الدراسات الحديثة تؤكد: الاحماض الدهنية ترفع الكوليسترول بدرجة تفوق الدهن المشبع
تؤثر على القلب
د.جابر بن سالم القحطاني
من المرجح انك تعرف بالفعل ان الدهن المشبع، وهو النوع الشائع في المصادر الحيوانية مثل اللحوم والجبن ومنتجات الألبان الكاملة، ضار بالصحة، إذ أنه يسد الشرايين ويرتبط بصنوف من المشكلات الصحية الأخرى. وربما قد سمعت ان الدهن عديد اللا تشبع والدهن أحادي اللا تشبع، اللذين يوجدان في الخضروات والمسكرات والبذور، هما النوعان الصحيان حقاً، فهما يلعبان دوراً في خفض الكوليسترول وتقليل الالتهاب إلا أن السمعة يمكن احياناً ان تكون خادعة، ولنأخذ مثالاً لذلك ما يسمى الأحماض الدهنية المتحولة Trans-fatty acids التي تصنع من الزيوت النباتية الصحية للقلب. فمن خلال عملية طبخ تسمى الهدرجة Hydrogenation تصير هذه الزيوت الصحية غير صحية، إذ تتحول الى مادة قوامها قابل للفرد تضاهي الزبد، ويمكن ان ترفع مستويات الكوليسترول، ويستخدم مئات من منتجي الأطعمة هذه العملية لأكساب منتجاتهم - وكثير منها يكتب عليه انه منخفض الدهن او خالي من الكوليسترول - قواماً اكثر غنى وكثافة وطعماً اكثر استساغة. ويمكن معرفة ما إذا كان هذا الزيت مهدرجاً ام لا بقراءة ما هو مكتوب عليه. فإذا قرأت تلك الكلمات:
«زيت نباتي مهدرج جزئياً»، فمعنى هذا ان الطعام يحتوي على احماض دهنية متحولة وينبغي تجنبه لا سيما إذا كان هذا الزيت المهدرج مدرجاً ضمن المكونات الأربعة الأولى. وهناك معلومة اخرى: فالمنتج المكتوب عليه: «قد يحتوي على واحد أو أكثر مما يلي» ثم يذكر زيت بذرة القطن أو زيت فول الصويا او زيوت اخرى المهدرج جزئياً يدل ذلك ايضاً على ان المنتج قد تم تغييره كيميائياً وانه يحتوي على احماض دهنية متحولة.
وجدير بالذكر انه بالرغم من ان المنتجات المهدرجة مثل المارجرين قد ينقصها الدهن المشبع الا انها يمكن ان تكون اكثر خطورة على القلب. فقد توصلت ثلاث دراسات إلى أن الأحماض الدهنية المتحولة يمكن ان ترفع مستويات الكوليسترول بدرجة تفوق حتى الدهن المشبع، وهذا طبقاً لما ذكره د. البرتو أشيريو، استاذ علم التغذية المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة هارفرد. والضرر الناتج لا يقتصر حينما تأكل اطعمة تحتوي على تلك الزيوت المهدرجة المطبوخة، فهذا يشبه وضع السكر في خزان للبنزين، فهو يلحق الفوضى والضرر بعملية حرق المواد المنتجة للطاقة في جسمك.
فالغشاء الخلوي يتحول من تلك الحالة السليمة المرنة والانحناءة القابلة للأنثناء التي يكتسبها من تناول الدهون الصحية السليمة مثل الدهن متعدد اللا تشبع الى ان يصير مستقيماً وصلباً بسبب عملية الهدرجة والأحماض الدهنية المتحولة لا تدخل في بنيان الأغشية الخلوية الجديدة، لذلك فإن الخلايا لا تتمكن من الأنقسام بشكل سليم، ولكنها اذا انقسم بالفعل فإن الأغشية الناتجة يمكن أن تكون غير مستقرة وعرضة للتفتت، مما قد يزيد قابلية اصابتك بأمراض متنوعة بما فيها السرطان.
و سلامتكم

tanya @tanya
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة