سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

المعـلم الانفعالي..لماذا؟!

الطالبات والمعلمات

مساحة المكان في منزل صديق، تلك المساحة أو المناسبة كانت تضم وجوهاً أعرفها ونفوساً أقدرها، وأجساماً جاءت لمجرد المجاملة لا غير! وجوه كثيرة منهم من يصرخ ويقاطع أي حديث لمجرد الدخول في بحر المناقشة! ومنهم من تعرف حديثه أو رأيه من خلال إيماءاته أو حتى صمته! ومنهم من يبدع في حديثه وإلقائه فيجبر الجميع على الإصغاء! كلمات تناثرت في أركان المكان وزواياه فعقّب عليها مراهق فيه مسحة من الحكمة، أو شيخ صقلته السنون أو مندفع أحمق يطبق حالة خالف تذكر. كان من بين الحاضرين كما أسلفت وجه لم أعرفه، ولم أتعرّف عليه إلا من خلال طفله المصحوب معه عند الدخول إلى منزل مضيفنا، والذي جرى مسرعاً منذ أن دخل فناء المنزل باتجاه كرة كانت موضوعة في فناء المنزل ليلعب بها، فما كان من والده إلا أن أرعد وأزبد، وصاح وتوعّد، وأطلق على ذلك الطفل البريء من العبارات ما يقشعرّ لها البدن ولا يمكن ذكرها، ولم يكتف بذلك، بل عمد إلى ضرب ذلك الطفل في مواقع مختلفة ومتعددة من جسمه الضعيف الرقيق! تهاتف الصامتون واللبقون والمجاملون الذين سبقونا في المجيء إلى الخروج من الصالون باتجاه مصدر الصراخ، وزاد فضولي وأنا أقف مع مضيفي عند باب المنزل لأسأله عن ذلك الإنسان، فعرفت أنه معلم في المرحلة الابتدائية! ولا أذيعكم سراً إذا قلت إنني صعقت من تلك المعركة غير المتكافئة، التي دارت بين ذلك الأب «المعلم»! وابنه المسكين، وفكرت مثنى وثلاث ورباع في أطفال لم يأتوا من صلبه، وكيف سيعلمهم ويتعامل معهم في الفصل؟! ذلك المعلم الانفعالي الذي فشل في تربية ابنه، وتعامل معه بهذه الخشونة على مرأى من الجميع كيف ستكون حاله مع الأطفال الآخرين؟ وما هي الألفاظ والكلمات التي يمكن أن تطلق لأطفال في المرحلة الابتدائية بعيداً عن مرأى من مدير المدرسة، والذي لن يدخل كل فصل ويسمع ما يدور فيه، أو حتى المشرف التربوي من وزارة المعارف الذي ستكون زياراته متقطعة ومتباعدة؟ ولا يداخلني شك في أن تقارير هذا المدرس ستكون مثالية، لأنه سيكون قادراً على مدار دقائق سواء في وجود المدير أو المشرف التربوي على ضبط كلماته وسلوكه وانفعالاته، كما كان قادراً في ضبط دفاتره وأوراقه السليمة! إن الخطر الكبير في الرسالة التعليمية يكمن في هذا النوع من المعلمين الذين يتفوقون فيما يسطرونه على الورق ويفشلون في الواقع العملي والتطبيقي والتربية المدرسية. إن مكان هؤلاء ليس الوقوف أمام مقاعد الدراسة أو تولي مسؤولية التعليم النبيلة، فمن يخفق في تربية طفل أو طفلين سيكون عالة على مجتمعه لكي يخرّج أو يعلّم عشرات الأطفال في مراحل حياته الوظيفية الطويلة. فسكب في داخلهم جرعات من الانفعال غير المحبب والانفلات العاطفي، فتتأثر بها نفوسهم وأمزجتهم وشخصياتهم! إن مكان مثل هذا النوع من المعلمين ليس منارات الفكر والتربية، بل في مجال آخر وتخصص آخر غير مجال التعليم.

باب
1
615

هذا الموضوع مغلق.

إشراق 55
إشراق 55
االأخت سيدة الوسط ..
جزاك الله خير موضوع مفيد .