الناعسون قبيل الفجر في المسجد ….. (مقال اعجبني (1))

بعض الناس يأتي لصلاة الفجر- جزاه الله خيرا - لكنه يتسحب ومن غير نفس .. ويتحكك ويتلفت .. ويتثائب في الدقيقة خمس مرات .. وفي كل مرة يرفع صوته أكثر وأكثر ثم يطقطق بأصابع يده ثم رجله ثم يلتفت إلى ظهره ويطقطق به هو الاخر .. ثم يحك جبهته خمس مرات ثم يفرك خشمه عشر مرات ثم يمرش بطنه وظهره ثم يقدم غترته أو شماغه ثم يؤخرها ثم يدير الطاقية أكثر من دورة .. أما التنحنح ( فعد واغلط )…


** أما إذا أخذ مكانه في الصف .. فأنه ينقر ركعتين على الطاير - هذا إذا حضر قبل الإقامة - ثم مد رجليه وتسند على أقرب عمود ثم (غفا ) إغفاءة معقولة قد تستمر خمس أو عشر دقائق .. وقد تسمع شخيرا هادئا أو غير هادئ .. وقد تشاهد ( فمه مفتوحا على الاخر ) .. لأنه مستغرق في النوم .. ومعنى فتح الفم أنه قد أخذ راحته تماما … وأعطى لكل شيء في جسمه كامل الحرية .. وبأن يفعل مايشاء .. وإذا أقيمت الصلاة وكبر الإمام قام متثاقلا ورأسه مسنود على كتفه ثم قال .. الله أكبر بنزرة لأنه ضايق صدره ولأن (ابليس ما زال فاحشا على كتوفه ) …..


** وإذا جلس للركعة .. قدم رجلا واستند على الأخرى يبدل ما بين رجليه ويمترش طوال الصلاة وكأنه متمرغ في شبرم أو عاقول وإذا سجد ( ألبد ) وكأنه يستلذ لها وقد يفوته الجلوس بين السجدتين ويسجد الإمام السجدة الثانية وهو مازال في سجدته الأولى وهكذا إذا قام الإمام للركعة الثانية ..فإنه ينهي قراءة الفاتحة وهو مازال ساجدا …


** هذا كله يهون .. ولكن النعسة وفتحة الفم هي التي تخوف .. لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال ( العين وكاء السه .. فمن نام فليتوضأ ) …


** والصادق المصدوق لا ينطق عن الهوى .. ولذلك إذا نام أحدهم في المسجد .. أو شخر أو فتح فمه .. وضعنا أيدينا على قلوبنا وفي كل لحظة نقول ..جاك الذيب جاك وليده ..!!!


** في كل مرة نقول ليت الأخ في فراشه .. مادام لا يستشعر أهمية الصلاة المكتوبة وأهمية المسجد وأهمية الوقت وأهمية القران وأهمية الذكر والدعاء في هذا الوقت العظيم .. ذلك الوقت الفاضل ..


** ترى هل جاء مغصوبا وكان وراءه شايب خير أو عجوز خيرة أو زوجة صالحة دفعته دفعا ؟!!


** ومع ذلك كله نقول هذا كوم.. وفتح الفم كوم اخر .. نحن بالطبع … لا نخاف من فتح الفم .. ولا نخشى أن يعضنا أبدا .. بل نحن نخشى من حكاية التحكم في الجوارح ويمثل لنا في كل لحظة الحديث الشريف ( العين وكاء السه .. فمن نام فليتوضأ ) .


** ونحن لا نخشى أيضا من أن المذكور قد يصلي بلا وضوء فهو أدرى بحاله ويعرف الصح من الغلط .. ولكن نخشى على من حوله وعلى حرم الله وعلى أمور أخرى الكل يعرفها …


** أخي العزيز ما دمت قد قمت وطردت الشياطين وتوجهت إلى المسجد في هذا الوقت العظيم .. فلا تحرم نفسك الأجر .
فأقبل على الصلاة بنفس طيبة ومفتوحة واستعذ بالله من الشيطان الرجيم .. ولا تنسى أنه من أدى صلاة الفجر في جماعة فهو في ذمة الله .. فهل تكره أن تكون في ذمة الله ؟؟


** أخي لا تحرم نفسك هذا الفضل العظيم .. خصوصا ..أنك قد قمت وتركت النوم ولبيت النداء * حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. الصلاة خير من النوم *


** أخي والله إنك لأحب إلينا كثيرا من الذين يشخرون في فرشهم وعلى سررهم ولكن .. لا نريدك أن تنقل الشخير إلينا !!
ولا أن يكون المسجد امتدادا لغرفة نومك .. ولا الصلاة امتدادا لسريرك ..


** كما لا نريد أيضا .. أن تؤذي حواسنا بأي شكل من الأشكال …


<FONT color="#FF012E">مارأيكم ؟؟</FONT>


كتبه الأستاذ عبد الرحمن السماري
جريدة الجزيرة .. يوم الاثنين 13 صفر 1422