

:26: :24: المطر (1) ...:26: :24:
***********************************
ها قد أتيت أيها المطر ...
رحمة من الخالق أرسلها للعباد...
فألبست الأرض البور كسائها الأخضر ،،، بعدما كانت سواد...
وبفضلك جرت ينابيع من الرحمة تلألأت جمالا ... وسحرا....
وأحييت شلالاً قد شارف على الموت ... فتراقص بكل حنو ودلال وهو منساب من قمم الجبال
فغدت الأرض مروجا مزدانة بحسنها الفتان في كل الرحاب ..
وقد أينعت ربوعها واخضرت بعدما كانت خراب !!!
وملأت بجودك غدرانا ضحلة ... أحييت بها نفوس عطشى كانت تلهث وعينيها ترتقب السحاب...
وأبهجت قلوب عصافير كانت حزينة ... فهاهي تترع فرحة بقدومك ...
فمحوت من ناظريها آثار السهاد..
ومرقت الأرض اليابسة بقبلة كالشهد على وجنتيها .... فتجلى الكون كله مرددا شكراً شكراً لرب العباد..
ها هي الأشجار أضحت يا نعة ورقاء مثمرة تتمايل أغصانها نشوى فقد نالت من ربها المراد..
والكائنات قد لامست صباح جميل مليء بالعطاء ... فهناك فراشة تلهو على بعض الزهور ... و بالقرب منها نحلة تتغنى وهي تجني الشهد الغالي من الورود والزهور المتناثرة هنا وهناك في الكون المثير ...
فالكل هنا يشدو طربا وبهجة مع نغمات صوت غدير يجري ،،، والزهور وقد بدأت تزهر بألوانها العذاب تتناغم ولون قوس قزح ...
والشمس بعدك جاءت فرحةً بمنظر الأرض الجميل ...
ها هو الفلاح يغدو إلى حقله وقد ارتسمت تباشير الصباح على وجه النحيل ..
يحمل محراثه مرددا حي على الفلاح... حامدا ربه على الخير الوفير...
والجو أصبح رغم الشمس زمهرير ..
وأنا وأنت يا صغيرتي نلهو ونضحك بالقرب من ذاك الغدير ...
والأغصان على سوقها تتمايل وتشارك فرحتها الزهور والطيور ..
فهناالكون كله فرحاً بالجو المطير....
:30: المطر (2) :30:
*********************
أتيت يا أيها المطر ... وأتت قطراتك الندية كبلسم ناعم على جرح دفين ...
فغسلت الأرض من حمل أثقل كاهلها لسنين ...
أتيت رحيما بكل روح دبت على هذه الأرض ..سقيت من زلا لك نفوس عطشى فارتوت...
وأنبت في صحراء الحياة بذورا كانت تذروها الرياح ... فقدت أملها في الحياة ...وأنهكها الحنين..
لكنك أحييتها بحنانك وعطفك ...
آه أيها المطر ...
إنك تغسل كل شيء في هذه الحياة ...
فهل يا ترى ...
قاطراتك اللؤلؤية استطاعت أن تمحو ..
حملا أثقل كاهل النفوس ؟؟ أم هل استطاعت أن تغسل ضمائرها ؟
وهل إستطاعت أن تنبت في النفوس معنى الرحمة والعزيمة؟؟؟؟
وهل استطاعت أن تمحو من عليها آثار خيول الظلم والعدوان على الأرض الحزينة؟؟!!!
وهل استطاعت أن تمحو بصمات الخيانة من فوق حبيبات رمالها الذهبية الرقيقة الملوثة بدماء الأبرياء؟؟؟
أيها المطر ...
ترى هل استطعت أن تغسل هم نفسي؟؟
وأن تشفي قلبي المذبوح ... هل وصل صوت قطراتك الندية إلى عمق جرحي ؟؟؟
هل وهل و هل ؟؟؟
أسئلة حيرى في عمق الألم!!!!
يا أيها المطر ...
الحياة لم تعد هي الحياة !!!! والعالم لم يبقى عالما إنسانيا !!!
والنفوس تقاعدت منذ فترة عن إنسانيتها ...
لكنك و بقطراتك الغالية ...
تبقى كل الطهر ... كل الخير ... وكل العذوبة... والبراءة...


هي لآلئ تتناثر من بين أناملك ..
كل كلمة إبداع ....... إنك حقا أديبة ومن الدرجة الأولى يا عزيزتي ..
وصفك هذا فيه من الرقة مايعبر عنك وعن أحاسيسك التي يؤثر فيها كل شئ ..
حتى حبات المطر وجدت لها في داخلك مكانا .. ومكانا متميزا ..
..
مساهمتك حقا جميلة ... ورائعة كروعتك ..
سلمت هذه الأيادي التي لا تقدم سوى الروائع ..
تحياتي لك