قديما كان التجويف الرحمى كهفا مظلما لا نستطيع رؤية ما بداخله او استكشاف امراضه وعلاجه ، الا ان المنظار الرحمى ساعد كثيرا فى تبدد هذا الظلام ونجاح علاج امراض الرحم بدرجة عالية من الدقة
ومع التقدم العلمى فى تطوير مختلف الأدوات الجراحية المساعدة والتى لا يتعدى سمكها من 2 – 3 مليميتر قد مكن ذلك من اجراء الكثير من العمليات الجراحية باستخدام تلك التقنية ، وقد اسهم ذلك فى سهولة التشخيص والعلاج
ويستخدم المنظار الرحمى فى امور كثيرة منها
اولا : الزوائد اللحمية أو الألياف الرحمية داخل بطانة الرحم
تنشأ لحميات بطانة الرحم في مرحلة الإنجاب بسبب اضطرابات في دورة النمو لبطانة الرحم ، مما ينتج عنه نمو زائد لخلايا بطانة الرحم، وتعتبر اللحميات من الأورام الحميدة، ويتراوح حجمها من حجم حبة الزبيب إلى أحجام حبة العنب تقريبا من 3 – 5 سم، وقد تكون لحمية وحيدة أو متعددة داخل بطانة الرحم. وتسبب اللحميات التهابا موضعيا في بطانة الرحم، مما ينتج عنه فشل في التصاق الأجنة الملقحة داخل الرحم وإجهاض متكرر، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن معالجة الحالات المرضية التي تصيب تجويف وبطانة الرحم تزيد من نسبة حدوث الحمل تلقائيا أو باستخدام التلقيح داخل الرحم أو الحقن المجهري لمعدلات تصل إلى 78 في المئة.
أما الأورام الليفية فهي أيضاُ أورام حميدة تنشأ من الأنسجة المكونة لجدار الرحم، تحدث الأورام الليفية عند السيدات في سن الإنجاب دون مسببات واضحة، حيث تشير التقديرات إلى تشخيص الألياف الرحمية عند نحو 20 في المئة من السيدات اللاتي يعانين من صعوبات في الإنجاب. ويرجع تأثير الأورام الليفية إلى تسببها في تشويه جدار وتجويف الرحم وضعف بطانة الرحم المحيطة بالورم الليفي، ما يؤدي إلى تقليل إمكانية حدوث الحمل، وكلما زاد حجم الورم الليفي وقربه من بطانة الرحم، ازداد تأثيره في الخصوبة ومعدل الحمل والإجهاض، ويتم استئصال الأورام الليفية الواقعة داخل تجويف الرحم عن طريق المنظار الرحمي الجراحي وتحت التخدير العام لتحقيق الاستئصال الكامل، حيث إنه لا بد من إعادة تشكيل جدار الرحم الداخلي بالحجم الطبيعي لاستيعاب التصاق ونمو الأجنة.
ثانيا : فك التصاقات بطانة الرحم
يستخدم المنظار الرحمى فى فك التصاقات الرحم والتى قد تنشأ نتيجة تعرض بطانة الرحم للتلف بسبب التجريف الجائر أثناء كحت بقايا إجهاض أو إزالة بقايا مشيمية، أو بعد استئصال اللحميات أو الألياف من تجويف الرحم. وقد تنشأ الالتصاقات لأسباب أخرى
مثل إصابة الرّحم بالتهابات شديدة، ويصاحبها عدم انتظام في الدورة الشهرية أو أن الدورة تصبح قليلة جدا أو تنعدم إضافة إلى العقم أو الإجهاض في حالة حدوث حمل ،ويعتبر المنظار الرحمي أفضل الوسائل المستخدمة لتشخيص وعلاج هذه الالتصاقات. حيث تتم بواسطته رؤية وعلاج الالتصاقات في آن واحد.
وينجح المنظار الرحمي في استعادة شكل التجويف الرحمي الداخلي والبطانة المغلفة له حيث تصل نسبة حدوث الحمل بعد إجراء العملية إلى75 %.
ثالثا: التشوهات الخلقية بالرحم
قد تحدث عيوب في تكوين الجهاز التناسلي عند الإناث، و هي من الحالات النادرة حيث تمثل نحو ١-٢ %من جميع السيدات في مرحلة الإنجاب، بينما تزيد إلى ٤ %من السيدات اللاتي يعانين من صعوبات الإنجاب، ويزيد معدل تشخيص الحالات المماثلة إلي ١٠-١٥ %من السيدات اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر، وتختلف أنواع العيوب من عدم تكون للرحم أو جزء منه إلى ازدواج في الرحم مرورا بالرحم القلبي، والرحم ذي القرنين، أو الرحم ذي الحاجز الطولي ، و كانت العيوب التكوينية تعالج سابقا عن طريق إجراء عملية جراحية عن طريق البطن، وفتح جدار الرحم لاستئصال الحاجز وإعادة تكوينه، وعلى الرغم من صعوبة هذا النوع من العمليات ودقتها إلا أن نتائجها لم تكن مرضية دائما، حيث يتعرض جدار الرحم لكثير من الضعف، وهو ما يقلل من احتمال اكتمال نمو الحمل إلى الشهر التاسع، إضافة إلى احتمال تكون الالتصاقات داخل الحوض ومضاعفات أخرى متعددة
وقد مكن اكتشاف استخدام المناظير الرحمية، من إجراء تسوية واستئصال الحواجز داخل الرحم بسهوله وفاعلية تقنية عالية جدا، ومن دون تأثير يذكر في تكوين وقوة جدار الرحم، وتعتبر عمليات تصحيح الحواجز الرحمية بواسطة المناظير الرحمية من أنجح العمليات التي تجرى لهذا الغرض، حيث أظهرت الدراسات تحسنا في نتائج الحمل تصل إلى 80 في المئة، مع انخفاض كبير في معدلات الإجهاض
رابعا : خدش الرحم
يمكن أن يحسّن بشكلٍ هائل من فرصة المرأة في الحمل بعد إجراء الإخصاب خارج الجسم أو حقن الحيوانات المنوية داخل الرحم . وتدعى هذه التقنية ” خدش بطانة الرحم” و يتم عمله مع المنظار الرحمي التشخيصي وقد حسنت هذه الطريقة من معدل الولادات بنحو 20٪. والنساء اللواتي عانين من عدة حالات فاشلة من الإخصاب خارج الجسم، على الرغم من نوعية الأجنة التي بدت جيدة، قد يستطعن الاستفادة من تقنية خدش بطانة الرحم. ويشمل هذا الإجراء
خامسا : تحفيز البطانة الداخلية للرحم
يتمّ إجراء “الحكّ” قبل ستة عشرة يوما من بدء علاج الإخصاب (حوالى اليوم 21 من الدورة الشهرية)، (بعد الإباضة). ويتم الإشارة إلى أنّ إصابة بطانة الرحم من شأنها أن تزيد من إنتاج نوع خاص من خلايا الدم البيضاء التي تفرز عوامل نمو تتحكّم بدورها بغرز الأجنة. تفشل الأجنة أحياناً بالإنغراز (التعشيش) بسبب التحول الجيني المتعلق بتقبّل بطانة الرحم لها. وهذا يعني أنّ الجينات المسؤولة عن غرز(تعشيش) الأجنة غير موجودة في الوقت المفترض لتعشيش الأجنة.
وقد يزيد خدش بطانة الرحم من جاهزية الجينات التي يُعتقد أنها مسؤولة عن إعداد بطانة الرحم للتعشيش
سادسا : ازالة بطانة الرحم المريضة
في بعض حالات النزيف الرّحمي يزيل الطبيب بطانة الرّحم الداخلية وبالتالي يتوقف النزيف وفي معظم الحالات تنقطع الدورة وإذا لم تنقطع تأتي بشكل خفيف ، وهذا حل مناسب جداً . لأنّ الكثير من السّيدات يتخوفن من فكرة استئصال الرحم خوفاً من العملية الجراحية أو لأسباب اجتماعية ونفسية.
كم تستغرق فترة العملية؟
تستغرق العملية ما بين 15 – 20 دقيقة فى حالات التشخيصية، ام اذا كان المنظار العلاجى فقد يستغرق أكثر من ذلك
متى يتم عمل المنظار الرحمى
يفضل اجراء المنظار الرحمى فى الفترة من ٥-١٤ من الدوره ( ما قبل التبويض) يحدد بواسطة الطبيب
حالات لا يمكن معها عمل المنظار ؟
- اذا كان هناك حمل
- وجود التهابات فى المهبل او فى القناة البولية
- فى حالة وجود نزيف مهبلى
ما هى الاعراض بعد عملية المنظار الرحمي
- الشعور بمغص خفيف في البطن
- قد تفقدين بعض الدّم عن طريق المهبل
- الشعور بألم أو ثقل في الأكتاف .
والاسترخاء ليوم كامل على الأقل بعد إجراء عملية المنظار كفيلة باستعادة العافية وتلاشى الالم تدريجيا