النجاة.. والهلاك

دخل الفضيل بن عياض ذات يوم علي هارون الرشيد فوعظه بما أبكاه حتي سمع صوت نحيبه وأشفق عليه جلساؤه فلما هم الفضيل بالخروج استبقاه وسأله هل عليك دين؟ فقال الفضيل: نعم دين ربي لو يحاسبني عليه فالويل لي إن حاسبني عليه والويل لي إن ناقشني فقال الرشيد: إني أسألك عن دين العباد فقال الفضيل: عندنا والحمدلله خير كثير لانحتاج معهن إلي ما في أيدي الناس فمد الرشيد إلي الفضيل يده بصرة قائلاً: هذه ألف دينار استعن بها فقال الفضيل ياحسن الوجه أدلك علي النجاة تكافئني بالهلاك اسأل الله التوفيق وخرج فعاتبه أحد أبنائه قائلاً: لو أخذتها استعنا بها فقال الفضيل مثلي ومثلكم مثل قوم كان لهم بعير يأجرونه ويأكلون من كسبه فلما كبر وعجز عن العمل نحروه وأكلوه.

:27: :27: :27: