6 رمضان, بقي من رمضان 24 يوماً .
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى :
(وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) .
{ ولا تبذر تبذيرا} أنَّ الله لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه .
بل يكون وسطاً كما قال في الآية الأخرى: { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} الآية .
ثم قال منفراً عن التبذير والسرف: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} أي :
أشباههم في ذلك، قال ابن مسعود: التبذير الإنفاق في غير حق .
وقال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله في الحق لم يكن مبذراً،
ولو أنفق مداً في غير حق كان مبذراً.
وقال قتادة:التبذير النفقة في معصية اللّه تعالى، وفي غير الحق والفساد،
وقوله: { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} : أي في التبذير والسفه،
وترك طاعة اللّه وارتكاب معصيته، ولهذا قال: { وكان الشيطان لربه كفورا} أي :
جحوداً، لأنه أنكر نعمة اللّه عليه ولم يعمل بطاعته، بل أقبل على معصيته ومخالفته .
تفسير ابن كثير .
منقول .
قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم - :
(يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات،
فإن لم تكن تميرات ، حسا حسوات من ماء).
الراوي: أنس بن مالك .
المحدث: الألباني .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .
يَرَى النَّاظِر, في هذا الزَّمان, ما على مَوَائِدِ أكثرُ المؤمنين, مِمَّا لَذَّ و طاب .
و دمَّر و عاب - بمعنى أصَح -, لـ النفسِ البشريَّة .
فـ لا يخفى على عاقلٍ واعٍ, ما لـ كُثرةِ الأكْلِ من تدميرُ للنَّفْس .
جسديًّا في المقامِ الأول, و نفسيًّا في المقامِ الثَّاني .
جسدياً :
حيثُ لا يخفى على مُهْتَمٍّ بـ الطِّب, ما لـ كُثرة أكلِ الإنسان من أصنافِ الطَّعام .
فوقَ احتياجِهِ الرئيسي المُعْتَدل, من ضَرَرٍ بليغ .
نفسيًّا :
نَجْدُهُ في هذا الحديث عن النَّبيِّ الصَّادق, و العُلَمَاءِ الأبرار :
1- قال – صلى الله عليه وسلم - :
" بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه , فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ".
2- وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه لم يشبع منذ أربعة أشهر فقال :
ليس ذاك لأني لا أقدر عليه , ولكن أدركت أقواما يجوعون أكثر مما يشبعون .
3- ويقول سفيان الثوري – رحمه الله - :
" عليكم بقلة الأكل تملكوا قيام الليل ".
4- وقال الحسن بن صالح – رحمه الله - :
"من أراد أن تغزر دموعه , ويرق قلبه , فليأكل وليشرب في نصف بطن ".
5- وعن محمد بن واسع - رحمه الله - أنه قال :
" من قل طعمه فهم وأفهم وصفا ورق, وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد ".
6- وعن الشافعي - رحمه الله - أنه قال :
" إن الشبع يثقل البدن , ويزيل الفطنة , ويجلب النوم ,
ويضعف صاحبه عن العبادة , وما شبعت منذ ستة عشر سنة "
7- وعن أبي سليمان الداراني – رحمه الله - أنه قال :
" إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورق , وإذا شبعت عمي القلب ".
8- وقال المروذي قلت للإمام أحمد – رحمه الله - :
يجد الرجل في قلبه رقة وهو شبع ؟ قال : ما أرى .
9- ويقول ابن رجب – رحمه الله - :
" فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب , وقوة الفهم , وانكسار النفس ,
وضعف الهوى والغضب , وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك ".
10- ويقول ابن القيم – رحمه الله - :
فضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر ,
فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي , ويثقلها عن الطاعات ...
و لـ يَعْلَم المُؤمن, أنَّ الشيطانَ يَجْري بـ ابنِ آدمَ مَجْرى دَمِه .
قِيلَ في الأثر : (ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم).
و ما أدلُّ على ذَلِكَ و أصْدَق إلاَّ قولُ المُصطفى - عليهِ الصلاة و السلام - :
(ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه،
فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه).
الراوي: المقدام بن معد يكرب .
المحدث: الألباني .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .
مَنْهجٌ نبوي, حازَ إعجابَ من لم يَعِي بَعدُ مُعجزاتِ النبوَّة .
وضَّحَ فيهِ المُصطفى, نُقاطٌ أحرى بـ المؤمنِ تأمُّلها :
بطنه = وعاءُ شَر .
ثُلث لـ طعامه = يتقوَّى بها .
ثُلْثٌ لـ شرابه = يَصْحُو بها .
ثُلثٌ لـ نفسه = يرتاحُ بها .
فـ لو نَظَرَ الجادُّ بـ الحديث, لـ وَجَدَ أنَّ في كُثرةِ الطَّعام ضَرَرٌ نفسيٌّ أيضاً فوقَ ضرره الجسدي .
فما أَكْثَرَ العَبْدُ من طَعَامِه, إلاَّ أَكْثَرَ المَرَضَ و الكَسَلَ لـ روحه .
فـ أقلل من طَعَامك, و تذكَّر حديثَ المُصطفى :
(إنَّ أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة).
الراوي: سلمان الفارسي .
المحدث: السيوطي .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .