الحكمة من تحريم الغناء وآلات الطرب
(1) الغناء يصد عن القرآن و هو قرآن الشيطان و لا يمكن أن يجتمع في قلب رجل واحد قرآن الرحمن و قرآن الشيطان . قال الشافعي -رحمه الله- :
( تركت شيئا بالعراق يقال له التغبير أحدثته الزنادقة يصدون به الناس عن القرآن ) قال ابن القيم -رحمه الله-
تعليقا على الإمام الشافعي هذا :
( و ما ذكره الشافعي -رضي الله عنه- من أنه إحداث الزنادقة فهو كلام إمام خبير بأصول الإسلام فان السماع لم يرغب فيه و يدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة كابن الراوندي و الفارابي و ابن سينا و أمثالهم كما ذكر أبو عبد الرحمن السلمي في "مسألة السماع" عن ابن الراوندي قال :اختلف العلماء الفقهاء في السماع فأباحه قوم و كرهه قوم فأنا أوجبه أو آمر به، فخالف إجماع العلماء في الأمر به.
و الفارابي كان بارعا في الغناء الذي يسمونه الموسيقى ،وله فيه طريقة عند أهل الغناء ، و حكايته مع ابن حمدان مشهورة لما ضرب فأبكاهم ثم أضحكهم ثم نومهم ثم خرج " أ.ه
(2) الغناء ينبت النفاق في القلب قال ابن القيم ( الغناء يفسد القلب فإذا القلب هاج في النفاق )
(3) أنه رقية الزنا و الفواحش و التشبيب بالنساء و الواقع شاهد لما ذكرنا.
(4) الغناء يلهي عن ذكر الله تعالى و عن طاعته ،قال بعضهم :
أتذكر ليلة و قد اجتمعنا على طيب السماع إلى الصباح
و دارت بيننا كأس الأغاني فأسكرت النفوس بغير راح
فلم تر فيهم إلا نشاوى سرورا و السرور هناك صاحي
إذا نادى أخو اللذات فيه أجاب اللهو حي على السماح
ولم نملك سوى المهجات شيئا أرقناها لألحاظ الملاح
قال بعض العارفين:"السماع يورث النفاق في قوم و العناد في قوم و الكذب في قوم و الفجور في قوم و الرعونة في قوم "
فان قيل فما وجه إنبات الغناء النفاق في القلب ؟ فالجواب:قال ابن القيم -رحمه الله- :"أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق و نباته فيه كنبات الزرع بالماء . فمن خواصه:
أنه يلهي القلب و يصده عن فهم القرآن و تدبره والعمل بما فيه فان القرآن و الغناء لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد فان القرآن ينهى عن اتباع الهوى و يأمر بالعفة و مجانبة شهوات النفوس و أسباب الغي و ينهى عن اتباع خطوات الشيطان . و الغناء يأمر بضد ذلك كله و يحسنه و يهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها و يزعج قاطنها و يحركها إلى كل قبيح و يسوقها إلى وصل كل مليحة و مليح فهو و الخمر رضيعا لبان و في تهييجهما على القبائح فرسا رهان فانه صنو الخمر و رضيعه و نائبه و حليفه و خدينه و صديقه .
عقد الشيطان بينهما عقد الإخاء الذي لا يفسخ ،و أحكم شريعة الوفاء التي لا تنسخ و هو جاسوس القلب و سارق المروءة و سوس العقل .يتغلغل في مكامن القلوب و يطلع على سرائر الأفئدة و يدب إلى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى و الشهوة و السخافة و الرقاعة و الرعونة و الحماقة.
فبينا ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن فإذا استمع إلى الغناء ومال إليه نقص عقله وقل حياؤه وذهبت مروءته وفارقه بهاؤه وتخلّى عنه وقاره وفرح شيطانه وشكا إلى الله تعالى إيمانه وثقل عليه قرآنه , وقال يا رب : لا تجمع بيني وبين قرآن عدوك في صدر واحد فاستحسن ما كان قبل السماع يستقبحه وأبدى من سره ما كان يكتمه وانتقل من الوقار والسكينة إلى كثرة الكلام والكذب والزهزهة والفرقعة بالأصابع فيميل برأسه ويهزّ منكبيه ويضرب الأرض برجليه ويدق على أمّ رأسه بيديه ويثب وثبات الدّباب ويدور دوران الحمار حول الدولاب ويصفق بيديه تصفيق النسوان ويخور من الوجد ولا كخوار الثيران وتارة يتأوه تأوه الحزين وتارة يزعق زعقات المجانين ولقد صدق الخبير به من أهله حيث يقول :
أتذكر ليلة وقد اجتمعنا على طيب السماع إلى الصباح
وقد صح أن الملائكة كانت تتنزل لاستماع قراءة أسيد بن حضير رضي الله عنه وإذا كان ذلك كذلك فان إنشاد الأبيات بدل الآيات يستوجب أن تتنزل الشياطين ولابد وما أعظم الفرق بينهما والله المستعان
الحكمة من تحريم الغناء وآلات الطرب
(1) الغناء يصد عن القرآن و هو قرآن الشيطان و لا يمكن أن...
