السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك قفزة كبيرة، كبيرة جداً، بين مقولة "المهم أنني راضية عن نفسي" ومقولة "المهم ما يرضي الله".
إنها المسافة البعيدة جدّا بين اتباع الهوى واتباع الوحي، بين النار والجنّة، بين الضنك والطمأنينة، وهي المسافة ذاتها بين الليبرالية والإسلام.
في المقولة الأولى يتجاهل الإنسان ملاحظات المجتمع واعتراضاته ولكنه يستند إلى أناه وهواه ومزاجه، تلك الأنا والهوى والمزاج التي أنشأت الفعل ابتداء، أي أنّ النتيجة معروفة مسبقا: سوف يستمر فيما هو فيه سواء كان خطأ أو صوابا، غيّا أو رشادا؛ لأنّه لا يملك معيارا يقوّم انحرافه ويجُبّ جهله وضعفه. وهو مصداق قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}.
وفي المقولة الثانية يتجاهل الإنسان ملاحظات المجتمع ما لم تكن مستقاة من الشريعة وما يرتضيه الله من القيم، ويستند في تقويم أفعاله إلى الميزان الذي لا يطغى والدليل الذي لا يضلّ، فلا يزبل آراء المجتمع فحسب حين يجدها تخالف ما يرتضيه الله، بل يزبل رأيه هو ويحطّ من قيمته ويستغفر الله عليه ويؤوب إلى أحضان الكلمة الإلهية وما تُنشئه من حقّ وصدق وعدل. وهو مصداق قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}، فقد تحقق بالافتقار إلى الله في القيم والشرائع كما افتقر إليه في الخَلْق والنشأة. فيا سعده وهناه!
نجلاء . @najlaa_
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاكِ الله خيرا