النفسية السوية و اللاسوية!🌹مفيد جدا

الأسرة والمجتمع

الشخصية السوية واللاسوية وتأثيرها في المجتمع

السيكوباثية شيطان على الأرض والبارانوية جندها!

لدكتور عبد الحسين الشيخ علي🌹

تعريف الشخصية :-

هي مجموعة من الصفات الجسدية و النفسية(موروثة و مكتسبة) والعادات و التقاليد و القيم والعواطف متفاعلة كما يراها الآخرون من خلال التعامل في الحياة الاجتماعية

مكونات شخصية الانسان :-

تتكون شخصية الإنسان من مزيج من:

الدوافع – العادات – الميول – العقل – العواطف – الآراء و العقائد و الأفكار – الاستعدادات – القدرات – المشاعر و الاحاسيس – السمات

كل هذه المكونات أو أغلبها يمتزج ليكون شخصية الانسان الطبيعية . و الأصل في الشخصية أن تكون طبيعية و لكن عندما يحدث خلل في أحد أو بعض هذه المكونات يصبح ما يعرف باضطراب الشخصية لينج لنا طيفاً واسعاً من الأنماط البشرية التي نراها ربما يومياً و يصعب علينا إيجاد تفسير لبعض تصرفاتها.

فالمحترم والطيب والمتزن والصادق والامين والعارف والعاقل والملتزم والشريف والشجاع والهاديء والمتفاهم ، وغيرها من الصفات المادحة تندرج تحت عنوان الشخصية السوية حيث تدل على ان من يحمل تلك الصفات وبدون تكلف وتكون مطبوعة في ذاته او يكتسبها اكتسابا حقيقيا لا وهميا . فهو شخصية متزنة التوافق مع نفسها ينعكس توافقها ذاتيا مع الاخرين ، ويكون مقبولا اجتماعيا حتى وان صدرت منه بعض الزلات فانه سيعود تلقائيا من خلال ندمه وتانيب الضمير له لان الانا الاعلى ( الضمير) لديه فعال بحيث له القدرة على محاسبة الذات المقصرة في جانب من تلك الجوانب المكملة لضرورة الاستواء في شخصيته واستمرارها في المحافظة على موقعها الاجتماعي والايدلوجي .

ولا نغفل العوامل المؤثرة والمهمة في نشوء الشخصية السوية واللاسوية . ومن اهمها العوامل البيئية والمجتمعية والدينية والاقتصادية كذلك الاعراف السائدة ضمن المجتمع الذي ينشأ فيه الفرد فهي تفرض عليه سلوكا يتلائم معها ضمن السلوك الجمعي والاحكام الخلقية السائدة ، بحيث يجب عليه ان يسلك سلوك الجماعة او العشيرة حتى يكون مقبولا لدى مجتمعه ( بيئته ) . اضافة الى كل ذلك هنالك عامل اخر هو عامل العائلة وطريقة تنشئتها وما لها من تأثير متوازي مع تاثير البيئة من خلال تاثيرها المباشر في تهيئة وتقويم الفرد واعداده للدخول في المجتمع . فالطفل يولد ورقة بيضاء والخبرات تطبع عليه ما تشاء ، بحسب احد نظريات علم النفس السلوكية ، ومن اساليب التنشئة هي القائمة على اسس تعليمية غير متطرفة تنمي لدى الفرد ثقافة تقبل الاخر الذي يختلف معها ؟ وكما قال الامام علي (ع ) ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) ، وغيرها من العوامل التي هي بتماس مباشر او غير مباشر في نشوء الشخصية السوية . اذا فالشخصية السوية هي الشخصية المقبولة سلوكيا في المجتمع بكافة اطيافه والتي تستطيع الدخول فيه والتعامل معه بكل سهولة ويسر .

ان الثبات على السلوك الاخلاقي في اكثر المواقف المقترن بالتوافق مع الاعراف السائدة عبر فترة من الزمن ومن خلال مواقف متعددة ومختلفة ضمن فترة عمر الفرد توثق هذا الثبات لدى الاخرين ويكون مصدر ثقة وبالتالي يؤخذ عليه انطباع بانه ذو شخصية سوية ومحترمة كذلك النقيض منها يعطي انطباعا مغايرا وسلبيا ظروف صعبة.

لقد قيل في المثل الدارج ( ان الظروف الصعبة تخلق الرجال الاقوياء او الاصحاء ) وقال اخرون على العكس من ذلك ( ان الظروف الصعبة تخلق بذرة الياس فتنموا في المجتمع لتكون نواة التدمير له ) ولكل رايه ومؤيدوه وادلته على ذلك ، لكن لو اردنا ان نناقش هذين الرأيين او القولين .

نجد ان القول الاول يجب ان تسبقه فسحة تربوية وتنشئة اجتماعية متزنة تعتمد على اسس دينية وعشائرية غير متطرفة لبناء متين بحيث يصعب الولوج اليها وتغيير اتجاهها من خلال الشعارات البراقة والخداعة القادمة من التيارات الفكرية الاعلامية الهدامة ضمنا لمنظومة القيم الاخلاقية ، لذلك تتمتع هذه الشخصية بصفات يصعب استمالتها وتغيير اتجاهاتها حتى وان مرت بظروف صعبة او تم التاثير عليها لبعض الوقت او حتى لفترة ليست بالقصيرة ، لذلك تستحق ان يطلق عليها بالشخصية السوية وهي الاغلبية الصامتة ؟!

اما القول الثاني ، فان الصخب يولد الضوضاء والضوضاء عبارة عن اصوات متداخلة غير مفهومة تولد ضغطا نفسيا لدى الفرد يربك ادراكه ويفقده التعامل معه بتمييز، فلو اخذنا مثلا على ذلك ( الفقر ) حيث قال الامام علي عليه السلام (الفقر الموت الاكبر ) والموت هنا عكس الحياة اذ يتطلب شخصا مميزات تتناسب والمواجهة ؟ واعتقد جازما بان نسبة هؤلاء غير مشجعة البته وان الانحراف نتيجة حتمية لمصير هؤلاء الذين يسكنون المدن الكبرى والمعقدة في سلوكياتها بصورة عامة لانعدام الضوابط المساندة لتقويم السلوك وهي الضوابط العشائرية رغم تحفظي بعض الشيء على كثير من الاعراف الغير منصفة فيها لكنها تبقى الامل الاخير في حال مثل حال العراق . ذلك لان الفقر له سطوة تتلاشى امامها الحجج الدامغة والعقول المستحكمة فتنجرف الى الهاوية مخلفة وراءها مجتمع هابط اخلاقيا وسلوكيات متخبطة تتقاذفه امواج النفس الامارة بالسوء ؟ واذا ما استمر هذا الحال لفترة عقد او عقدين سيولد اشخاصا غير اسوياء نمت في قلوبهم ( انفسهم) بذرة الانتقام من ذلك المجتمع ذي الحضارة المزيفة التي حكمها في سالف الازمان الغريزة العرفية المنفعلة دوما او شهوة الحكم الغريزي المنفلت او كلاهما ؟

من جانب اخر نجد ان الشخصية اللاسوية في فرعياتها الاخرى والتي تعيش ضمن المجتمعات المتحضرة او الاقل تحضرا نسبيا بشكل افراد او جماعات بسيطة نجد انها وصلت الى هذه الشخصية نتيجة لتفشي الرذيلة مع غياب الهدف لديها بسبب التفكك الاسري وغياب الرقيب الابوي المتزن لها ؟ فتنشأ وحيدة وسط هذا المجتمع وعليها ان تتحمل مسؤولياتها في وقت مبكر من العمر كأن يكون في مرحلة الصبا فتنموا في ذاته شخصية غير مكتملة لينة ولا تتمتع بالصلابة الكافية لمواجهة الاندماج مع المجتمع المعقد ، فتسوء عاقبتها وتكون كمرض مستشر بمرور الوقت كلما كبرت .

للشخصية اللاسوية سلوكيات غير معقدة ظاهريا لكنها للمتتبع لها تكون منسجمة التعقيد في ابعادها الداخلية والتي تحدث ارباكا للاخرين في الحكم عليها فيظنوا انها سوية ! لكنها في حقيقتها غير قابلة للتعايش الا في حالات التسلط فاذا تم اكتشافها انسحبت من ذلك الوسط لتبحث لها عن وسط جديد وهكذا ؟ اذ ان الشخصية تلك تكون عاجزة وهي صفة مطلقة لها .

كذلك للشخصية اللاسوية صفة النرجسية ( حب الذات ) الذي يحركها في التعامل مع محيطها وتحاول جاهدة ان تبدوا للاخرين بانها مثالية لتحقيق مأربها العبثية .

ان اغلب الامراض النفسية اسباب تعود الى التنشئة الاجتماعية والبيئة الاجتماعية . وتنشأ الشخصية اللاسوية وتتعاظم ضاق عليها سبل الحصول على دورها ومكانتها في الحياة من احترام لذاتها وعدم اضطهادها فكريا او جسديا كذلك عدم سلب حريتها او التجاوز على حدودها النفسية بكافة الاشكال والصور .. لذالك ارى بان التنشئة المجتمعية غير المتطرفة المقترنة بالاخلاق هي افضل وسيلة لصناعة جيل سوي ، وهذا يتطلب جهدا وخططا من قبل الدولة لاعادة تاهيل المجتمع بحسب النظريات التعليمية من خلال التطبيقات العملية لها ورفد الجانب التعليمي والتوعوي والاعلامي وهذا صعب في وقتنا الحاضر .

اذا فالشخص اللاسوي فهو الذي يختلف سلوكه عن سلوك الشخص السوي في تفكيره ومشاعره وعلاقاته مع الآخرين ويكون غير متوافق شخصيا وأنفعاليا وأجتماعيا وبشكل تسيطر عليه نزعاته النفسية وغرائزه الحيوانية ويكون عرضة للأمراض النفسية والعقلية والتي تنعكس بشكل واضح في سلوكه وأخلاقه مع الآخرين من أبناء مجتمعه .

وبهذا يكون من السهل علينا أن نحدد من هو المريض نفسيا ولكن من الصعب أن نحدد من هو السوي وهذه الصعوبة منشؤها يكمن في طبيعة الأنسان نفسه إذ أنه كائن معقد السلوك ومتغير المزاج في كل لحظة إذ أن هناك الكثير من أوجه الحياة النفسية يصعب تحسسها من خلال ملاحظة سلوك الفرد وبالتالي يصعب قياسها مثل أوجه الحياة العاطفية والأنفعالية فقد تنعكس في مظاهر سلوكه كما يراه الآخرون لذا فمن غير الممكن الأستدلال عليها إلا من خلال الفرد نفسه.

موقف سلوكي

لكن الكثير من الأفراد يختلفون في قدرتهم على التعبير عن هذه المواقف السلوكية بشكل ينسجم وعمق تأثير الموقف السلوكي في حياتهم النفسية وبالتالي يكون من المتعذر الوصول إلى تحديد دقيق للفصل بين السوي واللاسوي لذا يمكن القول إن مفهوم الشخصية السوية واللاسوية مفهومان نسبيان في مراحل العمر المتعددة وفي التصرفات المتنوعة وكذلك في الازمنة المختلفة.

ويمكن تمثيل المفهومين بخط مستقيم تمثل إحدى نهايتيه (الموجبة )منه الشخص السوي وهو الذي يتمتع بصحة نفسية ذات درجة معينة أما النهاية( السالبة ) فهي تمثل اللاسوي حالة المرض النفسي أو العقلي أما في الوسط فنجد أولئك الذين يعانون من الصراعات النفسية ويكونوا من الذين باستطاعتهم الاستمرار في العمل والأحتفاظ بعلاقات أجتماعية إلى حد ما فإنهم يسمون العصابيون .🌹 شكرا للقراءة

0
229

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️