الملفوف

الصحة واللياقة

(( الملْفُوف ))


بقلة زراعية من الفصيلة الصليبية التي تضم الفجل واللفت والكرنب والخردل وغيرها .
تسمى في الشمام (( يخنا ) وهذا اللفظ محرف عن العامية التركية (( لحنه )) أي الملفوف ، وفي مصر يطلقون عليها اسم (( الكرنب )) وهذا من أصل يوناني (( كرامبيه )) ويهرف في لبنان باسم (( الملفوف )) وفي العراق باسم (( لهانه )) وهذا من أصل تركي أيضا .
وللملفوف أصناف وضروب ، منا : ملفوف لِفتي ـ أو كرنب لفتي ، وكرنب ساقي هو المعروف في الشام باسم الكرنب وفي مصر (( أبو ركبة )) ، والقنبيط المعروف في الشام باسم (( الزهرة )) وفي الشام أيضا ومصر باسم (( القرنبيط ، وفي العراق باسم القرنابيط )) ، (( والكلم )) وهذا من التركية ومعناه الملفوف .

ومن أنواعه : ملفوف أخضر ، وملفوف أحمر ، وملفوف صيني ، وملفوف بحري .

تاريخ الملفوف : للملفوف تاريخ عريق في القدم ، فهو يزرع منذ اكثر من أربعة آلاف سنة ، وسيرته حالفلة بالذكريات والأساطير ..

فوائد القماء من الملفوف :

وقيل في التاريخ القديم : إن الاغريق لم يحبوا الملفوف أبداً من أن أبقراط كان يشيد بفوائدة ، بينما عدة اللاتينيون خضرة ممتازة لأنها تملك قوة ثمينة في تبديد أبخرة الخمرة من رؤوس شاربيها . ولذا كان القدماء يقضمون ورقة ملفوف قبل الالتفاف حول مائدة الشراب ليتحملوا الافراط في الشرب في ولائمهم ، وكانوا يضعون الملفوف المسلوق بين أقداح الشرب للغرض نفسه .

الملفوف في الطب القديم :

تحدث علماء الطب القديم كثيراً عن فؤاد الملفوف ، وذكروا من خواصه ما يتفق مع بعض ما توصل إليه الطب الحديث :

وأشادالأطباء بفوائد الملفوف وكانوا يطلقون عليه اسم الكرنب ـ ونكتفي بذكر بعض ماقاله الرئيس ابن سينا فيه :

هو منضج ، ملين ، مجفف ، خصوصا إذا طبخ . وله خاصية في تسكين الأوجاع . وهو يدمل الجروح والقروح ويبرئها ، وينضج الأوراخ ، ويطفئ كل حرارة والتهاب ، ويكافح البثور والأورام التي تخرج مع التهاب واحتراق وتسعىة من موضع إلى موضع وتسمى (( النملة الخبيثة )) ، ويشفي الحروق إذا وضع مع البيض على الحرق ، وينفع من الرعشة ، ويضمد به مع الحبة والخل لمعالجة النقرس ( وجع وورم في مفاصل اليدين والكعبين ) ، وطبخه وبزره يفيد السكارى ، واستنشاق عصارته ينقي الرأس ، والغرغرة بعصيره _ أو طبخه _ مع الخل ينفع من العلل الخانقة ، ومص مائه يصفي الصوت . وشرب عصارته ينفع ضد السموم ، واليرقان ، ووجع الطحال ، وأكل ورقة يحسن اللون ن وبزره ينفع من النمش والكلف .

الملفوف في الطب الحديث :
وبعد أن خبا نجم الملفوف حقبة من الزمن ، عاد يلمع شيئا فشيئا ابتداء من القرن الثالث عشر ، وجاء الطب الحديث فأنصفه ، وبالغ في إنصافه في ضوء التحاليل والأبحاث والتجارب التي أجريت عليه ، وننقل خلاصــــــــة وافيه لما قاله فيه العالم المعاصر الدكتور (( جان فالنيه )) الفنرسي حجة الطب الطبيعي ، وزعيم العلاج بالنباتات من خضراوات وفواكه وحبوب ، وصاحب المؤلفات العديدة التي ترجمة إلى عدة لغات ، وجاء فيها بكل طريف ومفيد :

إن التجارب الطبية الاختبارية للملفوف خلال عشرة قرون ، قد استقرت اليوم على عدد من الأسس العلمية الراسخة ، ويجب ألا تحمر وجوهنا خجلا حين نفتبس من شعب ما يفيدنا في العلاج ـ هذا ما كان يقوله ابقراط ، لا سيما وقد عرفنا أن عدة تجارب في الطب الشعبي كانت تجري أيضاً في سبيل الوصول إلى الحقيقة .

وبمثابة مقدمة لما نريد قوله ، يكفي أن نسرد ثلاثة أمثلة من بين مئات وصفها السابقون لنا .

