المـرأة في العصر الجاهلي في شعر الغزل

الأدب النبطي والفصيح

يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي -------- ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ--------- مكْحولةُ المقْلتين بالحور
تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت ---------كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ
وقال لـها البدْرُ المنير ألاَ اسْفري-----فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
فوَلّتْ حياءً ثم أَرْخَتْ لِثامَها - ----وقد نثرَتْ منْ خَدِّها رطِبَ الورْد

وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها----كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
يبيتُ فُتاتُ المسْكِ تحتَ لثامها ------ فيزدادُ منْ أنْفاسها أرَجُ النَّدِّ
ويطْلُع ضَوءُ الصبْح تَحتَ جَبينها ---فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها المجَعد
وبين ثناياها إذا ما تَبسَّمتْ --------مديرُ مُدامٍ يَمزجُ الرَّاحَ بالشَّهد
حَوَى كلَّ حُسْنٍ في الكَوَاعِبِ شَخْصُها --- فليْسَ بها إلاَّ عُيوبُ الحَواسد
إذا كانَ دمْعي شاهدي كيفَ أجْحَدُ ---- ونارُ اشْتياقي في الحَشا تَتَوَقَّد
أُقاتِلُ أشواقي بصبْري تجلّداً --------وقَلبيَ في قَيْدِ الغَرامِ مُقَيَّد
خَليلَيَّ أمسى حُبُّ عبلةَ قاتِلي -------وبأْسِي شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُ
رَمتْ عُبيلةُ قلْبي من لواحِظِها -----بكُلِّ سهْم غريق النَّزعْ في الحَوَر

فاعْجب لـهنّ سهاماً غيْرَ طائِشَةٍ ------من الجفُونِ بلا قوْسٍ ولا وَتَرِ
شكُو منَ الـهَجر في سِرٍّ وفي عَلَنٍ ----شكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ منَ الحجر
يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي -- لمَّا جرت روحي بجمسي قدْ جرَى
وإنْ نامَ جفني كانَ نوْمي عُلاَلةً أقولُ------ لعلَّ الطَّيْفَ يأْتي يُسلِّمُ
وخبّرْ عنْ عُبيْلةَ أَيْنَ حلّت ---------وما فعلتْ بها أيدِي اللَّيالي
لَحى اللـه الفِراقَ ولاَ رَعاهُ--------- فَكَمْ قدْ شَكَّ قلبي بالنّبال
أُقاتِلُ كلَّ جبَّارٍ عَنيدٍ ------------ويَقْتُلْني الفِراقُ بلا قِتالِ

0
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️