
بحضور شخصيات فرنسية وعربية وخليجية ووسائل الإعلام العالمية قدم المصمم السعودي قاسم القاسم في الخامس من هذا الشهر عرضه الأول في باريس لأزياء خريف وشتاء 2007، جاءت مجموعة القاسم الجديدة انعكاسا لثقافة المصمم التي تؤمن بضرورة المزج بين الحضارات، والاعتزاز بالخطوط العربية والاستفادة من المنجز الغربي، وتقديم موضة جديدة تمزج بين الشرق والغرب، وهي مهمة ليست بالسهلة، إذ تستلزم في المصمم ثقافة خاصة وقدرة على المزج ومعرفة وثيقة بكيمياء الأزياء.
في المجموعة استلهام للأزياء الشرقية الأسطورية ومناظر ألف ليلة وليلة وعبق الخليج وتراثه الذي لا تخطئه العين، كذلك في المجموعة إكسسوارات وكريستالات وتشكيلات من الفضة وأقمشة مترفة عرفت بها المرأة العربية في عصور قديمة وحضارات مختلفة.
قدم المصمم في عرضه دراعات خليجية أنيقة لفتت الانتباه بتطريزاتها وإكسسواراتها الخليجية، وبدا واضحا محاولات المصمم تقديم الدراعة الخليجية والتراث السعودي، وجاء ذلك امتدادا لعرضه الأخير الذي أقامه منذ شهور في بيروت، وكان يعتمد على نفس الاتجاه.
تخلل المجموعة للمرة الأولى تصاميم الهوت كوتيور، وقدمت الموديلات 12 عارضة من مختلف الجنسيات، وغلب على المجموعة البني والأخضر بمختلف درجاته، واستعمل المصمم أقمشة الموسلين والقطيفة والشيفون، يضاف إليها غالبا موتيفات مختلفة، أو على شكل ورود من الدانتيل، إلى جانب الجاكار والقماشات المموهة المستمدة من روح العباءة الخليجية، ولم يغب اللون الأحمر الذي قدمه مشكوكا بالخرز.
وكانت هناك أيضا مجموعة من البناطيل والتنانير، ولقد لفتت هذه التصاميم انتباه متابعي العرض، إلى جانب فساتين السهرة العنابية والسوداء التي بدت أنيقة رغم بساطتها الظاهرة، وأخيرا جاء فستان الزفاف مجسدا الأناقة والبراءة، واستخدم المصمم في مجموعته إكسسوارات مناسبة للقطع من الفضة أحيانا، ومن الأقمشة المستخدمة في تفصيل الجلابية أحيانا أخرى.
بدأ القاسم مسيرته في عالم الأزياء من الرياض، حيث أسس بها دارا للأزياء، وقدم 5 عروض بالسعودية، وفي العام الماضي قدم عرضا ببيروت، وهذا هو العرض الأول في العاصمة الباريسية.
عن العرض يقول القاسم "الحمد لله رب العالمين كان ممتازا، وكان هناك تقبل من الحضور من الفرنسيين والخليجيين والعرب، قدمت بالعرض ستايل جديداً بين العربي والأوروبي، ومزيجاً متقناً بين الجلابيات والفساتين، مزيجاً بين الشرق والغرب، وهو خط جديد تعبت فيه ووفقت فيه والحمد لله".
وأضاف "افتتحت العرض بفستان بني، أعتبره شيئاً من الخيال، به معانٍ كثيرة، وبدت العارضة وهي ترتديه كأنها طائر عليها أوراق كأنها أوراق الخريف، واللون البني جاء مناسبا لألوان الخريف وكانت الموسيقى المصاحبة نغمات طيور الخريف".
