تعتبر الجلابية الزي الرمضاني المفضل لدى العديد من السيدات، وقد عبرت الجلابية العربية بكافة تصنيفاتها وألوانها عن عشق المرأة لهذا الزي الذي استمر على مر العصور، فما إن يحل شهر رمضان حتى تبادر معظم محلات الأزياء النسائية في دول الخليج عامة والسعودية خاصة بطرح تشكيلات وعروض متنوعة من الجلابيات الخليجية، حتى تفي بطلبات المرأة المتزايدة في هذا الوقت تحديدا.
تقول متعهدة بيع جلابيات بنت العرب بجدة منال الصالح " أصبحت الجلابية الخليجية أكثر من مجرد ثوب مكون من قطعة واحدة، بعد أن تم تطويرها وإدخال تصاميم مبتكرة عليها، لتتحول إلى زي مثالي لكل الأوقات والمناسبات، بحيث يقوى حضورها مع حلول رمضان والعيد بنسبة 80%، وذلك لأن الجلابية بشكلها الحالي توفر فعلا كل ما تتوخاه المرأة منها، بدءا من الاحتشام إلى الأناقة والعملية، تماشيا مع متطلبات هذا الشهر الفضيل من الناحيتين الاجتماعية والروحانية، بالإضافة إلى ذلك أصبحت المرأة ترغب في نوع من التغيير والتميز من خلال العودة إلى التراث والأصالة العربية".
وقالت الصالح أنه كان لإدخال تصاميم من حضارات أخرى كالهندية والصينية والمغربية والباكستانية والمصرية والسورية أثر كبير في توجه الأنظار للجلابية، ووصفت شهر رمضان بأنه موسم العودة للجلابية، مبينة أنه قد ظهرت أشكال جديدة ومبتكرة منها القفطان وهو ثوب يشبه الثوب المغربي بقطعتين وثوب النجف، وهو ثوب يشبه إلى حد كبير العباءة الرجالي، وهو ثوب مطرز بخيوط الفضة والثوب الكشميري.
وعن أهم الأقمشة التي برزت مؤخرا في الجلابيات قالت "برزت أقمشة التل والشيفون المطرز بالترتر والقطن بألوان مبتكرة، منها الأورانج والفوشي والكيوي والفيروزي والألوان الحارة والفاقعة، وتقبل الفتيات الصغيرات في السن على الجلابيات المخصرة من قماش الساتان أو القطيفة والمطرزة بألوان مبتكرة كما تقبل العديد من السيدات على الجلابية المصنوعة من القطن، وذلك للراحة الخاصة بهذا القماش في المنزل ووقت الصلاة والعبادة، وفي السهرات اللون الأسود المطرز بالذهبي أو الفضي، كما تقبل السيدات في هذا الموسم على قلائد الفضة والقلائد المصنوعة من الخرز والمطعمة بالأحجار الكريمة".
وترى مصممة الأزياء السعودية هند حلواني أن ارتداء الجلابية تقليد رمضاني لدى الكثيرات، والجلابية تتميز بأنها خفيفة وواسعة وتربط المرأة بالماضي، مضيفة أن الشابات يركزن في اختيار الجلابية على الألوان الفاتحة والمشرقة كالأخضر التفاحي والفيروزي وكذلك الفوشيا والبرتقالي والأحمر، وقد قدمت المصممات والأسواق خيارات تراثية للشابات ومجموعات تتدرج من البساطة إلى الفخامة للمناسبات الكبيرة، كما تتنوع أقمشتها ما بين الحرير والشيفون، إضافة إلى المجموعة التراثية المستوحاة من أزياء الجدات.
