🍃✨🍃✨🍃
النَّبيُّ ﷺ حذَّرنا من الدُّنيا؛ لأنَّ التَّنافس فيها يقتل الأداة الَّتي وهبنا الله إيَّاها من أجل أن نشعر بحقائق الإيمان، ألا وهي المشاعر، فالتَّنافس في الدُّنيا يقتل المشاعر الَّتي نشعر بها بقرب الله، باطِّلاع الله، بحقائق اليوم الآخر، كلُّ هذا نشعر به حين نسمع أخباره بقلب خالٍ من التَّعلُّق بالدُّنيا، أمَّا من تعلَّق بالدُّنيا فستشغل الدُّنيا مشاعره شغلًا يكاد يصل إلى قتلها، فلا تعود قادرة على الشُّعور بحقيقة من حقائق الحياة الأخرويَّة الباقية الَّتي لا دار للمرء سواها.
لابدَّ أن نعي أنَّ مشاعرنا هي رأس مالنا، ولا يضيِّع رأس ماله إلَّا السَّفيه الَّذي لا يحسن التَّصرُّف!
مشكلة بعض النَّاس اليوم أنَّهم يأتون إلى رأس مالهم وينفقونه على التَّافه من الأمور؛ فتجدهم يترنَّمون بذكر الطَّعام وتعداد محاسنه، وكذلك يفعلون في الشَّراب والملبوس والمركوب والأثاث عندهم وعند غيرهم، فتنقضي الأيَّام بالتَّغزُّل بالدُّنيا، وتصرف المشاعر عليها حتَّى لا يبقى في المرء بقيَّة للشُّعور بغيرها.
٢الحبُّ الطَّبيعيّ لا ينهى عنه ولا يلام عليه الإنسان؛ لأنَّه كما في الصِّيام: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ)؛ لكن لو كان قويّ الإيمان فمؤكَّد أنَّ الثَّانية ستكون هي الأقوى في نفسه من الأولى، أما أن يجد رأس ماله موزَّعًا على حبِّ هذا وكره ذاك، والحرص على هذا والخوف من فقد ذاك، وكلّه من أمور الدُّنيا فمعنى ذلك أنَّ رأس ماله من الحبِّ والخوف والرَّجاء ذهب للدُّنيا، فمتى ينتفع مثل هذا ومتى يرقّ قلبه؟
✺.•✺.•✺.•✺.•✺.•✺
🍃✨🍃✨🍃
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاكِ الله خيرا 💐💐