الموقف الثاني لهذا الشهم الهمام

الملتقى العام

وأما الموقف الثاني لهذا الشهم الهمام عبد الله بن حذافة رضي الله عنه فهو مع ملك الروم حيث بعث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة السهمي فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا له إن هذا من أصحاب محمد ( عليه الصلاة والسلام) فقال له الطاغية هل لك أن تنصر وأشركك في ملكي وسلطاني(رياح الشهوات تطوف حول عالم بن حذافة فما عساه أن يفعل) فقال له عبد الله بن حذافة بكل عزة وأنفة واضعا الدنيا تحت قدميه لو أعطيتني ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما فعلت (لا إله إلا الله اللهم ارزقنا إيمانا كإيمان ابن حذافة) صخرة إيمانية تحطمت أمامها كل مغريات الحياة.قال الطاغية إذا اقتلك قال أنت وذاك فأمر به فصلب وقال للرماة أرموه قريبا من بدنه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه التنصر ويأبى.ثم امر به فأنزل ثم دعا بقدر فصب فيه من الزيت وأشعل عليه حتى احترق ثم دعا بأسيرين من المسلمين فامر بأحدهما فجرد من ثيابه (سبحان الله ما أعظمه من ابتلاء لكن الأمر يهون مازال في سبيل الله والعاقبة للمتقين) ثم ألقي في القدر حتى تناثر لحمه بين الزيت. الصحابي يقلى في الزيت والطاغية يعرض التنصر على ابن حذافة وهو يأبى.ثم مر به أن يلقى في الزيت فلما ذهبوا به بكى رضي الله عنه فقالوا للطاغية إنه يبكي قد خاف من النار فظن أنه جزع فقال ردوه وعرض عليه النصرانية فأبى فقال له ما أبكاك إذا؟ قال أبكاني أني قلت في نفسي تلقى الساعة في هذا القدر فتذهب فكنت أشتهي أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى في الله قال الطاغية هل لك أن تقبل رأسي وأخلي سبيلك. قال له عبد الله وعن جميع أسارى المسلمين قال وعن جميع أسارى المسلمين فقال عبد الله فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه يخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي فدنا منه فقبل رأسه. قيل في بعض الآثار أن عبد الله قبل ظهر يده على رأس الطاغية. عندها خلى عنه وعن أسارى المسلمين ثم قدم بهم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة وأخبره الخبر. فقال عمر حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن خذافة وأنا أبدأ فقام فقبل رأسه.هذه القصة لهذا البطل ليست نسجا من الخيال وإنما حقيقة لا مرية فيها ليستفاد منها ما يلي: أولا : الصدق مع الله في السر والعلن. ومنها الصبر على طاعة الله والقيام بأمره واجتناب ما نهى عنه وزجر. ومنها التجافي عن الدنيا فحب الدنيا مجلبة للذل والهوان وكم من محب للدنيا منهمك في شهواتها ألبس ثوب الذل حتى مات. ومنها تربية أنفسنا وأبنائنا عل سيرة ألئك الأبطال فهم قدوتنا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وما الناس إلا راحلون وبينهم ۞ رجال ثوت آثارهم كالمعالم
بعزة بأس وإطلاع بصيرة ۞ وهزة نفس واتساع مراحم
حظوظ كمال أظهرت من عجائب ۞ بمرآت شخص ما اختفى في العوالم
ومن عرف الدنيا تيقن أنها ۞ مطية يقظان وطيفة حالم
وصدق الله حين قال ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
4
409

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هنادي2007
هنادي2007
رضي الله عنه وارضاه جزاك الله خير اختي الكريمه
AmonaAmora
AmonaAmora
رضي الله عنهم جميعا جزاك الله خيرا
مون دل
مون دل
رضي الله عنه وارضاه جزاك الله خير اختي الكريمه

والله يجزاك خير
ام-اسامه
ام-اسامه
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحابته أجمعين 00

(0اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك))
( اللهم إني أسألك الثبات في الحياة والممات )
وجزاك الله خيراً00000000