(1) الغناء يصد عن القرآن و هو قرآن الشيطان و لا يمكن أن يجتمع في قلب رجل واحد قرآن الرحمن و قرآن الشيطان . قال الشافعي -رحمه الله- :
( تركت شيئا بالعراق يقال له التغبير أحدثته الزنادقة يصدون به الناس عن القرآن ) قال ابن القيم -رحمه الله-
تعليقا على الإمام الشافعي هذا :
( و ما ذكره الشافعي -رضي الله عنه- من أنه إحداث الزنادقة فهو كلام إمام خبير بأصول الإسلام فان السماع لم يرغب فيه و يدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة كابن الراوندي و الفارابي و ابن سينا و أمثالهم كما ذكر أبو عبد الرحمن السلمي في "مسألة السماع" عن ابن الراوندي قال :اختلف العلماء الفقهاء في السماع فأباحه قوم و كرهه قوم فأنا أوجبه أو آمر به، فخالف إجماع العلماء في الأمر به.
و الفارابي كان بارعا في الغناء الذي يسمونه الموسيقى ،وله فيه طريقة عند أهل الغناء ، و حكايته مع ابن حمدان مشهورة لما ضرب فأبكاهم ثم أضحكهم ثم نومهم ثم خرج " أ.ه
(2) الغناء ينبت النفاق في القلب قال ابن القيم ( الغناء يفسد القلب فإذا القلب هاج في النفاق )
(3) أنه رقية الزنا و الفواحش و التشبيب بالنساء و الواقع شاهد لما ذكرنا.
(4) الغناء يلهي عن ذكر الله تعالى و عن طاعته ،قال بعضهم :
أتذكر ليلة و قد اجتمعنا على طيب السماع إلى الصباح
و دارت بيننا كأس الأغاني فأسكرت النفوس بغير راح
فلم تر فيهم إلا نشاوى سرورا و السرور هناك صاحي
إذا نادى أخو اللذات فيه أجاب اللهو حي على السماح
ولم نملك سوى المهجات شيئا أرقناها لألحاظ الملاح
قال بعض العارفين:"السماع يورث النفاق في قوم و العناد في قوم و الكذب في قوم و الفجور في قوم و الرعونة في قوم "
فان قيل فما وجه إنبات الغناء النفاق في القلب ؟ فالجواب:قال ابن القيم -رحمه الله- :"أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق و نباته فيه كنبات الزرع بالماء . فمن خواصه:
أنه يلهي القلب و يصده عن فهم القرآن و تدبره والعمل بما فيه فان القرآن و الغناء لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد فان القرآن ينهى عن اتباع الهوى و يأمر بالعفة و مجانبة شهوات النفوس و أسباب الغي و ينهى عن اتباع خطوات الشيطان . و الغناء يأمر بضد ذلك كله و يحسنه و يهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها و يزعج قاطنها و يحركها إلى كل قبيح و يسوقها إلى وصل كل مليحة و مليح فهو و الخمر رضيعا لبان و في تهييجهما على القبائح فرسا رهان فانه صنو الخمر و رضيعه و نائبه و حليفه و خدينه و صديقه .
عقد الشيطان بينهما عقد الإخاء الذي لا يفسخ ،و أحكم شريعة الوفاء التي لا تنسخ و هو جاسوس القلب و سارق المروءة و سوس العقل .يتغلغل في مكامن القلوب و يطلع على سرائر الأفئدة و يدب إلى محل التخييل فيثير ما فيه من الهوى و الشهوة و السخافة و الرقاعة و الرعونة و الحماقة.
فبينا ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن فإذا استمع إلى الغناء ومال إليه نقص عقله وقل حياؤه وذهبت مروءته وفارقه بهاؤه وتخلّى عنه وقاره وفرح شيطانه وشكا إلى الله تعالى إيمانه وثقل عليه قرآنه , وقال يا رب : لا تجمع بيني وبين قرآن عدوك في صدر واحد فاستحسن ما كان قبل السماع يستقبحه وأبدى من سره ما كان يكتمه وانتقل من الوقار والسكينة إلى كثرة الكلام والكذب والزهزهة والفرقعة بالأصابع فيميل برأسه ويهزّ منكبيه ويضرب الأرض برجليه ويدق على أمّ رأسه بيديه ويثب وثبات الدّباب ويدور دوران الحمار حول الدولاب ويصفق بيديه تصفيق النسوان ويخور من الوجد ولا كخوار الثيران وتارة يتأوه تأوه الحزين وتارة يزعق زعقات المجانين ولقد صدق الخبير به من أهله حيث يقول :
أتذكر ليلة وقد اجتمعنا على طيب السماع إلى الصباح
وقد صح أن الملائكة كانت تتنزل لاستماع قراءة أسيد بن حضير رضي الله عنه وإذا كان ذلك كذلك فان إنشاد الأبيات بدل الآيات يستوجب أن تتنزل الشياطين ولابد وما أعظم الفرق بينهما والله المستعان