كل يوم ينبثق فجره ترانا نتحرك ..
على ترددموجة أخرى غير التي بثتنا بالأمس ..
فيوماً يقربنا من شاطئ الأمان
ويوماً تجرفنا رياحه الى محيطات القلق ..
وحين نقلق نحزن ..!
وحين نحزن نتوغل في الذكريات ..
لنقتص من اللحظة الساحقة !
ومن القلق الراهن الذي يظهر لنا بوجه العدو ..
يتحدث في داخلنا بكل أسى ..
ويهيؤنا لاستقبال مراسم الحزن وانقباض القلب :
يضعنا في مقارنة غير عادلة فنصدق حديثه
ونتبع خطوط أثره ..
دون أن نفكر ماذا نكسب وماذا نخسر
من جراء هذه المقارنات ؟!
كنا غناة وغلاة ..نملؤ المكان والزمان ..!
كنا الإوجّ والألق والنضرة ومزار القلوب ..
كانت شراييننا تتدفق عطاء كنهر يتشعب في كل اتجاه
يروي وتخضر على جانبيه الضفاف ..
والآن نحن العصافير هجرت عشها..
وتركت صغارها فريسة النسر
توارينا خلف أستار القلق واعتصمنا بالحزن ..
نقارن الماضي بالحاضر كل يوم وتهاجمنا علامات التعجب
لاننا نتصور أننا نسير إلى الخلف
والعالم يسير إلى الأمام ..
قلق المقارنة محبط .. قاتل .. وغير مجدي ..
لنجلس في معزل ونحاور ذواتنا بهدوء وسلام ..
ونقود أنفسنا برفق وحب في جلسة تقويم
ونطرد كل عدو يباغتنا ويقطع علينا طريق السلام
ويعيد علينا نغمة القلق النشاز ..
فهل سنكف عن القلق وعن المقارنة ..
ونعيد بناء ماتهدم منا قبل أن يتزعزع الأساس ؟!
هلا ننهض من جديد لأجلنا لالأجل أحد ..
لنرمم ماتصدع ونجبر ماانكسر ونبني ماانهار ..؟!
ليكن قلقنا وحزننا إيجابياً لاينتهي بالإحباط
بل يشحذ العزائم ..
ويرضي أنفسنا ويسعدها ويعيد تألقها قبل كل شيء
يجددها... لنعيش بسلام في ظل رضا الله .
يبحث في تقلبات أحوالنا بكل شفافية ...
بارك الله فيك فيض الغالية على لمساتك العذبة وكأنها بلسم شافي
🌹🌼🌹