وتقول المتخصصة في الملابس والنسيج نهلة سعيد السلطي "الجلابية أو الأثواب وهو الاسم الذي يطلقه السعوديون عليها، تختلف باختلاف مناطق المملكة، فالجلابية في المنطقة الشرقية تختلف عن تلك الموجودة قديماً في الحجاز أو نجد، وكل منطقة من مناطق السعودية لها تراثها الخاص، وتختلف الخامات المصنوعة منها بحسب اختلاف المناطق وطبيعة المناخ فيها، إذ يستخدم قماش الكتان والقطن في المناطق الباردة، وأقمشة التل والشيفون في المناطق الحارة".
وأضافت أن القماش يتحكم في طبيعة تصميم الجلابية، فمثلاً عند تصميم جلابية عسيرية لا بد من استخدام قماش الكتان لطبيعة التطريز في تلك الأقمشة، وحتى تظهر فيه القصات المطلوبة للثوب، أما عند تصميم الجلابية الخليجية، أو كما يعرف بـثوب خليجي لا بد من استخدام الخامات ذاتها التي كانت تستخدم قديماً، كأقمشة الحرير والشيفونات والقطن، للحفاظ على هوية الثوب.
وأشارت السلطي إلى أن المرأة السعودية تحب العودة إلى الزي التقليدي، لما يتيحه لها من راحة، فهو واسع وأنيق، ومتعدد التصاميم والألوان والخامات، وبالتالي يشكل عنصر جذب مهما للمرأة، كما أنه يزيدها جاذبية شرقية، مضيفة أن جميع تصميمات الجلابيات مستوحاة من التراث السعودي القديم، وبعض الدول العربية المجاورة، وأن أجمل ألوان الجلابيات السائدة حاليا هي الأحمر والأسود والأخضر والأزرق والأصفر وغيرها من الألوان.
وذكرت السلطي أن العديد من المصممات يقمن بتصميم حقائب يد مميزة، مستوحاة من ستايل الجلابية، واستفادت بعض المصممات أثناء تصميماتهن في الجلابية من الثقافة الإفريقية، وذلك بتزيينها بأخشاب وكرات فضية، وظهور مزيج من الألوان الصارخة، كالبرتقالي والفوشيا والأصفر، وبرزت أنماط جديدة في تصميم الجلابيات منها حرق أطراف القماش والقص العشوائي واختيارات أقمشة الأشمغة لابتكار تصميمات حديثة للجلابية.
وترى مصممة الجلابيات السعودية جميلة الشمري أن معدلات شراء الجلابيات تتزايد في رمضان والعيد، وتقول "تزيد معدلات شراء الجلابيات في شهر رمضان لتعدد الزيارات والمناسبات على وجبتي الإفطار والسحور، فالنساء السعوديات يفضلن ارتداءها طوال أيام الشهر، سواء في المناسبات أو داخل المنزل، كذلك تفضل السيدات ارتداء الجلابية في أول أيام عيد الفطر المبارك".
وذكرت الشمري أنها تحرص في كل موسم على الخروج بأفكار جديدة للجلابيات، إضافة إلى مجموعة عطور حورية المستوحاة من ستايل الجلابية، وتضيف "لم أعتمد في تصميمات الجلابيات على ستايل القطعة الواحدة، بل اعتمدت التصميم البنجابي "الهندي "والمغربي، حيث إن العديد من السيدات السعوديات يبحثن عن الاستفادة من هذه الجلابيات عند السفر للخارج".
وعن الألوان السائدة في الجلابيات هذا الموسم قالت "الألوان الفاقعة هي ألوان هذا الموسم، وهناك عدد من الأسماء تطلق على تصميمات الجلابيات منها البنجابي والمغربي والأردني والفلسطيني والكويتي والإماراتي، والجلابية المطعمة بالشرائط الذهبية والفضية موضة بعد أن كانت الجلابية المطعمة بالأحجار الكريمة" مشيرة إلى أن أسعار هذه الجلابيات تختلف باختلاف أقمشتها وخاماتها.
ساره الحلوة @sarh_alhlo
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بعد دنيته
•
مشكورة يالغلاااااااا ويعطيك العافيه ..
الصفحة الأخيرة