السلام عليكم
هذا نداء كل أم بعد الولادة. ورغم أن الأطباء ينزعجون حين لا يُسمع للمولود صوت عند الوضع ولكنهم بعد ذلك يتضجرون من ضجر الأولياء من بكاء أبناءهم . وصدق من قال :
ولدت يا ابن آدم باكيا والناس حولك يضحكون.....
ولله في خلقه شؤون .
وسأبدأ بإذن الله بمداخلة -- أوحت لي فكرتها د.أمل جزاها الله كل خير --حول موضوع بكاء الرضيع ( معانيه , أنواعه, علاجه, المغص...) و رأيت من الأفضل تجزئة الحديث حتى لا يمل القارئ من طوله و تكون الفائدة أشمل إن شاء تعالى .
ابني يبكي بإفراط . . . . .؟
إذا كان عندك مولود جديد فاستعدي لبكائه .ورغم أن حدة البكاء تختلف من رضيع لآخر ولكن كل الرضع يحتاجون للبكاء.إنه وسيلة الاتصال الوحيدة و طريقتهم لجلب انتباه غيرهم لهم .
في الثلاثة أشهر الأولى يبكي الرضيع أكثر مما يبكيه بقية حياته . ويزداد البكاء حدّة و بصورة متواصلة إلى معدل 3 ساعات في اليوم وذلك عند بلوغ الرضيع الـستة أو الثمانية أسابيع .لكن فترة البكاء قد تطول من ساعة إلى جل اليوم .وأهم فترة للبكاء هي المساء خاصة من الساعة 4 حتى منتصف الليل .
النظرية الأكثر قبولا لتفسير هذا البكاء هي أن الرضع يتمتعون بقدرة ذاتية لإبعاد الأصوات و الأضواء عن عالمهم حتى يتمتعوا بالراحة التي يحتاجونها .وبتـقدم عمرهم و نمو الجهاز العصبي فإن هذه القدرة الذاتية تبدأ بالاضمحلال حتى تضمر عند الأسبوع السادس.فيصبح الرضع أكثر "حساسية" تجاه محيطهم في هذه الفترة و يردون الفعل بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها : الصياح . و أغلب صياحهم في المساء لأنهم "مبرمجون " هكذا .
ورغم أن الرضع يتجهون نحو اتباع مثال معين ( في تكوين شخصيتهم ) إلا أنهم لا يبكون إلا لسبب معين . فهم يبكون لأنهم جياع أو ضمآنون ,أو لأنهم يشعرون بالحرارة أو البرد ,أو لأنهم مرهقون أو متعبون ,أو لأن حفاظاتهم ملوثة . و المعلوم أن نبرة صياحهم تختلف حسب طلبهم . و عادة ما يتوصل الأولياء بسرعة إلى التمييز بين هذه النبرات الصياحية .
و إليك أهم الأنواع أو أهم الأسباب مع اقتراحات "تفاوضية" لإنهاء "النزاع" :
* الجوع :وهو أهم سبب للبكاء في الأشهر الأولى . بكاء الجوع يكون إيقاعيا ملحّـا وذا صبغة مطلبية .و ربما بدأ الرضيع في الأثناء بمص أصابعه . الوسيلة الوحيدة لإيقاف هذا البكاء هو التغذية .
* الوجع : هنا الصياح أشد لجاجة و ارتفاعا منه عند الجوع . يصل أحيانا إلى الصراخ و الزعيق . تتخلل فترات البكاء الحاد فترات من الهدوء يبدو فيها الرضيع و كأنه يسترجع أنفاسه ليعود إلى شوط آخر من البكاء.
من بين أسباب الألم : ريح البطن , التسنن , ألم الأذن , وخز عرضي بدبوس.., يجب البحث عن سبب الألم لأزالته مباشرة : تغيير الحفاظة ,تجشؤ الرضيع ,المحافظة على دفئه, هذا كل ما يطلبه الرضيع. كما أن حمله و طمأنته و ملاطفته يوقف هذا البكاء المفرط بعد نهاية الألم .
* التبرم و الضجر : يحتاج الرضيع إلى قسط من الحوافز وإن لم يحصل عليها يعلمك بذلك .فبكاء الضجر بطيء وإيقاعي مع الأنين و التباكي .المساعدة الوحيدة هو حمل الطفل و اللعب معه.لا تخافي من إفساده أو تعليمه عادة سيئة لأنه طلب اهتمامك .فاهتمامك به وتسليته من الحاجات الأساسية كما هو الحال بالنسبة للأكل. وقد أيدت دراسة حديثة هذا المسلك : تم تغيير الحفاظات لنصف مجموعة من الرضع واستبدالها بحفاظات جديدة , أما النصف الثاني فتم إزالة الحفاظات ثم إعادتها هي نفسها من جديد . في كلا المجموعتين توقف الرضع عن البكاء و بينوا فرحهم .الاستنتاج ؟ ملاطفة الرضيع والاهتمام به وسيلة مأثرة و قوية للتعامل مع بؤسه.
* أسباب أخرى : من أسباب بكاء الرضيع الوقت الخطأ الذي يقع فيه الأولياء .فالرضيع الذي يريد النوم لن يحبذ محاولتك اللعب معه أو تحريضه بل يحتاج إلى العناق و الدفء.تجنبي الاستحمام عندما يكون متعبا أو تغيير حفاظته بينما هو جائع .اتركي رضيعك يبين لك متى يكون جاهزا لتلك الأمور .
كثير من الرضع لا يرغبون في تغيير ملابسهم .بالتجربة سوف تستطيعين تجنب خوف رضيعك من ذلك ( تدفئة الملابس,كيفية نزعها من الرأس..) كما أنه مع مرور الزمن سيقبل بتغيير ملابسه دون انزعاج .
من الرضع من يقوم بحركات اهتزازية توقظه فجأة خاصة بعد أن تأكد لك أنه استسلم للنوم .عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي للرضيع من أهم أسباب الارتعاش .بعض الأطباء يقترحون تقميطه بلـفه في بطانية حتى لا يوقظ نفسه بارتعاش أطرافه .البعض الآخر لا يوافق هذا الرأي .الحل الوسط هو أن تتأكدي أن وضع ابنك مريح عند التقميط و أن تراقبي ردّ فعله على ذلك خاصة إذا كان يميل نحو نزع الغطاء أثناء نومه .
لا شك أن المحافظة على بيئة دافئة شيء هام ( بعد مضي 9 أشهر في رحم دافئ ) خاصة في جو بارد.ولكن يجب التنبيه إلى أن المزيد من الحرارة مؤذ كذلك .
* الأمراض : يدل البكاء أحيانا على المرض .و إليك بعض العلامات التي تستدعي مراقبة و انتباه : حمى , احمرار جلدي, نقص الشهية,فشل , عطش غير عادي ,إسهال أو رائحة براز كريهة ....
الصراخ هنا يكون حادا ومرتفعا أو خافتا و ضعيفا .قد يتصبب الرضيع عرقا أو يظهر طفح على جسمه .هذه الظواهر قد تبدو منفصلة أو مجتمعة و يجب الانتباه عند ارتفاع الحرارة و الاتصال بالطبيب للفحص .
الحد من البكاء
رغم أنك لا تستطيعين التأثير على نمط بكاء ابنك لكنك تستطيعين فعل بعض الشيء لتقصير مدته . بينت عدة دراسات أن الرضيع يرغب في الحركة والتأرجح . ربما كان هذا ناتج على التأرجح الذي يشعر به الجنين في رحم أمه عند تجوالها و تحركها .و حمل الرضيع و ملاصقته جسد أمه أو أبيه من أحسن وألطف المشاعر عنده : دفء , ملامسة جسدية , تعرض لأحاسيس بصرية و سمعية , كذلك سهولة الاتصال بثدي الأم...
هناك العديد من الإثباتات التي تبين أن الرضع المحمولين أكثر يبكون أقل من الآخرين . أوضحت دراسة في الكندا أن الرضع الذين هم دون الثلاثة أشهر الأولى و الذين يحملون لفترة لا تقل على 3 ساعات يوميا يبكون أقل بساعتين من غيرهم .
كما أن سرعة الاستجابة لصياح ابنك له دور إيجابي .فقد بينت الدراسات أن الأولياء حين يردون على البكاء بسرعة فإن الأطفال يلجئون إلى وسائل أخرى- غير البكاء- للتعبير والاتصال. و لعدة سنوات ظن بعض الباحثين أن الرضع الذين يرغبون في المزيد من الرعاية و الانتباه يريدون إملاء أهواءهم على أوليائهم . ولكن تبين الآن بالنسبة للأطفال الصغار أن الاستجابة السريعة تؤدي إلى شعور بالأمان. ومع أن هذا يبدو و كأنه شغل زائد يضاف على كاهل الأولياء و لكن الجزاء هو القليل من البكاء في حياة طفلهم .
قام أحد الأطباء الكنديين ببحث قارن فيه بين سلوك الرضع الكنديين و البوتسوانيين .كانت الأم البوتسوانية تحمل رضيعها على ظهرها أو صدرها و ذلك في وضع عامودي . فكان الرضيع يرى كل ما تراه الأم و يسمع ويشم كذلك ..ويشعر بقرب أمه كامل الوقت . و كانت نتيجة المقارنة : البوتسوانيون يبكون في اليوم العادي مدة تقل بـ 50 من المائة عن مثيلتها عند الرضع الكنديين .
المغص
لا شك أنك حاولت كل الطرق و لكن ابنك لا يكف عن الصراخ .وفي غياب أي علامة مرض و رغم سرعة استجابتك له و حملك له ففي كل مساء ينطلق البكاء لثلاث ساعات أو أكثر دون توقف .أغلب الظن ابنك يشكو من المغص المعوي .إذ أن 15- 20 من المائة من الرضع مصابون بالمغص .و عادة ما تكون بدايته في الأسبوع الثاني أو الثالث و يستمر حتى الشهر الثالث أو الرابع .