وعما قدمه على صعيد الدراعة الخليجية قال: "عملت تطوير الدراعة الخليجية، حتى لا تكون مقيدة لمناسبة معينة، فأضفت إليها أشياء جديدة، قصات وألوان جديدة أعددتها بنفسي، من خلال المصانع التابعة لي، وكانت ألوانا خاصة بي، صممت مثلاً فستاناً ودراعة في الوقت نفسه، من فوق على شكل دراعة، ولكنها مخصرة على الجسم، لتعطي لوك جديداً للمرأة، أما القطعة الداخلية فكانت فستانا"، مضيفا أنه قدم ستايل شبابياً جديداً، يناسب البنات والفتيات في منتصف العمر، كذلك المرأة الكبيرة التي تبحث عن الذوق الرفيع.
وردا على سؤال حول خضوع العباءة والدراعة الخليجية للموضة قال "الاستايل الذي أقدمه يكون من أفكاري، وأنا أحاول أن أنشئ خطوطاً خاصة بي، وأبتكر موضة خاصة بي، وأنشئ موضة جديدة بالنسبة للقصات والألوان والألبسة التي تناسب مناسبات متعددة، سهرة ومناسبة بسيطة مثلا، أيضا بالنسبة للألوان أحرص على أن تكون مناسبة لأكثر من فصل الخريف والشتاء مثلا".
وعن الأقمشة المفضلة عنده قال القاسم: "أفضل الدانتيل والموسلين والشيفون والشانتون والجلد والأورجنزا، لقد أدخلت الجلد مع الفستان والجلابية بأسلوب معين لكي تناسب الفصل الحالي وهو الخريف، أيضا استخدمت الشيفون والأورجنزا بعد استخدام تطبيع خاص عليها، كذلك أستخدم الشانتون والتل والتفتا، مع عمل شغل على الأقمشة بأسلوب جديد وألوان زاهية".
وذكر القاسم أنه يحرص في كل تصاميمه على الحشمة، حيث يحاول أن يبين من خلال تصاميمه أن اللبس الماكسي المحتشم أفضل، وأن الموضة لا تعني الزي العاري، فالأناقة أيضا تكون بالزي المحتشم، مؤكدا أن طموحه تقديم ستايل جديد، وأنه سيقدم في الفترة المقبلة أقمشة خاصة به وخطاً جديداً بالنسبة له.
وحول كون السعوديات يمثلن النسبة الأكبر من زبائن المصممين العرب وخاصة في بيروت قال: "هناك مصممون سعوديون مبدعون سواء أنا أو غيري، وفي الفترة السابقة وبالتحديد خلال العشر سنوات الماضية لم يكن يوجد مصممون سعوديون، ولم يكن لديهم الجرأة على العرض في عواصم الموضة العالمية مثل باريس أو ميلانو، ولم يكن لهم ظهور في الساحة، أما اليوم فالوضع اختلف، فقد حقق المصمم السعودي تواجدا في محافل الأزياء، واستطاع أن يقدم بصمة مميزة، وهو يستحق الثقة"
قدم قاسم في عرضه الباريسي عدة تصاميم لفستان الزفاف، يقول "صممت فستان الزفاف بأسلوب جديد، وأدخلت عليه مواد جديدة في الألوان، فأضفت اللايت كلر على الإف وايت والأبيض والفضي الخفيف والبرونزي الخفيف، لكي يناسب العروس التي تبحث عن الأناقة، كذلك صممت الطرحة بشكل جديد"، مشيرا إلى أنه لا يحبذ إضافة ألوان أخرى، وأنه يؤيد اللون الأبيض والإف وايت، لأنهما يمنحان العروس البراءة في ليلة الزفاف، وأنه يمكن إضافة ألوان فاتحة بسيطة لا تخل بالمناسبة.
ويذكر القاسم أنه يستلهم تصاميمه من الطبيعة والخيال، ويحاول أن يبتكر أفكاراً جديدة وغريبة، وأثناء التصميم يعمل على إخفاء عيوب الجسم، ويحاول أن يبين رشاقة المرأة، عن طريق القصة واستخدام الألوان، والشغل اليدوي والخامات، وتوظيف الأقمشة المستخدمة بأسلوب فني حلو.