السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
احببت اليوم ان اضع بين ايدييكن تعريفا مبسطا عن احد اهم علوم القران الكريم و اتمنى ان يفيذكن ذلك اثناء تصفحكن او حفظكن للقران الكريم
تعريف النسخ:
النسخ لغة: الإزالة، ومنه تقول العرب: نسخت الشمس الظل؛ أي: أزالته
قال الزجاج: "النسخ في اللغة: إبطال شيء وإقامة آخر مقامه
اصطلاحًا: رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه
و قد اجمع جمهور العلماء على جواز النسخ في الكتاب و السنة و من ادلة النسخ في القران الكريم:
قوله عز وجل: ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾ البقرة: 106
وقوله: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ﴾ النحل: 101
وقوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ الرعد: 39
وصح عن عكرمة مولى ابن عباس قال: "{يمحو الله ما يشاء ويثبت} قال: ينسخ الآية بالآية فترفع .
و للنسخ ضوابط و قواعد وضعها العلماء لمعرفة الناسخ و المنسوخ و هي :
1ـ أن يكون النسخ شرعيًّا لا عقليًّا؛ أي أن يكون الحكم ثابتا بخطاب الشرع لا بدليل العقل
2ـأن يكون النسخ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبموتِه صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي
3ـ أن يكون النسخ مما يجوز نسخه؛ كجزئيات العبادات كالامر و النهي و الصلاة و الصوم مثل: نسخ استقبال بيت المقدس في الصلاة باستقبال القبلة ،فيمتنع النسخ في القواعد ومقاصد التشريع؛ لأنها كليات
4ـ لا يجوز النسخ في التوحيد والعقائد، والكليات والمقاصد، وأصول العبادات والأخلاق العامة والأخبار
5ـ أن يكون الناسخ متأخِّرًا عن المنسوخ منفصلاً عنه
6ـ أن يكونا ثابتين نقلا:
وهذا الشرط معتبر عندما تكون السنة طرفا في النسخ، أما بالنسبة للقرآن الكريم فقد وصل إلينا بالتواتر القطعي الذي لا يحوم به شك
7ـ ورود تعارض فيما تعنيه نصوص الناسخ والمنسوخ ، قال ابن جرير الطبري: "وإنما يكون الناسخ ما لم يُجز اجتماع حكمه وحكم المنسوخ في حال واحدة...فأما ما كان أحدهما غير ناف حكم الآخر؛ فليس من الناسخ والمنسوخ في شيء " .
اقسام النسخ:
و ينقسم الى قسمين :
نسخ عام. ويسمى ايضا نسخ كلي حيث ينسخ الحكم كليا، ويستبدل بحكم آخر.
نسخ جزئي، وهو ينقسم إلى خمسة أقسام:
النوع الأول: تخصيص العام:
وهو ان ياتي الامر عاما ثم ينزل من الايات ما يخصص بعض ذلك العام ومثال ذلك: خبر ابن عباس رضي الله عنهما قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا}...الآية ، ثم نُسخ واستثنى من ذلك: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم}. (14) .
الاية الاولى فيها نهي عن دخول جميع البيوت دون استئذان و الثانية خصت منها ما كان غير مسكون فيستطيع الانسان الدخول اليها دون استئذان
النوع الثاني: تقييد المطلق:
وذلك بورود النص بلفظ يتناول شيئا أو شخصا غير محدد، فيأتي في موضع آخر ما يحدده.
مثاله: قول قتادة وغيره من السلف في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته}. ، قالوا: نُسخت بقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}. (15). فالآية الأولى فيها أمر بالتقوى مطلقًا، ثم قيِّدت بالاستطاعة في الثانية
النوع الثالث: تبيين المجمل وتفسيره.
كما وقع عند نزول قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}. . لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، اشتد ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم، فنزلت آية: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت...}...الآية (16).
النوع الرابع: ترك العمل بالنص مؤقتًا لتغير الظرف:
والمراد به الإزالة الوقتية؛ أي: ترك العمل بالنص الأول مؤقتًا، والعمل بالنص الثاني
ومثاله: جميع الآيات الآمرة بالعفو أو الصفح أو الإعراض عن المشركين والكفار، مع الآيات الآمرة بقتالهم أو بأخذ الجزية منهم
النوع الخامس: نقل حكم الإباحة الأصلية:
والمراد به عندهم أن الشيء تكون الإباحةُ أصليةً فيه، ثم يأتي نصٌّ يُغيِّر الحكم فيه؛ مثاله: آيات التضييق في الخمر حتى نزل التحريم، فإن النصوص جاءت فيه على النحو الذي ورد في حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء". فنزلت آية البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر...}. الآية .
ثم جاءت اية النساء :{يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل}. .
ثم جاءت اية المائدة التي حرمت الخمر:{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطن أن يوقع بينكم العدوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون}. ، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: "انتهينا انتهينا"(18).
اما فيما يقع النسخ فهو على اربعة اوجه : نسخ القران بالقران، نسخ السنة بالسنة، وهذه لا اختلاف بين العلماء في وقوعه.
نسخ القران بالسنة و هذا اختلف العلماء فيه الى مذهبين ، المذهب الاول على امتناع نسخ الاية بالسنة و منهم الشافعي و سفيان الثوري و الامام احمد ...
و المذهب الثاني على صحة نسخ الاية بالسنة و واختاره بعض أعيان الشافعية؛ كإمام الحرمين الجويني، والغزالي، وهو الرواية الثانية عن الإمام أحمد، واختيار ابن حزم الظاهري
نسخ السنة بالقران و جمهور اهل العلم على صحته.
أنواع النسخ في القرآن:
والمراد أنواع النسخ من حيث الحكم، أو التلاوة، أو رفعهما معًا، وهم على ثلاثة أنواع:
نسخ الخط والحكم: أي: ما رفع حكمه ونظمه.
مثاله: قالت عائشة رضي الله عنها: "كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات يحرمن" ومحل الشاهد أن عشر رضعات يحرمن، رُفِع خطُّها وحكمها من المصحف
نسخ الحكم مع بقاء التلاوة:
وذلك بأن ينسخ الحكم الشرعي المتضمن في الآية الكريمة، مع بقاء نص الآية يتلى ويكتب في المصحف. وهذا النوع من النسخ فرض على الفقيه تمييزه في نصوص الكتاب والسنة، وذلك لما له من الأثر في الأحكام العملية ،
مثاله: نسخ العدة حولاً كاملاً بالعدة أربعة أشهر وعشرة أيام؛ قال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ﴾ ،ثم نسخ هذا الحكم إلى: قال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾ ،مع بقاء الرسم في المصحف.
نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:
وهو قليل الوجود في النصوص المنقولة إلينا، وثبوت حكمه مع نسخ تلاوته إنما عرف من طريق النقل الثابت
و اخيرا و ليس اخرا يتبين اهمية علم الناسخ و المنسوخ في الشريعة الاسلامية و ذلك لتبيين الاحكام و استنباطها و هذا المبحث المصغر انما هو غيض من فيض اختصرته قدر الامكان لاخد فكرة مبسطة لكل من ارادت ان تعرف القليل عن احد اهم علوم القران الكريم فما كان من كمال فهو من عند الله و ما كان من نقصان فهو من نفسي و الشيطان
اسال الله عز و جل ان يتقبل اعمالنا و يجعل خير اعمالنا خواتيمها
و صل اللهم على محمد و على اله وصحبه اجمعين
امي حب دائم @amy_hb_daym
💕 المميزة بالتحفيظ 💕
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
معلومات اول مره اعرفها