الممرضة العربية المغتربة

الصحة واللياقة

الثلاثاء، 20 فبراير 2018


الممرضة العربية المغتربة


الغربة معناها البعد عن الوطن....وهي مشتقة من كلمة "غريب"....يعني أن تكون غريب البلد...وتشير إلى المشاعر السلبية بسبب الانقطاع عن الأهل والوطن والأجواء المعتادة.


قديما لم تكن هناك أي فرصة للأنثى لتغترب...ولو حتى لمدينة أخرى في نفس البلد...ولكن مع تغير الظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحاجات....أصبح مسموحا لها بل في بعض الأحيان أصبح ضرورة...


وتغترب الممرضة العربية عادة من أجل الدراسة وخصوصا الدراسات العليا...أو لكسب العيش....أو لربح مادي أفضل.
وتبقى غربتها محك واختبار حقيقي لكل تجربتها في الحياة ولتربيتها ولثقافتها ولصبرها...لأن المجتمع العربي بطبيعته لايرحم الفتاة المغتربة.


وهناك ايجابيات وسلبيات لغربة الممرضة العربية باختلاف سببها....
سنبدأ اولا بالإيجابيات:-


1. الاعتماد على النفس
خلال فترة غربتها... سوف تجد الممرضة العربية أنها تتحكم بشكل كامل بالأمور صغيرها وكبيرها. سواء كان ذلك شراء احتياجاتها أو إنهاء إجراءاتها القانونية ومعاملاتها أو إدارة المال والمنزل . وهذه فرصة ممتازة للاعتماد على النفس لأنه لن يكون هناك أحدا لمساعدتها. وهذا سيؤدي إلى زيادة احترام الذات ومعرفة أن باستطاعتها تدبير الأمور عندما تحتاج إلى ذلك وهذا ينعكس على زيادة استقلاليتها وتقليل الاعتماد على الآخرين في حال عودتها من غربتها.


2. التعرف على ثقافات أخرى جديدة
إن سفرالممرضة العربية وغربتها ستتيح لها التعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة ومعرفة نمط حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتعلم بعض الحيل منهم في مواجهة الحياة. وكونها ممرضة ستتعرف أيضا على أنظمة صحية جديدة وستكتسب خبرة جديدة في مجال جديد ستغني مسيرتها العملية.


3. معرفة النفس وفهمها
عيش الممرضة لوحدها يساعدها في معرفة نفسها بشكل أكثر وبدون تأثير مجاملة الآخرين. فخلال اغتراب الممرضة سوف تواجه العديد من النشاطات والمناسبات التي ستكتشف انها تناسبها أو لا تناسبها وهذا سيساعدها على اكتشاف ما تحب وما تكره وما يناسبها وما لا يناسبها. وبعد اكتشافها لنفسها سوف تستطيع بعد ذلك تحديد أي نمط حياة يناسبها أكثر من أي وقت مضى.


4. امتلاك الوقت
بما أن الممرضة العربية وحيدة في الغربة فإن وقتها كله لها بعيدا عن المسؤوليات اليومية المعتادة...وبناء على ذلك فإنها تستطيع الاستمتاع بوقتها كيفما تشاء .....وتستطيع تعلم مهارات جديدة لم تمتلك الوقت لها وهي في بلدها مثل رياضات أو لغات معينه.


5. تقدير الحياة
هناك مثل يقول “لا تعرف قيمة الشيء إلا عندما تخسره .” خلال غربتها سوف تواجه الممرضة العربية العديد من المصاعب التي لن تواجهها خلال وجودها بين أهلها. سوف تتعلم قدر الأشخاص الذين يحيطون بها وعندما تعود وتصبح بينهم سوف تظهر لهم المودة وسوف تقوم بواجباتها اتجاههم على أكمل وجه.


أما السلبيات:-
1. ستبتعد الممرضة العربية عن أهلها وجميع أقاربها وستفتقد للأجواء العائلية والأسرية خاصة فى الأعياد والمناسبات المختلفة....وستشعر بالوحدة الشديدة....وستشعر أحيانا بمشاعر الاكتئاب والحنين والحزن بناء على ذلك.


2. ستفتقد للأصدقاء القدامى وخصوصا الزملاء في العمل ....وستحن لقضاء الأوقات معهم....ستتعرف على أصدقاء وزملاء جدد ولكنها ستأخذ وقتا للتكيف معهم ومعرفة عاداتهم.


3. ستشعر بأن الوقت يمر ببطء.


4. ستضطر لمواكبة تقاليد وأعراف غير معتادة عليها.


5. أحيانا إذا تواجدت وسط ثقافات سيئة ستتأثر بها.


6. إذا كانت ناجحة في عملها فإنها ستواجه العداوة من زملائها في العمل لأنها تهدد فرصهم بالنجاح وتنافسهم على مواقعهم في أوطانهم.


7. وإذا تكاسلت فإنها ستواجه الانتقاد لأنها لا تكسب مالها بجهدها بل لا تستحقه.


8. تعصب أهل البلد الجديد ضدها والعنصرية لأنها تختلف عنهم ربما بالدين أو المظهر أو العادات أو الشكل.


9. سيبقى بالها مشغولا دائما على أهلها خصوصا إذا كان منهم من هو بحاجتها كأم مريضة أو أطفالها.


10. نقصان فرص الزواج إذا لم تكن متزوجة....وزيادة نسب الطلاق للمتزوجات.


11. مع مرور الوقت ستعتاد البعد ونقص حنان العائلة وستنشغل بالأمور المادية مما يؤدي إلى زيادة قسوة قلبها.


وفي النهاية....أختتم كلامي بمقولة أعجبتني ..."الغربة يا رجل فاجعة يتم إدراكها على مراحل، ولا يستكمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التّابوت على أسئلتك الّتي بقيت مفتوحةً عمراً بأكمله، ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريباً قبل ذلك؟ ولا كم ستصبح منفيّاً بعدالآن؟".
من مدونة ممرضات الوطن العربي من الألف إلى الياء
0
230

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️