الملابس الثقيلة قد تكون سبباً لنزلات البرد

«الجزيرة»فوزية الحربي

في بداية موسم الشتاء ينتاب الأمهات الخوف الشديد على أطفالهم من لفحات البرد، وتصر الأم على أن
يرتدي أطفالها معاطف الصوف والقمصان القطنية، لكنها تفاجأ برفض الصغير وعناده، ويصر على
ملابس خفيفة، مؤكداً أنها الملابس التي تدفئه, ويصر بأنه يعرف ما الذي يصيبه بالبرد وما الذي يدفئه
, هذه تقريباً شكوى جميع الأمهات بالشتاء.

وعندما يجد الطفل نفسه محاصراً بإجبارها له, تراه يخضع وينفذ لها طلبها, ولكن ما إن يغادر عتبة المنزل
أو ما إن يصل للمكان الذي يذهب له حتى يسرع بنزع المعطف وكل ما يشعر أنه يضايقه ويعوق حركته,
وقد تظن الأم أن الطفل الصغير سيصاب بنزلة برد حادة ما إن ينزع عنه ملابسه الثقيلة غير أن التجارب تثبت غير ذلك.

الدكتور (وولفسون) أحد الأطباء في مستشفى منطقة ساري البريطانية يقول: كثير من الأمهات يصبن بالرعب
في مطلع كل فصل شتاء، وما إن يعطس الطفل عطسة واحدة، حتى يحولن الأمر إلى كارثة ويفترضن أن
الإصابة بالبرد قادمة لا محالة. غير أن هذا ليس إلا أوهاماً وتخيلات في بال الأمهات، فالطفل الصغير يملك
قدرة تجعله يتكيف مع درجة الحرارة في الجو الذي يحيط به، بل إن الملابس الثقيلة يمكن أن تسبب له الإصابة
بالبرد أكثر من الملابس الخفيفة، فمثلاً عندما تلبس الأم طفلها هذا الكم الهائل من الملابس قبل أن يخرج ثم تتأخر
لسبب ما في الخروج فإن الطفل سيواجه البرد فيما يكون جسمه بدرجة حرارة عالية، بل وقد يكون متعرقاً مما قد
يصيبه بالبرد بالفعل، وعلى العكس فإن قطعة ملابس واحدة مع معطف خفيف أو سترة صوفية رقيقة قد تكفي لأن
حركة الطفل وحيويته تضخان لجسمه حرارة فلا يشعره بالبرد وبالتالي لن يصاب بنزلة برد.

ويوضح دكتور (وولفسون) إصابة الصغار بنزلات برد فقال: أذكر أن إحدى الأمهات صحبت طفله
ا إلى العيادة وكان مصاباً بالإنفلونزا، وبعد أن فحصته ووصفت له العلاج المناسب. إذ بها تطلب مني
أن أقنعه بارتداء الملابس الثقيلة، لأنه لو كان يرتديها لما أصيب بما أصيب به، ويبدو أن هذه الأم لا
تعرف الفارق بين نزلة البرد التي تصيب الأطفال بسبب إصابتهم بالبرد وبين فيروس الإصابة بالإنفلونزا
، وهو فيروس ينتشر في فصل الشتاء ويمكن مقاومته بجسم سليم أي معزز بجهاز مناعة قوي. وعموماً
أذكر أنني قلت للسيدة: إنه ليس من واجبي أن أنصح طفلها أو لا أنصح إلا أني التفتّ إلى الصبي وقلت له
ضاحكاً: لا تسمع نصيحة أمك بكاملها واكتف بالرضوخ لنصفها أو ثلاثة أرباعها، أي إذا طلبت منك أن
ترتدي أربع قطع من الملابس، البس قطعتين فهذا يكفي أما إذا طلبت منك أن تأكل أربع قطع من الفواكه
لتزيد من قوتك ومناعتك ففي هذه الحالة لتكن طاعتك عمياء.

ينصح أحد الأخصائيين النفسيين في المؤسسة الطبية البريطانية الأمهات اللواتي يجبرن أطفالهن على ارتداء الملابس الثقيلة والكثيرة في فصل الشتاء وبالتالي:


- فكّري بالمكان الذي سيذهب إليه طفلك، وهل سيمارس نشاطاً رياضياً؟ وهل سيكون بمكان مفتوح أو مقفل؟

- الطفل الصغير (من سنة إلى 3 سنوات) قد يحتاج إلى ملابس تدفئة أكثر من الطفل الأكبر سناً، لأن حركة هذا الأخير تكون أكثر.

- اهتمي بإلباس طفلك سترة خفيفة مقفلة لا يمكنه نزعها بسرعة، فحتى إذا نزع السترة أو معطف، فهو على الأقل سيبقي تلك القطعة على جسمه.

- التفاهم مع الصغار أهم بكثير من إجبارهم، وأولى خطوات التفاهم تقتضي الإقناع، حاولي إقناعهم وكسب ثقتهم بالدرجة الأولى.

- كوني شجاعة، واتركي الطفل الذي يعاند كثيراً ليعيش التجربة، فالإصابة الخفيفة بالبرد ليست خطراً، وقد يتلقى الطفل درساً مهماً أن شعر بوعكة بسيطة واكتشف أنه كان السبب.



منقوووووووووووووول:26: