النفس اللوامة

ملتقى الإيمان



بسم الله الرحمن الرحيم

الإيمان الحقيقي بالله تعالى يدفع المسلم إلى طاعة الله ، ورضوانه. وهذا الإيمان يعصم المسلم أيضاً من الميل إلى الشهوات وذلك بسبب خوفه المستمر من الله، ولإحساسه بأن الله يراه في كل زمان وفي كل مكان.

ومتى ما ارتكب المسلم ذنباً شعر بالندم وبادر إلى التوبة والاستغفار. وهذا الندم ينتج عن ما يسمى بالنفس اللوامة، والتي أقسم بها الله جل جلاله في سورة القيامة فقال: ( لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة).

فالنفس اللوامة هي التي تكثر اللوم لصاحبها إذا قصّر في فعل واجب أو أذنب، تلومه، تؤنبه، تقول له لماذا فعلت كذا ولماذا لم تفعل كذا.

وتقوم النفس اللوامة بمحاسبة ومعاتبة صاحبها في كافة الأحوال. فإن كان العمل خيراً سُرت، ولامته لأنه لم يزد في ذلك العمل، وإن كان تقصيراً تدعوه ليستغفر الله ويتوب نادماً على ما فعل.

وقد قال ابن عباس رضي الله عنه عن النفس اللوامة "كل نفس تلوم يوم القيامة، تلوم المحسن ألا يكون قد ازداد إحسانا، وتلوم المسيء ألا يكون رجع عن إساءته" .

فلا بد من محاسبة النفوس ومعاتبتها، لأن النفس اللوامة تجلب الخير لصاحبها. ويقول عن ذلك الحسن البصري: " إن العبد لا يزال بخير، ما كان له واعظُ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته.".

ومما يزيد من استشعار النفس اللوامة ما يلي:-


1- الخوف من الله، وشعور العبد بعظمة الله وإطلاعه – جل وعلى - على كل صغيرة وكبيرة مما يعمل العبد.

2- شعور العبد بمراقبة الله له في كل زمان ومكان. ويزيد من فعالية النفس اللوامة علمها
- بأن الله يراقب كل أفعاله.
- مراقبة وتسجيل الملكان عن اليمين وعن الشمال لكل ما يفعله.
- أن الأرض ستشهد عليه.
- أن الجوارح ستشهد عليه أيضاً.

وعليه فإن الشعور بالمراقبة يحول دون ارتكاب المعاصي. فمن عظّم ربه، عظّم معصيته، وهانت عليه طاعته.

3- معرفة الجنة والنار: والمقصود بذلك معرفة ماذا يوجد فيهما، وخاصة بالنسبة للنار وما فيها من أنواع العذاب الذي بينته العديد من الآيات في القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة. ومنها قوله تعالى: (وإن يستغيثوا يُغاثوا بماءٍ كالمهلِ يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) ( الكهف: 29).


وأخيراً، لنتذكر جميعاً قول فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا المجال :" حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر".

اسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يحاسبون أنفسهم فيدلونها على الخير والصلاح. فنحن نعيش في زمان قد كثُرت فيه المغريات والمُلهيات، وأصبحنا عرضة للوقوع في المحظور إلا من رحم ربي.

لننمي في أنفسنا هذه النعمة ، نعمة محاسبة النفس فمن أهمل محاسبة نفسه في دنياه، اشتد حسابه في أخراه . ومن حاسب نفسه في حياته جلبت له الخير لما بعد مماته.

10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ro0ose
ro0ose
موضوعك مهم ولاول مرة ..ارى موضوع عن لوم النفس...هل من مزيد ياخوات ..جزاك الله خيرا اختي الفاضلة
moli
moli
اسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يحاسبون أنفسهم فيدلونها على الخير والصلاح. فنحن نعيش في زمان قد كثُرت فيه المغريات والمُلهيات، وأصبحنا عرضة للوقوع في المحظور إلا من رحم ربي.

آمين
الشااامخة
الشااامخة
ماأعظم شأن تلك النفس التي أقسم الله بها ورفع شأنها وقدرها
وكم نحن بحاجة الى أن نفيق من سباتنا وأن ننفض عنا غبار الدنيا الفانية
ونجاهد أنفسنا ونأخذ بناصيتها الى مافيه خيرها وصلاحها


جزيت خيرا اختي المهاجرة
المهااجرة
المهااجرة
بارك الله فيكم ووفقكم لكل ما يحب ويرضا

دمتم بصحه وسعاده

جزاكم ربى كل خير
اسالوا دمي عن غلا امي
اللهم إجعل قلوبنا خزائن توحيدك ..
وإجعل ألسنتنا مفاتيح تمجيدك ..
وجوارحنا خدم طاعتك ..
فإنه لا عز إلا في الذل لك ..
ولا أمن إلا في الخوف منك ..
ولا راحة إلا في الرضا بقسمتك ..