سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

المعدة.. هم وألم

الصحة واللياقة

لا يوجد إنسان لم يشك يومًا من معدته.. إذا جاع استصرخته، وإذا أتخمها أرهقته.. وشعارها «خير الأمور أوسطها» والثابت أن المعدة محدودة الطاقة.. فإذا زاد الطعام عن سعتها فإنها تتمدد، وكثرة التمدد تحدث لها ارتخاء، وتؤثر في غشائها وعضلاتها، فإذا مرض فإن عملية الهضم تتأثر، مما يسبب للجسم الضعف والوهن إضافة إلى الآلام المبرحة الناتجة عن مرضها.
والمعدة عضو كمثري الشكل عضلي مجوف، فيها انحناءان: كبير وصغير من الأسفل والأعلى. ويختلف شكلها من شخص لآخر، وبحسب وضع صاحبها ووجود الطعام فيها، كما أنها تتأثر بضغط الأعضاء المحيطة بها.
ومعدل طول المعدة ما بين (25 إلى 30سم)، وسعتها من لتر إلى لتر ونصف اللتر، وهي تقع في الجزء الأعلى من البطن.. إلى اليسار من البطن، أي تحت الحجاب الحاجز والفص الأيسر.. ومغلفة بالغشاء البريتوني.
وتقوم المعدة بخزن الطعام؛ حيث تمزجه بطريقة ميكانيكية، وتساعد حرارة الجسم في هذه العملية. وتصب المعدة عصارتها عليها وتجعله متواترًا ليسهل تفكيكه، إذ إنها تحتوي في جدارها الداخلي على عشرات الملايين من الغدد، وتفرز حمض الهيدروكلوريك (HCL) والببسين (Pepsin)، وبفعل الحموضة العالية، فإن المعدة قادرة على تدمير البكتيريا الضارة التي قد تكون موجودة في الطعام وإتلافها تمامًا.
ومن أسوأ الأمراض التي يمكن أن تصيب المعدة هي الأورام، والأكثرية الساحقة منها أورام خبيثة.. فالأورام الحميدة في المعدة نادرة لا تتعدى 3% من الحالات.
أما بالنسبة إلى سرطان المعدة فإن 90% من سرطان المعدة يبدأ في الخلايا التي تفرز حامض المعدة وكذلك الإنزيمات الهاضمة.. والباقي هو نوع من سرطان الخلايا الليمفاوية.
وسرطان المعدة مثله مثل أي سرطان آخر؛ إذ إن السبب المحدد لحدوثه غير معروف إلى الآن، إلا أن هناك عوامل كثيرة تمهد له وتساعد على حدوثه.. فالبيئة والمناخ، والتقاليد والعادات الغذائية، وطريقة الحياة والطعام.. كلها عوامل مؤثرة ـ سلبًا أو إيجابًا في حدوثه. وهو في الواقع أخطر أنواع السرطان وأكثرها وجودًا. وهو يصيب الرجال أكثر من النساء بنسبة 3:1 ويظهر غالبًا بعد سن الخمسين.. وتكثر الإصابة به في اليابان وأيسلندا وتشيلي.
وتشير بعض الدراسات إلى أن سرطان المعدة أكثر حدوثًا في الطبقات الفقيرة عن الطبقات الغنية، ويعزو البعض ذلك إلى نوعية التغذية التي تتناولها تلك الطبقات، حيث إن طريقة تحضير الطعام نفسه لها تأثير كبير، وليس نوع الطعام فقط هو العامل المؤثر؛ فالمخللات وكثرة الملح في الأكل والأسماك المملحة والمدخنة كلها تمهد لحدوث سرطان المعدة.. كما أن الإصابة بفقر دم مزمن يؤثر التأثير ذاته. وعلى النقيض من ذلك فإن الخضراوات والأسماك الطازجة تقاوم سرطان المعدة.
وأهم أعراض سرطان المعدة فقدان الشهية للطعام وغالبًا ما تمر عدة شهور على هذه الأعراض عندما يتقدم المريض إلى الفحص الطبي.. إلا أن نقص الوزن والهزال وزيادة الآلام في الجزء العلوي من البطن قد يسرع من مراجعة المريض للطبيب.