من عجائب الملفوف :
1) نحو سنة 1880 وقع سائق عجلة نقل في قرية فرنسية من عربته فمرَّ دولاب من دواليبها على ساقه ، وأحدث فيها جروحا بالغة ، وقد قرر طبيبان ضرورة قطعها ، واستشار جراحاً ، فأقر رأيهما ، وحددا اليوم التالي موعدا للتنفيذ ، وحدث أن نصح خوري القرية لوالدة الجريح بأن تغطي الجروح بأوراق الملفوف ، وكانت الساعة الخامسة ليلاً ، فسكن الألم ، ونام الجريح حتى الصباح ، وحضر الطبيب لأجراء العملية فدهش لما شاهده من تحسن الحالة ، وما مضت ثمانية أيام على المعالجة باوراق الملفوف حتى شفي الجريح واستأنف عمله !

2) الساعتي ( م . ز ) كان يتألم منذ سنة من اكزيما مؤلمة في يديه ، وقد حرمت عليه العمل ، وانتشرت على مدى واسع ، وعمت الالتهابات يديه ، وكادت الأظافر تسقط ، ولما استعمل أوراق الملفوف ( كمادات توضع مرتين في اليوم على يديه ) هدأ العلم ، وامتصت الكمادات إفرازات الاكزيما ، وشفي المريض تماما بعد شهرين من المعالجة .

تركيب الملفوف :
ولعل من الواجب أن نذكر أولاً : ما أظهرته أحدث التحاليل من المواد التي يتركب منها الملفوف ، وثانياً : الأمراض والعلل التي تأكدت فائدة الملفوف في علاجها .

1) فقد عرف أن المئة غرام من الملفوف تعطي 0.3 غ من البروتين ، و6 غ من المواد الدسمة ، و6 غ من السكريات والمعادن ، و50 ملغ من الفوسفور ، و50 ملغ من الكلسيوم ، و1 ملغ من الحديد ، و80 ملغ من فيتامين ( ج ) ، و 0.15 ملغ من فيتامين ب1 ، و0.12 ملغ من فيتامين ب2 ، و0.6 من فيتامين ( ب ب ) ، و0.5 من فيتامين أ ، و 0.183 من فيتامين ( و ) ، كما فيه فيتامينات د2 ـ وفيتامين ك ، كما فيه مقادير جيدة من الكبريت ، والزرنيخ والنحاس واليود والكلس وفيه حمض الليزين الذي يقدم للجسم ما يحفظ توازن الصحة ، ويستغني به عن الغذاء الحيواني الذي يعطي هذه المادة الحيوية البناءه .

الأمراض التي تعالج بالملفوف :
أما الامراض والعلل التي تعالج بالملفوف وطرق المعالجة ، فهي :
ـ الأذن ( الصمم ) وضعف السمع : يفيد مزج مقدار من عصير الملفوف بمثيله من عصير الليمون الحامض ويقطر في الأذن .

ـ الأرق : توضع كمادات من ورق الملفوف على خلف الرأس ( القذال ) وعلى الساقين ثلاث مرات أو أربع .

ـ الاستسقاء : يكثر من أكل الملفوف نيئا ، أو مكمورا ، أو يشرب عصيره ولعلاج الوذمة ( الاستسقاء الموضعي ) يشرب كل يوم قدح او قدحان من عصير الملفوف ، وتكملة للعلاج توضع أوراق الملفوف على مكان الألم وتجدد من حين إلى حين عند الحاجة .

ـ الأسهال : توضع أوراق من الملفوف على كل البدن ، بما في ذلك منطقة الكبد ، وذلك في النهار مرة أو مرتين ويضطجع على سرير لئلا تعرقل الحركة مفعولها ، وتكرر العملية ثلاث أو أربع مرات ويحتفظ بأوراق الأخيرة على الجسم ليلاً . ويسلق الملفوف طويلا ويشرب ماء السلق فقط .

ـ الأعصاب : توترها : يفيد تناول قدحين يوميا من عصير الملفوف الأعصاب ( آلامها ) ، عرق النساء ، الروماتيزم ، الوجه ، الورك ـ و الاكزيما ـ يبدأ باستعمال الكمادات من الملفوف لمدة قصيرة ( ساعة واحدة ) ثم يداوم عليها إذا كانت تحتمل ، ويجب أن تدهن الأوراق بزيت الزيتون ، مع العلم أن جميع أنواع الاكزيما لا تستفيد من ورق الملفوف ، ويؤخذ من الداخل الملفوف النيء أو عصيره أو المكمور منه .
ـ الآكله ( غنفرينا ) : تستعمل كمادات الورق ، وتبدل كل ساعتين بغيرها ، ثم تترك لمدة أربع ساعات ، وتبقى كمادة المساء طوال الليل .
ـ الالتهابات ـ التي تعالج بالملفوف كثيرة ، وقد ذكرنا طريقة معالجة كل التهاب في مكان اسمه بحسب الحروف الهجائية ، منها التهاب المعدة والتهاب الجفون . على سبيل المثال لا الحصر .

ـ الإمساك : يؤخذ من ماء سلق الملفوف 2 ـ 4 أكواب في كل يوم .
ـ الأمعاء :
1) التهاب المعي : يعالج بعصير الملفوف كما يعالج الاسهال ، والمعص .

2) الآلامالامعائية أو المعدية : تعالج أيضا بطريقة معالجة الاسهال .

3) تعفن الأمعاء : تعالج بعصير الملفوف النيء ، وبمخلل الملفوف تؤخذ ملعقتان صباحاً .

ـ التعب أو انحطاط القوى . يؤخذ من عصير الملفوف قدح أو قدحان يومياً .

ـ الأوردة ، التهابها : تعالج كما تعالج أمراض الساق .

ـ الأوعية الليمفاوية والتهابها : تعالج بكمادات من من أوراق الملفوف .

ـ البحة : تستعمل غرغرة وشراب من عصير الملفوف والعسل . ويتناول الممثلون والمغنون منه لتحسين أصواتهم ، وكذلك يستعملون مغلي الملفوف ـ بلا ملح ـ مخفوقا بصفار البيض .

ـ البرد ( تشقق الأيدي من البرد ونحوه يعالج بكمادات من أوراق الملفوف توضع على موضع التشقق .

ـ البروستات ( تضخمها ـ اضطراباتها : توضع كمادتان من ورق الملفوف نهاراً ومثلهما ليلاً ، على أسفل البطن وعلى العجان ( بين الشرح وعضو التناسل ) .

ـ البلعوم ( التهابه ، الخناق ) : وضع كمادات أوراق الملفوف على الحنجرة يخفف الآلام ، ويساعد على طرح المواد السامة ، ويفيد في حالة التهاب الحنجرة يخفف الآلام ، ويساعد طرح المواد السامة ، ويفيد في حالة التهاب الحنجرة والالتهابات المختلفة ، ويجب تبديل الأوراق في حالة الشعور بحرارة موضعية .

ـ البواسير : توضع عليها كمادات من الملفوف .

ـ البول ( رمال بولية ، حصى : يؤخذ قدح أو اثنان من عصير الملفوف يوميا .

ـ تسمم كحولي : يفيد فيه شرب عصير الملفوف النيء أو المكمور .
ـ تشمع الكبد : يفيد فيه شرب عصير الملفوف ، أو تناوله نيئا أو مكموراً .

ـ تشنج دماغي : وضربة الشمس : يوضع ورق الملفوف كمادات على الرأس والرقبة من الخلف ( النقرة ) مدة أربع ساعات ، وتكرر العملية ثلاث أو أربع مرات يفصل بينها بساعتين أو ثلاث ساعاتة ( وهذا تدبير وقائي ريثما يحضر الطبيب ) .

ـ الجروح العادية والمعفنة : تفيد كمادات من ورق الملفوف توضع على الجروح مدة ساعتين وتبدل ـ في بادئ الأمر ـ ثم تبدل كل أربع ساعات ، وتبقى كمادة المساء طول الليل إلا في الحالات الصعبة .
ـ جمال الوجه : أقنعة الجمال : إن أوراق الملفوف تجدد حيوية النسج ، وتمتص الفضلات ، ولذا توضع كمادات منها على الجلد طوال الليل ، وفي النهار مدة نصف ساعة لتنشيط الدورة الدموية وامتصاص أكداس الدهن من النسج ، ويشارك الملفوف في هذا كل من الخيار ، والفريز ، والدراقن .

ـ الجيوب التهابها : توضع كمادات من ورق الملفوف على جيوب الأنف وتترك عدة ساعات ، أو طول الليل ، وتصب صباحا ومساء قطرات من عصير الملفوف الطازج في كل منخر من الأنف .

ـ حب الشباب : يغسل بعصير الملفوف الطازج ، ويمكن وضع أوراق الملفو فكمادات على الموضع المصاب ، ويشرب العصير أو يؤكل الملفوف نفسه .

ـ الحروق : تهرس الأوراق الطازجة وتوضع كمادات منها على موضع الحرق ، كما يمكن وضع كمادات من لب البطاطا ، أو الجزر المبشور .

ـ الحصف : مرض جلدي معدِ : يغسل بعصير الملفوف .
ـ الحفر : يشرب قدح أو قدحان يومياً من عصير الملفوف ، ويؤكل نيئاً في السلطة .

ـ الحويصلة الصفراوية : كمادتان من الملفوف على الألم في النهار ، وأربع في الليل ، وتجدد كمادتا النهار كل أربع ساعت ، ويمكن أن تسعمل أوراق الحرشف .

ـ الحيض آلامه : توضع كمادات من ورق الملفوف على أسفل المعدة لمدة ثلاث ساعات أو أكثر .

ـ الدمامل ، الخراج ، الأورام : الداحس : تستعمل كمادات من أوراق الملفوف النيء ثلاث مرات في اليوم ، وتغسل في الليل بماء الملفوف المسلوق ، وتبدل الكمادات إذا شعر المريض بحرارة لا تحتمل بأوراق طازجة ، ويؤخذ ـ داخلياً ـ من الملفوف النيء أو المكمور ، أو عصيره .
8
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مذهله ولكن
مذهله ولكن
جزاك الله خير على هالمعلومات القيمه
Al-Farasha
Al-Farasha
معلومات قيمه

الله يجازيكي الجنه
الاسم منتسب لدينا%
امين
القلـم الصامت
الاسم منتسب لدينا%
منورين