فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ النفس في مواجهة الأزمات ~

الأدب النبطي والفصيح

...

النفس .. الروح .. الجسد ..
ذلك المثلث الذي يمثل وجودنا في الحياة ..
إذا انحلت فيه عقدة الروح وهي الرباط الذي يشدنا بالبدن ..
انفرط عقد الحياة وتناثرت حبات العمر وابتلعها جوف العدم

🍂


ونفس وما سواها :
لقد فطرالله تعالى النفس فطرة عالية..
خلقها وسوّاها محبة للكمال ..
وبين لنا أن الدين الإسلامي بشكل خاص
جوهره السيطرة على الذات أو على النفس.
لتقمع دواعي الشر والفجور ،
وتنمّي مكتسباتها من الخير
ولكنها قد تخالف الفطرة وتكتسب صبغة ضارة
تخرج بها عن دائرة المنهج السليم الذي أراده الله لها .

🍂


وفي مشوار حياتنا نتعرض للكثير من مواقف الإحباط والفشل
فالحياة لاتمضي على نمط واحد من الأمان والثبات
وكثيراً ماتواجهنا مواقف عسيرة .. يستعصي حلّها..
واختبارات تقتضي أن نقابلها بجلد وصبر وإيمان
وإلا سنخسر معارك الحياة واحدة تلو الأخرى ..
ونغدو أناساً منطوين منهزمين ملوّحين براية الاستسلام ..
تعبر الحياة من فوقنا وتمضي دون ان تلتفت ..
لمن خلّفته وراءها .. ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوّها واندثر ..
🍂


ولذلك نتساءل :
ماذا نفعل ؟ لمواجهة الظروف الصعبة ؟


🍂


إن قوة الإرادة .. هي المفتاح لكل قفل عسير
بعد التوكل على الله واستمداد العون منه ..
فما معنى قوة الإرادة ؟!

🍂


من التعريفات الأساسية التي قيلت لتفسيرها ..
هي القدرة على إرجاء مانريده الآن ..
حتى نحقق مانهدف إليه على المدى البعيد ..!
أو بمعنى آخر الاستغناء عن التمتع في الأجل القصير
لنحصل على مانريد في الأجل البعيد .
🍂


والتعريف الأدق أن الارادة هي القدرة
على التحكم في النفس في مواجهة الصعوبات .



🍂


وقوة الإرادة لايكون الوصول إليها سهلاً ...!
فهي تتطلب جهوداً واعية روحية ومعرفية
لمقاومة الإغراءات والمشتتات والتحكم في النفس .
🍂


عندما يتعرض المرء مثلاً لإصابة ما ويربط جزءه المصاب
ويُحذَّر من محاولة تحريكه ،
ويبقى على ذلك مدة طويلة ، تضعف عضلات ذلك الجزء..
وحين يبلّ من مرضه بعد علاج طويل
يقتضي الأمر لأجل إعادة الحياة لجزءه المتضرر ..
تمرينه على الحركة ، كالعلاج الطبيعي أو نحوه ..
وهذا المسألة تتطلّب تحفيز قوة الإرادة..
بالعزيمة ، والإصرار ، والصبر لتحقيق الغاية
وكلما كان المصاب أعمق ..
وجب أن تكون الإرادة أقوى للمواجهة..
فكسر عضو في الجسم ليس كتعرضه للشلل..!
وانكسارات النفس جبرها يتطلب مجهوداً أعظم وأكبر .
🍂


والإرادة كالعضلة إذا لم تفعلها وتستخدمها وتقويها
ضمرت ، وضعفت ..!

🍂


قرأت هذه ( التجربة العلمية )
التي طبقت على شريحة من المجتمع ..
لتبين أن قوة الإرادة مورد محدود يجب أن لانستهلكه
وأحب أن تطلعن عليها :


🍂


وضع بعض المشاركين في التجربة في غرفة
وأمامهم صينية فيها بعض المخبوزات والحلوى
وصينية أخرى بها الفجل ..
وقٌسموا مجموعتين..
وطُلب من المجموعة الأولى تناول المخبوزات ..
ومن المجموعة الثانية تناول الفجل ..
وبعد مضي نصف ساعة طلب من الجميع
أن يحلوا بعض الألغاز الصعبة ..
ظلت المجموعة الأولى تعمل لأجل الحل
مدة ٢٠ دقيقة ..!
بينما حلتها الثانية في٨ دقائق ..
لأنها استهلكت مخزون قوة الإرادة
في مقاومة المخبوزات الطازجة ذات الروائح اللذيذة.