وقد يصاحب هذه الأعراض زيادة في الألم مع الاستفراغ مصحوبًا باستفراغ الدم.. وغالبًا ما يبدأ سرطان المعدة في الجزء الأسفل من المعدة المجاور للأمعاء الدقيقة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن قرحة المعدة يجب أن تحظى بالعناية الكافية، ليس لأن القرحة ستتطور إلى سرطان كما يعتقد البعض.. ولكن لأن القرحة يمكن أن تكون سرطانًا مبكرًا، يبدو على شكل قرحة، وهنا تكون فرصة علاجه كبيرة بشرط: أن يتم اكتشافه قبل انتشاره ومن ثم انتقاله إلى الأنسجة المجاورة.. ويتم التشخيص بعد الفحوصات المخبرية والأشعة.. وخصوصًا بالمنظار بعد أخذ عينة من الورم وفحصها.
الغذاء والسرطان
كان الغذاء من أهم النقاط التي توقف عندها العلماء والباحثون في الأمراض السرطانية خصوصًا سرطان المعدة. ورغم ذلك لا تزال الأبحاث موطن جدل.. حيث إن فكرة العلاج بالغذاء برغم معقوليتها، والنتائج الأولية المشجعة.. لا تزال موضع أخذ ورد، إذ إنه ليس هنالك نوع معروف من أنواع الطعام يقي الإنسان من السرطان.. لكن ما يتفق عليه الجميع هو أن فاعلية الطعام تكون في مقاومة السرطان قبل وقوعه. حيث إنه من المؤكد أن الطعام ونوعه لهما دور في تكوين مناعة الجسم.. أي أن الغذاء السليم يمكن أن يساعد في درء شرور السرطان.
وهناك العديد من البراهين العملية التي تبين أن حوالي 50% من الآفات السرطانية تنشأ من نوعية الطعام المتناول. وأشارت الدراسات إلى أن تناول غذاء منخفض السعرات الحرارية أظهر تراجعًا بمعدلات الإصابة بأنواع معينة من السرطان.. كما تشير الدراسات أيضًا إلى أن استهلاك مقادير عالية من المواد الدهنية يعد من العوامل التي تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
ومن الأمور المهمة بالنسبة إلى الدهون، هو أن الدهون الأحادية والمتعددة رغم ضررها على القلب وشرايينه إلا أنها لا ترتبط بالسرطان لا من قريب ولا من بعيد.
أما دهون أوميجا 6 الموجودة في زيت الذرة فهي تزيد من نموه وتؤدي إلى إحداث تأثيرات سرطانية على الأنسجة الحية عن طريق بعض التفاعلات الكيميائية.
وعلى العكس من ذلك فإن دهون أوميجا 3 الموجودة في زيت الكتان والأسماك تخفض من نسبة الإصابة بالسرطان خصوصًا عند من يتناولون الأسماك بكميات كبيرة. لذلك ينصح بتناول وجبات من السلمون أو التونة أكثر من مرة أسبوعيًّا. ومن المعروف أيضًا أن الخضراوات والفواكه غنية جدًا بفيتاميني (ج) و(هـ) والبيتاكاروتين المقاومة للسرطان. كما أن الشاي الأخضر يحتوي على مقدار من المادة المقاومة للسرطان تزيد بنسبة 200 ضعف على الموجود في فيتامين (هـ)، و500 مرة على تلك الموجودة في فيتامين (ج).
بقي أن نقول إن معظم الاستنتاجات حول دور الغذاء في الوقاية من بعض أصناف السرطان قائمة في الأساس على دليلين اثنين أولهما: وجود دراسات مرضية على فئات كبيرة من الناس دلت على وجود مثل هذه العلاقة بين الطعام والسرطان.. وثانيهما: تأثيرات الغذاء على حالات السرطان عند الحيوانات التي خضعت لدراسات مخبرية.
1
633

هذا الموضوع مغلق.

مياسة القد
مياسة القد
الله يعطيك العافية أختي سيدة الوسط على هالمعلوومات
تحياتي لك
مياسة القد