أحبائى فى الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سأحدثكم عن الملائكة ، وأخبركم عن صفتهم ، وعددهم ، ومن نعرف أسمائهم تفصيلا...
1- الملائكة :
هم أجساد نورانية أعطيت القدرة على التشكيل بأشكال مختلفة ومسكنها السموات والأرض، والملائكة خلق عظيم من خلق الله عز وجل.
2- صفتهم :
تدل النصوص فى مجموعها على أن الملائكة مخلوقات نورانية ليس لها جسم مادى يدرك بالحواس الإنسانية، وأنهم ليسوا كالبشر فلا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولايتزوجون، مطهرون من الشهوات الحيوانية ومنزهون عن الآثام والخطايا ولايتصفون بشىء من الصفات المادية التى يتصف بها الثقلان غير أن لهم القدرة على أن يتمثلوا بصورة البشر بإذن الله تعالى - كما أخبر الله -عز وجل -عن جبريل -عليه السلام-أنه جاء مريم فى صورة بشرية فقال -تعالى-: (واذكر فى الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (16) فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا).
وفى حديث جبريل المشهور حين جاء يعلم الصحابة معنى الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة- ذكر الفاروق المحدث الملهم رضى الله عنه أنه جاء على هيئة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر. الحديث متفق عليه.
قال -صلى الله عليه و على آله وسلم- فيما روته عائشة رضى الله عنها:" خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم" الحديث رواه مسلم فى صحيحه، والمارج لهب النار المختلط بسوادها.
عن النبى -صلى الله عليه و على آله وسلم- قال: " أذن لى أن أتحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتفه مسيرة سبعمائة عام" الحديث صححه الألبانى فى الصحيحة...
ومن صفاتهم الخلقية التى أخبرنا عز وجل بها أنه جعل لهم أجنحة يتفاوتون فى أعدادها فقال سبحانه

وقد أخرج البخارى فى صحيحه ك بدء الوحى عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و على آله وسلم- رأى جبريل -عليه السلام- له ستمائة جناح.
والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-

وتتأذى كذلك من الأماكن التى يعصى فيها الله -عز وجل-فلا تدخلها ، قال النبى -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-

وقال القرطبى فى المفهم تعليقا: إنما لم تدخل الملائكة البيت الذى فيه الصورة، لأن متخذها قد تشبه بالكفار ، لأنهم يتخذون الصور فى بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجرا له لذلك.
وهم منظمون فى كل شئونهم ، ولايملون ولايتعبون من عبادة ربهم -عز وجل- قال تعالى (يسبحون الليل والنهار لايفترون) سورة الأنبياء:20
وقال عز وجل

وهم مع عظم خلقهم واجتهادهم فى عبادة ربهم -عز وجل- و تنزههم عن المعاصى من أعظم الخلق خوفا من الله -عز وجل- قال تعالى

وقال عز وجل

أقسام الملائكة:
فمنهم الموكل بالوحى من الله -تعالى- إلى رسله-عليهم الصلاة والسلام-، وهو الروح الأمين جبريل -عليه السلام- قال تعالى: (نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربى مبين) سورة الشعراء:193-195
ومنهم الموكل بالقطر وتصاريفه إلى حيث أمره الله -عز وجل- وهو ميكائيل -عليه السلام-، وهو ذو مكانة عالية ومنزلة رفيعة وشرف عند ربه -عز وجل- ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه -عز وجل- ، ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله -عز وجل- .
ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل -عليه السلام- ، عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أن يؤذن له " قالوا كيف نقول يا رسول الله ؟. قال " قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا" صححه الألبانى فى صحيح الترمذى.
ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه قال الله -تعالى-

ومنهم الموكل بحفظ العبد فى حله وارتحاله، وفى كل حالاته ، وهم المعقبات.
ومنهم الموكل بحفظ عمل العبد من خير وشر وهم الكرام الكاتبون .
ومنهم خزنة الجنة ومقدمهم رضوان . -عليه السلام-
ومنهم خزنة جهنم عياذا بالله منهم ، وهم الزبانة ورؤساؤهم تسعة عشر، ومقدمهم مالك -عليه السلام-
ومنهم حملة العرش.
ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر.
ومنهم صفوف لا يفترون ، وقيام لا يركعون ، وركع وسجد لا يرفعون.
ومنهم غير ذلك

ثمرات الإيمان بالملائكة فى عقيدة المؤمن:
1- العلم بعظمة الله -تعالى- وقوته وسلطانه ، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق -عز وجل-.
2- شكر الله -تعالى- على عنايته ببنى آدم، حيث وظف من الملائكة من يحفظهم ويرفع دعواتهم ويستغفر للمؤمنين منهم ويبلغهم بشارات الله.
3- محبة الملائكة وموالاتهم: فيجب على المؤمن أن يحب جميع الملائكة ، فلا يفرق فى ذلك بين ملك وملك ، لأنهم جميعا عباد الله عاملين بأمره تاركين لنهيه، وهم فى هذا وحدة واحدة لا يختلفون ولا يفترقون.
4- التشبه بالملائكة فى مداومتهم على طاعة الله -عز وجل- بلا ملال ولا كلال ، والتعاون معهم على الحق والخير.
5- البعد عن إيذاء الملائكة ، " كما أسلفت فى وسط رسالتى".
6- اليقظة التامة إذا آمن العبد بالكرام الكاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ، فلايصدر من الإنسان إلا ماهو حسن ، ولايتصرف إلا لغاية كريمة.
7- الاستئناس بالملائكة فى طاعة الله - عز وجل- حيث إن الله- عز وجل- يثبت بهم أولياءه على طاعته كما قال تعالى

* وإن كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.
" اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون ، واغفر لى ما لا يعلمون"
منقول