المطبخ المفتوح ليس موضة جديدة كما يظن البعض، لكنه اتجاه قديم لجأ إليه مصممو الأثاث منذ العصور الوسطي، لما يتيحه من فرصة كبيرة لتجمع العائلة وسريان الود والمحبة بين أفرادها، وقد عاد هذا النوع من المطابخ من جديد، وتحول إلي بديل عصري لغرفة المعيشة له ميزات كثيرة وله أيضًا بعض العيوب التي سنعرفها من خلال هذا الموضوع.
المطبخ العصري اليوم علي نظام (المساحة المفتوحة) التي تكفي لأغراض الطهي وتناول الطعام والإسترخاء واللقاءات الإجتماعية، وهو ما يفضله مصممو الديكور وأصحاب المنازل علي حد سواء.. فقد أصبح الجميع يتفقون علي أن المطبخ قد تحول لكي يصبح غرفة المعيشة في المنزل كما كان الحال أثناء العصور الوسطي حين كان يلتقي كل أفراد العائلة في المطبخ الكبير ذي المساحة المفتوحة، والآن عاد هذا التقليد مرة أخري وأصبح الشغل الشاغل حتي لأصحاب الشقق الصغيرة خاصة أن هذا التصميم المفتوح للمطابخ يتناسب مع الإتجاه الحديث نحو إعادة الدفء والراحة الي البيت وإضفاء لمسة جمالية ساحرة عليه وخاصة في ظل وجود الكراسي المريحة والأبسطة الجميلة وقطع الأثاث البسيطة، والبعد عن الخزانات ذات المساحات الكبيرة والطولية، والإتجاه إلي استخدام الخزانات ذات الأبواب والرفوف لأغراض التخزين، والطاولات ذات الطراز القديم والتي توضع في وسط المطبخ لإعداد الطعام، فالجلوس حول طاولة المطبخ ينطق بكلمة (البيت) ويعطي الناس إحساساً بالراحة والدفء.
ممنوع الإزعاج
ورغم مايتمتع به المطبخ المفتوح متعدد الأغراض من مميزات كثيرة، إلا أن له أيضاً بعض العيوب التي يسعي مصممو المطابخ إلي منعها الآن، ويأتي الإزعاج علي رأس هذه العيوب وذلك بسبب الصخب الذي يحدث أثناء إعداد الطعام وأصوات الأطباق والملاعق والدخان المتصاعد من عمليات القلي والشواء، ولذلك يتم اللجوء الي تغطية بعض المساحات الممتدة في المطبخ والاستعانة بالمراوح الخارجية وشفاطات الهواء لطرد الدخان إلي الخارج، كما أن غسالات الأطباق تعتبر هي الأخري من أهم مصادر الإزعاج في هذا النوع من المطابخ، لذا ينصح بشراء أقل أنواع هذه الغسالات إزعاجاً، ومن مصادر الفوضي أيضاً في المطابخ المفتوحة الضوضاء الشديدة التي تحدث بسبب تجمع الضيوف حول طاولة إعداد الطعام في الوقت الذي يتم فيه التجهيز لوجبة العشاء بالقرب منها، ولتجنب هذه الفوضي ينصح الخبراء بعمل طاولة خاصة في وسط المطبخ للفصل بين عملية إعداد الطعام وبين الضيوف، ويساعد علي هذا الفصل وجود الأعمدة والستائر القصيرة والزخارف الجميلة التي تلفت النظر بعيداً عن أية ضوضاء يمكن أن تحدث عند طهي الطعام، أما بالنسبة للأطباق المتسخة فينصح بإقامة حاجز خفيف لايزيد ارتفاعه عن (100) سنتيمتر مربع حول منطقة غسيل الأطباق، وإذا كانت هناك مساحة كافية يفضل استخدام نوعين من غسالات الأطباق الأولي لغسيل الأواني والأوعية المعدنية، والثانية للأطباق وأدوات المائدة، أما مشكلة الزحام الشديد في المطبخ نتيجة لوجود كل أفراد العائلة والضيوف في وقت واحد فقد أصبح لها أيضاً حل عن طريق تصميم المطبخ علي شكل مثلث أو مثلثين متداخلين، وبحيث يراعي التصميم الطبيعة الخاصة لحياة أصحاب البيت، وكيف يعيشون وكيف يرفهون عن أنفسهم، ومن أين يدخل أطفال الأسرة حين عودتهم من المدرسة، ومن أين تدخل مواد البقالة، وأين توجد حجرة تواليت السيدات، ولابد أن تخلو منطقة إعداد الطعام من حركة المرور داخل المطبخ، كما لاينبغي أن يفتح باب الثلاجة في اتجاه تلك المنطقة، ولذلك فإن طاولة إعداد الطعام الدائرية توفر مساحة مناسبة للترك داخل المطبخ، وإذا اردنا مساحة أفضل للحركة فنحن نحتاج إلي مثلث عمل منفصل، بحيث يكون هناك مكان لجلوس أفراد المنزل، ثم حاجز يفصل بينه وبين مكان العمل، ويمكن أن يكون هذا الفاصل عبارة عن طاولة عمل وسط المطبخ أو طاولة طعام، وفي حالة وجود أطفال يفضل وضع الثلاجة عند حافة المثلث لكي نتحاشي تكرار دخولهم وخروجهم الي منطقة إعداد الطعام للحصول علي الوجبات الخفيفة والسريعة ولكي يجلس أفراد العائلة والأصدقاء عن قرب في نفس الوقت الذي يكونون فيه بعيدين عن طريق من يقومون بأعمال الطهي، ينصح بعض مصممي الديكور بإستخدام حلقة عمل إضافية مثل حوض إضافي أو مسطح للطهي أو مسطح لتقديم الوجبات، إلا أنه في حالة وجود حوض ثاني فلابد من وجود تصريف خاص به.