🍂


عندما يتعرض الإنسان لنكبة أو امتحان عسير ..
تظهر حقيقة الإرادة ( قوة مواجهة الواقع ) حيث أن البعض يعجز عن المواجهة ..
ويتصور أن ذلك نهاية الحياة
وأن مصيبته كبيرة لاتحتمل ..!
في هذه الحال عليه أن يلزم نفسه بالتماسك فلا يجزع
فالجزع والخوف والقلق كلها معاول تحطم الإرادة .
وليعرف أن هناك من هو أعظم منه ابتلاء وأشد مصيبة ..
وليبحث عن اي جانب من حياته يتسرب منه شعاع ضوء
فالحياة لاتنغلق علينا من كل الجهات ..
وليرجع إلى نفسه ويتصور لو كان الابتلاء أشد وأسوأ عاقبة
فماذا عساه يصنع ؟!
ثم ليصبر .. فالصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد
ويفوض جميع أمره إلى الله ..
ولا ينسى أن يقول دائماً:
( اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها )
🍂


كلمة أخيرة :
القرآن الكريم هو المرجع والملاذ من كل تقلبات الحياة
وهو المنهج الذي يعلمنا حسن التعامل مع الواقع
ومع الأزمات ..
ويعزز ثقتنا بأنفسنا ، ويقوي إرادتنا ..
ويجعلنا نتخطى مصاعبنا وأحزاننا بسلام ..
حين نكون مؤمنين واثقين أن الله معنا ..
يرشدنا ويتولى أمرنا ..
وأن آياته تهدينا وتسكب في قلوبنا المتألمة الأمل واليقين
وتقوي إرادتنا وتوجهنا إلى المسار الصحيح
لتخطي الأزمات ، وتوصلنا إلى بر الأمان ..
تهون كل صعوبة ، ويتبدل تفكيرنا السلبي ، وتستيقظ قوى الإرادة.
يقول الحق سبحانه :
( ولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا
قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ).
الله تعالى لايكلف نفساً إلا وسعها
ووسعها يمتد بالإيمان والتوكل ويضيق بالابتعاد عن الله
واليأس ..

ومن سنن الله في خلقه أن جعل بعد الشدة فرج ..
وبعد العسر يسرا ..
وبهذا اليقين تظهر قوة إرادة المؤمن ..
وينتصر على ضعف نفسه ويغلب فيه داعي الأمل
وينتظر الفرج وفي نفسه مضاء من التوكل لاينطفئ.
11
805

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
حقا فيضنا الحبيبة
إن بعد العسر يسرا
وبعد للضيق فرج
فقط الصبر وقوة الارادة والاستعانة بالله وحسن التوكل عليه والاصرار على الدعاء والإلحاح فيه يعبران بالمرء الي بر الأمان
جزاك الله خيرا حبيبتي فيض على درر قلمك التي تجمع ما بين الفائدة والمتعة والأصالة والحرف الهادف
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض واحة الادب الرقراق وعطرها
المحامية نون
المحامية نون
كلام سليم فعلاً يافيض ....
نحتاجه كثيراً في حياتنا فقد نفقد قوتنا ونشعر بالضعف تجاه ظروف الحياة .......
فشكراً لك على قطفات الأمل هذه ...
طرح رائع من أديبة رائعة.
دمت بحفط الله
اخت المحبه
اخت المحبه
جزاك الله خيـر بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
ركايز
ركايز
لااله الا الله
كعادتك طرح رائع يالغاليه
تستحقين الشكر والثناء عليه
بارك الله فيك
ريحان 🌿🌿
ريحان 🌿🌿
مقال رائع
سلمتِ أختي فيض
وبارك الله فيك 🌷