المغص ليس مرضا ولكن حدوثه يدل على خلل في القولون أو الجهاز الهضمي عند الرضيع .أثناء المغص يقوم الرضيع بإخراج الريح و يثني ركبتيه ليصل بها إلى مستوى معدته .و لكن إذا صاحب المغص إسهال أو قيء فمن الأرجح أن هناك خطأ في النظام الغذائي . ومثال ذلك الحساسية لزلاليات لبن البقر الذي يتناوله الرضيع أو الذي تشربه الأم . وهنا يجب مراجعة الطبيب الذي قد ينصح باستبدال لبن خاص بلبن البقر لمدة أسبوع أو أسبوعين للتأكد من ذلك .
ليس هناك علاقة بين المغص و جنس الرضيع أو رتبته بين الاخوة أو ذكاؤه أو الوراثة العائلية . ولكن دراسات أخرى بينت أن المغص يصيب المولود الأول وخاصة الذكور أكثر مما يصيب المواليد التالين أو الإناث .
هذا لا يعني أن الحل بسيط و لكن هناك وسائل مساعدة للتغلب على حالة المغص .
الطريقة الأولى و الأكثر فاعلية هي الحركة :بعض الرضع يريدون أن يحملوا في الأيدي أو في محضنات وآخرون يفضلون الخض اللطيف في الدوح أو المهد ( بنسق إيقاعي واحد في الثانية) كما أن حمل الطفل في عربة أطفال و التجوال به يعين على إسكات الرضيع .
بعض الأصوات ذات إيقاع ثابت تساعد على الارتخاء حتى النوم ( مثل آلة الغسيل ,آلة التنظيف , صوت دافع الهواء داخل المسمك, صوت دقات عقارب الساعة..) يمكنك دمج الحركة و الأصوات كحملك ابنك أثناء تنظيف البيت . بعض الشركات استغلت هذه الخاصية وسجلت على شريط موسيقى إيقاعية لجلب الهدوء والنوم للأطفال .
كذلك أخذ الرضيع في السيارة ( مزيج من الأصوات و الحركات) يجعل الرضيع سهل الاستسلام للنوم .و لا تستغرب إذا استيقظ طفلك عند إيقاف السيارة . و قد قامت بعض الشركات بصنع آلة تلصق على جانب سرير الرضيع تذكره بصوت محرك السيارة و بحركاتها .
الحمل وحده أحيانا يكفي .احمليه كلما اقتضت الضرورة و قبل أن يستفحل البكاء . فالرضيع عندما يكون في حالة بكاء حاد ليس من السهل حمله على السكوت .
حاولي هذه الطريقة : ضعي رضيعك على ذراعك , وجهه إلى أسفل و رأسه على مستوى مرفقك و يدك بين فخذيه .استعملي يدك الأخرى للمسك به من الظهر .
تمسيد الرضيع : طريقة أخرى تساعد على تهدئته ( سأعود إليها- بإذن الله - بالمزيد من الإيضاح)
من الوسائل الأخرى المساعدة : التقميط , المصاصة.
حاولي كل هذه الطرق و لكن لا تلجئي إليها إلا بعد التأكد من أن ابنك غير جوعان . ولا تلجئي إليها كتعويض عن رعايتك له .واعلمي أن ليس للطب علاج سحري لتهدئة رضيع مصاب بالمغص و لكن هناك بعض الاقتراحات التي يمكن اللجوء إليها منفردة أو مزدوجة . ربما لن تنفع كلها مع ابنك و ربما تنفع مرة ولا تنفع مرة أخرى .
و إذا لم تنجح كل هذه المحاولات فاستشيري الطبيب عن الأدوية المساعدة . مع الملاحظة أن جل الأطباء يتجنبون العقاقير لمضاعفاتها الثانوية و لإمكانية التسمم بالجرعات الزائدة .
. التصرف في حالة اليأس
المغص لا ينتج عن والدين سيئين أو عن ضغط نفساني داخل العائلة . بالعكس فالصياح المتواصل يؤدي إلى القلق عند الوالدين.أحيانا يكون من الصعب العيش مع رضيع كثير المغص , إذ بينت الدراسات أن صوت رضيع يبكي يؤدي إلى رد فعل في جسم الولي شبيه بما تفعله صعقة كهربائية .
فإذا أحسست بحالة يأس قد ينتج عنها إضرار برضيعك (ضرب, صياح ..) ضعيه في مكان آمن و اذهبي إلى مكان آخر من البيت حتى تهدئي , أو اتركيه مع شخص أمين ( والده , جدته , جارة..) و اخرجي من البيت و لا تيئسي ففترة المغص سوف تنتهي قريبا بإذن الله .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

♥قلــ نابضـةــوب♥
•
جزاكى الله خيرا

جزاك الله خير يالغالية
واذكر اني استعنت بك لما كان ابني كثير البكاء
وطريقتك جدا ساعدتني
لك جزيل الشكر
واذكر اني استعنت بك لما كان ابني كثير البكاء
وطريقتك جدا ساعدتني
لك جزيل الشكر



الصفحة الأخيرة