النعيم الذي نتمتع به (لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)

الأسرة والمجتمع




النعيم الذي نتمتع به

يسأل الله عباده فييوم القيامة عن النعيم الذي خولهم إياه في الدنيا، كما قال: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّيَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) .



يعني بالنعيم شبع البطون، وبارد الماء، وظلال المساكن، واعتدالالخلق، ولذة النوم، وقال سعيد بن جبير: حتى عن شربة عسل. وقال مجاهد: عن كل لذة منلذات الدنيا. وقال الحسن البصري: من النعيم الغذاء والعشاء. وقال أبو قلابة: منالنعيم أكل السمن والعسل بالخبز النقي. وعن ابن عباس: النعيم صحة الأبدان والأسماعوالأبصار ( تفسير ابنكثير: 7/364).


(وإن تعدوا نعمة اللهلا تحصوها) ، وبعض أنواع النعيم من الضروريات وبعضها من الكماليات،والناس يتفاوتون في ذلك فيما بينهم، ويوجد في عصر مالا يجده أهل عصور أخرى، وفيبلد ما لا يجده أهل بلاد أخرى، وكل ذلك يسأل عنه العباد.




روى الترمذي بإسنادهعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما يسأل العبدعنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك؟ ونروك من الماء البارد" مشكاة المصابيح: (2/656) ورقمه: (5196) ، وقال محقق المشكاة: إسناده صحي







وبعض الناس لا يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها، فلا يدركالنعمة التي في شربة الماء، ولقمة الطعام، وفيما وهبه الله من مسكن وزوجة وأولاد،ويظن أن النعم تتمثل في القصور والبساتين والمراكب فحسب،


فقد سأل رجل عبد الله بنعمرو بن العاص فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأويإليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. فأنت من الأغنياء. قال فإن ليخادماً. قال: فأنت من الملوك .( صحيح مسلم: (4/2285) ورقم الحديث: )2979.




وفي صحيح البخاري عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "، ومعنى هذاأنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما وجبعليه فهو مغبون.




وفي مسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لابأس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى، وطيب النفسمن النعيم " مشكاةالمصابيح: (2/676) ، ورقمه: 5290، وعزاه المحقق إلى ابن ماجة، وقال: إسناده صحيح.


في بعض الأحاديثالنبوية بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم عن صورة من صور السؤال عن النعيم الذييواجه الله به عباده في ذلك اليوم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: " يلقى (الرب) العبد فيقول: أي فُل (فل، أي: يا فلان.) ، ألم أكرمك، وأسودك،وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. قال: فيقول: أفظننتأنك ملاقي؟ قال: فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني.
ثم يلقى الثانيفيقول: أي فُل، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأسوتربع؟ فيقول: بلى. أي رب، فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساككما نسيتني.
ثم يلقى الثالث،فيقول له مثل ذلك. فيقول: يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت، ويثنيبخير ما استطاع. فيقول: ههنا اذن(معناه قف: ههنا إذن.)
قال: ثم يقال له:الآن نبعث عليك شاهداً عليك، ويتفكر في نفسه، من ذا يشهد علي؟ فيختم الله على فيه.ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر مننفسه.
وذلك المنافق الذييسخط الله عليه "( رواه مسلم في صحيحه 4/2280) ، ورقمه: 2968.)
والسؤال عن النعيمسؤال عن شكر العبد لما أنعم الله به عليه، فإذا شكر فقد أدى حق النعمة، وإن أبىوكفر، أغضب عليه الله، ففي صحيح مسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشربالشربة فيحمده عليها "صحيح مسلم: 2734


نسأل الله دوام نعمه علينا وأن يرزقنا شكر نعمه التي لا تحصى.
4
403

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آلعذرآء،
آلعذرآء،
الحمدالله ع كل شيء،
مسك١٠
مسك١٠
اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة


❤️يارب استودعتك لكل غالي على قلبي فاحفظه بحفظك❤️
واتساب
واتساب
الحمدلله والشكر لك يارب 
جزاك الله خير 
أم المهندس ~
أم المهندس ~
اللهم ادم علينا نعمتك وارزقنا شكرك وثبت قلوبنا على طاعتك وجزاك الله خير في الدارين