختك يتبعه سباب وذم وتوبيخ وتحقير من الوالدة لأختك ..
يوحي كل هذا لأختك بكره أمك لها وعدم محبتها لها .. وهذا ما صرحت لك به ..
وخاصة إذا كانت تعاني أختك من صغرها بتفضيل إخوانك عليها وعدم العدل بينهم .
كل تلك الأسباب مجتمعة وغيرها .. جعل أختك تكره والدتك ..
وتنفر من البيت وتهرب إلى حيث من تجد نفسها عندهم وهم صديقاتها ..
لأنها تجد منهم الاهتمام وإشعارها بوجود الذات .
وأما قولك ..( ترجع الى البيت في ساعة متأخرة )
فهذا يدل بشكل كبير على هروبها من جو البيت ورفضكم لها وخاصة والدتك .
وأما قولك ..
( وأمر اخر هو كثرة جلوسها في غرفتها فأحيانا يمضي اليوم واليومين ولا أراها مع إننا في بيت واحد )
يدل على وجود الانفصال الاجتماعي والأسري والعاطفي بينها وبينكم .
فتلجأ إلى الوحدة التي تجد فيها ملاذاً عن التهميش والتغريب الأسري الذي تعانيه .
أختي ..
كلنا ذو خطايا ..
وخطيئة أختك تأخيرها في الصلاة ..
وتحتاج هنا إلى تذكيرها بالحسنى والتلطف معها ..
مع الدعاء لها بالهداية .. والرجاء برحمة الله .. فهو قادر سبحانه ان يغير حالها .
وأما إطالة الصلاة دليل على رغبتها في الخير ..
ولاشك أنها تلجأ بتلك الإطالة إلى توثيق صلتها بالله ..
فقد ترى أنها مظلومة منذ صغرها .. وهذا ما يجعلها تبرر عصيانها لوالدتك..
دون شعورها بالذنب نحو والدتك ..
وتجد ان قربها إلى الله يمحو عنها الذنوب .. ويثبتها ..
فهي قد تشعر بأن رفض والدتك ابتلاء لها وأنها مظلومة ..
بعد أن انقطعت أسباب التواصل الرحيم بينها وبين والدتك..
وخاصة إذا قارنت أختك حياتها بحياة الآخرين..
ووجدت احترام ومحبة أمهاتهم لهم , وإن كانوا أحيانا غير بارين ..
وهذا من شأنه أن يزيد بالفجوة بينهما , والعصيان أكثر وأكثر..
وقد تكون هناك أسباب أخرى .
فالحل هو :
الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء ..
ثم محاولة القرب من أختك .. بمحبة صادقة .. يتخللها روح الأخوة الدافئ ..
باحتساب ويقين وثقة برحمة الله التي وسعت كل شيء.
فالأمر ذو جذور وعميق .. يحتاج إلى صبر واستعانة بالله ..
ثم محاولة تليين وتحنين قلب الوالدة عليها ..
وتذكيرها بالصبر والدعاء لأبنتها خير من ضربها وجفاف المعاملة ..
ثم محاولة التقرب لأختك تدريجياً .. ويمكن أن يكون ذلك بإشراكها بمشاكلك مثلاً ..
أو همومك وطلب الحلول منها وإشعارها باحتياجك لها ,
وأهمية رأيها .. مع التركيز على إيجابياتها ومدحها بما فيها ..
وإظهار إعجابك بما فيها من خير ( ولن تعدم بإذن الله من ذلك ) وذلك تدريجياً ..
إلى أن تصل أختك بإذن الله إلى مرحلة إحساسها بوجودها وأهميتها عندك ..
حينئذ يمكنك العبور بلطف إلى قلبها وتلمس أحزانها ومشاركتها همومها ..
ثم تذكيرها بالله بلطف وأنها على خير كثير مالم تُأخر الصلاة وتعصي والدتها ..
وتذكيرها بأن المؤمن مبتلى .. فإن فقدت الكثير من دنياها وعناية الوالدة بها ..
فغيرها الكثير ممن يعاني بأشد من هذا فيصبر ويرضى بقدر ..
فلعل الله يأتي بفرج من عنده .. فلا تضيع دنياها وتخسر آخرتها..
وأهم من ذلك أخيتي ..
لاتيأسي من رحمة الله ..
( لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً )
والله سبحانه قادر ..
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً )
عليك فقط بالثقة بقدرة ورحمة الرحيم ..
واحمدي الله أن معاملتك أختك لم يدفعها إلى التعرف على رفقة سوء والنهاية أنتي أعلم بها ..
انظري لها بعين الشفقة .. فأختك كالضائعة المرفوضة منكم وخاصة والدتك ..
وهذا أمر يعذبها ولن تصرح به لكم .. فلذلك هي تثبت ذاتها بتمردها على من لا يرى كيانها ووجودها ..
وتأكدي أخيتي أن المرأة ضعيفة و مهما بلغت من السن فهي تحتاج إلى رحمة وحنان يشعرها بالثقة والأمان ..
فكيف بحالة أختك وهي تفتقد ذلك من أغلى الناس ..
أسأل الكريم المنان الرحيم .. أن يجعل لكم من هم فرج .. ومن كل ضيق مخرج ..
ويرزقكم من حيث لا تحتسبون .. ويصلح أحوالكم .. ويؤلف بين قلوبكم ..
ويهدي قلب أختك .. إلى ما يحبه و يرضاه ..
ويهدينا وكل أم إلى معاملة أبنائنا بالحسنى ومساعدتهم على برنا ..
فبروا أبنائكم بالصغر وأحسنوا إليهم يبرونكم في الكبر ويحسنوا إليكم ..
وإياكم .. إياكم .. من تفضيل أحد الأبناء على الآخر .. وعدم العدل ..
ولكم بقصة يوسف وأخوته عبرة وعظة ..

الصفحة الأخيرة
صدقيني النصيحه بهواش محد يتقبلها بالعكس اقربي منها خلج صديقه مش اتصيدين اخطائها وشوفي شلون بتعدل نفسيتها