
ولا شك أن الزوج يضطلع بالعبء الأكبر من هذه المسؤولية بحكم القوامة الشرعية التي حمله الله تعالى إياها، ولكن تقصير بعض الأزواج في مسؤوليتهم لا يعفي الزوجات من التقدم إلى الميدان، وسد الخلل، وتدارك النقص إذ هما شريكان في بناء الأسرة وتكوينها، والصورة المثلى أن يكون الزوجان متعاونين على البر والتقوى في كل شأن، حريصين على أداء هذه المسؤولية الشرعية على أحسن وجه، وإن يكونا كمثل الأخوين المتحابين في الله تعالى، اللذين مثلهما "كمثل اليدين تغسل أحداهما الأخرى ..
وعندما يكون الزوجان كذلك تثمر جهودهما التربوية أطيب الثمار، فلا تتبدد جهودهما، ولا تهدر طاقاتهما، وتظهر آثار تعاونهما على تربية أولادهما سلوكا قويما سويا، ونجاحا في الحياة متميزا.. وعندما يكون أحد الزوجين بانيا مجتهدا، والآخر مهملا مفرطا، أو هادما مخربا، فأي خير يرتجى.. ؟ وأي نشأة سوية للجيل نؤمل.
وهذه أهم أسس التربية الأسلامية القويمة نقدمها للوالدين في صورة نصائح ثمينة
أولا: تفاهم مع زوجتك على منهج التربية وأسلوبها، واحذر من الاختلاف والتناقض
ثانيا: وضح أهدافك في الحياة في نفسك أولا، واحرص على تطابق سلوكك مع أهدافك
ثالثا : تدرج في تربية الأبناء ورعايتهم وتكليفهم، واحذر من الإهمال والتسويف
رابعاً : احرص على تربية أولادك منذ الطفولة الأولى
خامسا: كن قدوة حسنة لأولادك في قولك وفعلك وسلوكك وأخلاقك
سادسا: اقترب من أولادك، وادخل إلى تفكيرهم، وتفهم جيدا اهتماماتهم
سابعا : كن واقعيا ومنطقيا في أوامرك وتكليفاتك
ثامنا : املأ فراغ أولادك بما ينفع وقدم لهم البديل النافع الهادف
تاسعا : كن صديقا لأولادك، واختر لهم الأصدقاء الذين تطمئن إلى دينهم وأخلاقهم وسلوكهم
عاشرا: أكثر من الدعاء لأولادك بالخير والهداية، فإن الدعاء يذلل الصعاب
باختصار شديد
من كتابات د.عبد المجيد البيانوني